فاتح بيطار :
ألا تلاحظون على أن حزب الله قد انتصر على اسرائيل ؟ الجواب, هناك عين شيعية ترى ذلك , وعيون أخرى لاترى مايراه حزب الله وشيعته , يقولون ايضا حزب الله انتصر في القصير وفي يبرود , وهذا قصر نظر !! , فقد سيطر حزب الله بعد معركة أو معارك في القصير ويبرود , وغيرهم من المناطق , وبنى في القصير مطارا عسكريا , وهدم ماتبقى من بيوت القصير , ورفع راية الحسين على مسجد في القصير وكل ذلك حقيقة لاغبار عليها .
لاتقتصر نتائج الحرب على نتائج معركة , الحروب تعرف الكر والفر وتعرف كسب معركة وخسارة أخرى , ثم ان للحروب نتائج على المدى المتوسط والبعيد , واذا كان بالامكان التوغل في الرؤية المستقبلية فانه بالامكان عندها رؤية سوريا بدون الأسد أو غيره من الأسود , أي أن الأسد بائد لامحالة وبالتالي فان شريك الأسد أيضا بائد لامحالة , فكيف سيتمكن حزب الله من جني ثمار انتصاره في القصير ويبرود بدون الأسد ؟ لقد وضع حزب الله لنفسه تاريخيا مدة لانتهاء صلاحيته , وهذا التاريخ والمدة هو تاريخ ومدة الأسد .. .
من الضروري تقييم الانتصار في معركة أو عملية تقييما موضوعيا , ومن الضروري الانتباه الى ايجابية وسلبية كل حدث على المسرح السياسي والعسكري , والكل يعرف الآن على انتصارات حزب الله ان كانت نسبية أو مطلقة ذات علاقة بوضع يخضع له حزب الله مرغما , فلولا ايران لما تمكن حزب الله عسكريا من احراز أي انجاز , واشراف ايران على ماديات حزب الله مقرون بوصاية ايران على حزب الله , ووصاية ايران على حزب الله اقترنت , ويجب أن تكون مقرونة , بتوجه حزب الله حسب المصلحة والمشيئة الايرانية , أي أن حزب الله أصبح سياسيا فريقا ايرانيا يعمل في لبنان , وسيطرت حزب الله عسكريا على لبنان يعني منطقيا سيطرت ايران على لبنان , وهذا لايمكن أن يدل الا على تقويض الدولة اللبنانية , وتحويل حكومتها الى متصرفية تعمل مرغمة حسب مزاج ومشيئة حزب الله وايران ,.
وضع الوصاية أو وضع استعمار ايران للبنان هو وضع شاذ أولا , وهو وضع لايرض به بقية فرقاء “المحاصصة ” اللبنانية ثانيا , أي انه وضع سينفجر , وانفجاره قد يقضي على الكيان اللبناني كدولة ..هناك التقسيم وهناك الشرذمة ثم الحروب الأهلية وعدم امكانية الخروج من القوقعة المذهبية والتطور باتجاه المدنية المنقذة للبنان , فكيف يمكن الخروج من القوقعة المذهبية في ظل استعمار مذهبي , حيث شيعة لبنان بأكثريتهم وراء شيعية حزب الله , وبالتالي سوف يقف سنة لبنان ومسيحييه بأكثريتهم ضد شيعة حزب الله , وحزب الله الشيعي لايتوان لحظة عن الاستفادة من مقدرته العسكرية داخليا , أي أن ذلك سيرغم الأطراف الأخرى سنيا ومسيحيا على التعسكر وبالتالي سوف لن يكون هناك مستقبلا سوى الانفجار .
بالرغم من انتصارات حزب الله العسكرية المفترضة داخليا وخارجيا ان كانت نسبية أو مطلقة , لايمكننا اثبات استرداد شبر واحد من الأرض المحتلة فلسطينيا ولبنانيا , ثم أن نشاطات حزب الله لم تأت على لبنان لحد الآن الا بالخراب , أي أن نشاطات حزب الله لم تحرر فلسطين , وانما في طريقها الى تدمير لبنان , وتدمير لبنان لايمكن له أخلاقيا ووطنيا أن يكون انتصارا لحزب الله, الذي عليه أن يكون أصلا لبناني , ضاعت فلسطين وضاع لبنان ,وأي انتصار هذا الذي يدعيه العربان ؟