الاسد…البشر والحجر ..الكديش والحشيش

يتحدث  رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي عن” “توجيهات” الرئيس الأسد أن يكون الضرر في الحد الأدنى حفاظاً على أرواح المدنيين والمنازل,ورئيس مجلس الوزراء تابع قائلا يوم أمس الاثنين ، إن “سورية منفتحة على كافة المبادرات السياسية المقدمة إيمانا منها بأهمية الحل السياسي والسلمي، آملا بأن تفضي كل هذه المساعي الإيجابية التي تقوم بها الدول الى حوار وطني شامل”، مضيفا أن “هناك توجيهات من الرئيس بشار الأسد بألا يكون هناك أي ضرر في أي مكون بشري أو عمراني وأن يكون في الحد الأدنى هناك حفاظ على أرواح المدنيين والمنازل والتخفيف من الأضرار وهذا ما سيتم إنجازه في أقرب فرصة ممكنة”.

حقيقة لم أكن  أعرف على أن اسم الرئيس الجديد للوزراء هو وائل الحلقي , ولا يمكن القول  ان سبب ذلك هو  شح  في المعارف السياسية والتاريخية عند كاتب هذه السطور  , وانما  السبب  في ذلك يعود , كما قال مساء أمس  سلفه النمشق , هو  شح  الفاعليات والصلاحيات التي يتمتع بها رئيس مجلس الوزراء   والوزارة بشكل عام  , عادل سفر قال ان  رئيس مجلس الوزراء  هو موظف تنفيذي  , وكلمة “تنفيذي” تشير الى أنه “مأمور”  وليس بيده  الحل والربط , وهذه النقطة هي واحدة من ميزات  الأنظمة الشمولية الديكتاتورية  المنحطة .

أما  عن توجيهات الرئيس , التي لابد من شكره عليها !, فأرجو ان يسمح لي   بالشك  في جدواها وصدقها , وفي السياسة يقال على أن الخطوة الصحيحة في  الوقت الغير مناسب  , هي خطوة خطأ , وماذا كانت توجيهات السيد الرئيس بشار حافظ الأسد  في العشرين شهر الأخيرة ؟   ومن حظي بنعمة توجيهات الرئيس ؟ الرئيس  لايوجه أحد , لقد كان عليه ان يوجه نفسه  قبل مقتل أكثر من خمسين ألفا من المواطنين السوريين , ومنهم  حوالي الثلث من العسكريين على أقل تقدير , كما  كان على الرئيس الأبدي أن يوجه نفسه   بالاتجاه السليم  , الذي لايسمح  لأحد بهدم المدن  والأحياء   على رؤوس ساكنيها ,  وماذا بقي من حمص أو ادلب أوحلب أو درعا أو حماه أو دير الزور أو البوكمال  أو تلكلخ أو الزبداني أو داريا ـأو دوما أو  ..أو ..أو ..الخ  الا الأنقاض , وهل توجيهات سيادته  أفضل من الضراط  على البلاط ؟  ونصائح  الرئيس “بألا يكون هناك أي ضرر في أي مكون بشري أو عمراني وأن يكون في الحد الأدنى هناك حفاظ على أرواح المدنيين والمنازل والتخفيف من الأضرار” هو  منتهى  الاحتقار للعقل  والوجدان , وقوله “هذا ما سيتم إنجازه في أقرب فرصة ممكنة”” هو قول بغيض  , ولا يدل  الا  على  وجود  نوع  من الانفصام  في بنيته النفسية .. وكيف  يمكن  فهم  العبارة ” وهذا  ماسيتم  انجازه في أقرب فرصة ممكنة ” ,  هل يضحك السيد بشار الأسد منا  ؟  والأرجح على أنه  لايدرك ماحصل ويحصل  , وذلك ليس لأنه لايقرأ الأخبار   ولا ير   نشراتها التلفيزيونية , وانما لأنه  لايفهم مايقرأ  , وذلك بسبب سيطرة تصور   ما على ادراكه  للأمور ,  سجين الهلوسات  والتصورات  الغير واقعية ,  الرئيس سيحترم  البشر والحجر  في أقرب فرصة ممكنة !,  هل السؤال مسموح  عن الفرصة “الممكنة ”  هل ستأتي هذه الفرصة هذا العام أو  العام القادم أو بعد ذلك ؟  ,  أو أن الرئيس يعني  بعبارة “الفرصة الممكنة”  يوم انتصاره  على معارضيه , واذا كان قصد الرئيس ذلك , فلا يسعني الا أن أقول للمواطن السوري ..عيش ياكديش  حتى يطلع الحشيش !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *