بهذه الكلمات استعرض الرئيس موضوع الاصلاح , حيث سأل اضافة الى ذلك , لماذا تأخرنا ..فأجاب, هذا موضوع آخر , ثم اردف قائلا , ان الاصلاح حاجة طبيعية , والحقيقة انه من الصعب فهم الرئيس وتحليلاته , حين يقول “ولو كان الاصلاح قسريا أو جزءا من الأزمة فسيفشل و لذلك دعونا نفصل في حديثنا عن الاصلاح بين الحاجات الطبيعية وبين الأزمة !!!!!!!!!!” .
خربطة لامثيل لها ,وأقول جديا وبألم شديد , انه من الصعب توقع خربطة من هذا القياس من رئيس جمهورية , ولماذا يفشل الاصلاح اذا كان قسري , واستعمال كلمة قسري مربك جدا وغير مألوف , ولا أعرف القصد من عبارة الاصلاح “القسري ” , الاصلاح هو تقويم لاعوجاج , وعندما تسمح السلطة لنفسها بالاعوجاج عن طريق ممارسة الأخطاء , فعليها باصلاحه فورا , وذلك عن طريق حكومة أخرى وسياسة أخرى وفكر آخر وتكتيك آخر , ولا علاقة لكل ذلك بالقسر أي بالاجبار , وما أحلى القسر والاجبار , اذا كان بامكانه تقويم الاعوجاج , وكيف ينفي الرئيس امكانية نجاح الاصلاح , اذا كان الاصلاح جزءا من المشكلة ..وكيف يكون الاصلاح جزءا من المشكلة ..الفساد هو الجزء الأكبر من المشكلة , والاصلاح هو حل لاشكالية الفساد , والفساد هو القسر والاغتصاب , الذي مارسته السلطة طوال نصف قرن تقريبا على البشر , حيث هدرت السلطة كرامة المواطن , وسرقت ماله , وانتهكت عرضه , وأذلته , وحولته الى مستجدي ومستزلم ومرتزق وانبطاحي ومتملق , ثم حولت انتمائه من الوطني الى الطائفي , أفقرته ماديا ومعنويا ..ماديا عن طريق اللصوصية السلطوية الأسطورية , ومعنويا عن طريق احتقارها له , وتسليط أجهزة الأمن عليه ..تنهشه وتهمشه وتغتاله وتسجنه وتعذبه وتبهدله وتقتل عقله وتمنعه عن ممارسة غريزة الكلام , قتلت السياسة والسياسيين والمعارضة , وأحدثت معاهد العهر السياسي الانبطاحي التملقي المرائي , … ولماذا سيفشل الاصلاح اذا بدأ ببعض هذه الاعوجاجات وقومها واحدة تلو الأخرى ؟؟؟؟
الرئيس قال , اذا انطلقنا من الأزمة الحالية , سيكون الاصلاح مبتورا , يا بشر لا أستطيع فهم السيد الرئيس اطلاقا , لقد كان عليه عمليا عدم الانتظار حتى وقوع الانفجار , الانفجار حصل بعد احتقان تزايد على مدى العقود الأربعة الأخيرة , ألم يلاحظ رئيس الجمهورية تزايد الاحتقان ,؟ , ألم يلاحظ رئيس الجمهورية الفساد والمحسوبية وانهيار القيم والقضاء والعبث بكرامة المواطن ورزقه وتسلط أجهزة المخابرات , ألم يلاحظ السيد الرئيس السجون والمحاكمات والمحكومين بالسجن عشرات السنين لمساسهم بهيبة الدولة ,؟ , ألم يلاحظ السيد الرئيس بعض الغرابة والغبن في سجن رياض الترك 25 عاما وميشيل كيلو ستة أو سبعة سنوات ومشعل التمو ستة أو سبعة سنوات , لمساسهم بهيبة الدولة !والكثير غيرهم ؟ ولم يلاحظ الرئيس مساس اياد غزال بهيبة الدولة ومساس عاطف نجيب بهيبة الدولة ومساس رامي مخلوف بهيبة الدولة ومساس شاليش وعلى دوبا وغيرهم بهيبة الدولة … الرئيس لم يلاحظ كل ذلك , والآن يأتي الرئيس ويقول , انه لايريد بناء الاصلاح على الأزمة , , لأنه اذا بنى الاصلاح على الأزمة , فسيعطي المبرر للقوى الخارجية لكي تتدخل في أزمتنا تحت عنوان الاصلاح , لا أفهم شيئا مما قاله السيد الرئيس …طلاصم وأحجيات وروابط لاتربط شيئا بشيئ ..القصد هو القول انه لا اصلاح بناء على الأزمة , والأزمة سوف لن تنتهي بدون اصلاح ..أي الى البندقية والحرب الأهلية , وصدق من قال ان الحوار والحديث مع السلطة هو مضيعة للوقت والجهد , لا حيوية ولا حياة في هذا الطرح ..هذا اذا كان بالامكان فهم هذا الطرح بشكل كاف , ولا أظن على أنه بامكان أي أنسان مهما بلغ من الذكاء أو الغباء فهم طروحات الرئيس .
أعود الى العنوان ..تأخرنا أم لم نتأخر ..هذا موضوع آخر … والرئيس لم يعير موضوع التأخر أي أهمية ,أعجب كيف يتعامل السيد الرئيس مع عامل الزمن بتلك اللامسؤولية ..نعم ان التأخر هو شيئ آخر, الا أنه الشيئ الأهم في مجمل القضية ..خسارة عشرات السنين من حياة أمة ليس بالشيئ البخس اطلاقا , والسؤال هنا , هل تهتم السلطة بحياة الأمة ؟؟؟ ولو اهتمت السلطة بحياة الأمة ايجابيا , لما وصلت البلاد الى ماوصلت اليه , السلطة تهتم بحياة المرتزقة والزبانية وبمواردهم المادية , التي لم تتناقص بسبب الأزمة والحرب ..هل سمعتم بأغنياء الحرب ؟؟ أنهم زبانية السلطة !