انها خادمة في النهار , وجارية في الليل!

 
 
 الذكورية   التي انهزمت  خارجيا بفعل الحداثة,  أي  بفعل   بعض   القوانين  الوضعية   , التي  قوضت   أركان التفكير  الديني وضبطت  رجال  الدين  جزئيا   ,تحاول  الكسب الحيواني  والانتصار  داخليا  , أي في نطاق الأسرة    أي   في نطاق الزوجة  والبنات  والأبناء  الخ , وذلك   بمساعدة  حليف    أمين لهذه  الذكورية  ,  هو  التفكير  الديني, الذي لايقبل  المساومة على  شيئ , لأنه مقدس, التفكير الديني    حليف الذكورية  حاول اعادة انتاج منظومات  ترفضها الحداثة  العقلانية  ,  لذلك  يمكن القول   بأن  حلف الذكورية- الدين   يقف  في   مواجهة  حلف   الأنسنة   – الحداثة .
يقف   المخلوق الذكوري  الى جانب  منظومة  كاملة متكاملة في  عدم واقعيتها وانسانيتها  بما يخص المرأة , ودورها في الحياة  , حتى في  لباسها  ونشاطاتها  وكل ممارساتها ,  يريدون  منها  تبوء مركز الضعف وموقع الهامشية الحياتية , ويريدون   شرعنة السيطرة عليها  واستعمارها  وتحجيبها  وجلببتها  سترا لعورتها ,انها مستعمرة  للذكور   جسديا ونفسيا  وجنسيا , وليس من  المبالغة القول بأنها   تحولت الى  خادمة في النهار  وجارية في الليل , وعندما تفقد صلاحيتها النكاحية ,يتم  طرحها  على  المزبلة    والتزوج  عليها  , فما هي  ألا  شيئ يشترى  ويباع  شرعا   , الآيات   التي    يوردها   البعض تأكيدا   لمكانة  المرأة  المرموقة  دينيا ,  لم  تترك   اي  مجال للشك  في  صحة  ماتم  ذكره  عن  وضع  المرأة  الدوني   وعن   الاحتقار الشرعي   لها  . 
تتمثل أول بوادر الصراع من  أجل الهيمنة  الأسرية  الداخلية  برفض  الحداثة  كليا ,  لأنها  بدعة  شريرة   كافرة ,حسب   أحكام   الشريعة , فالحداثة واقعيا  غربية المنشأ  , وللدين  أسباب عدة  للثأر من الحداثة  الغربية  ,التي فتحت عليه أبواب  التمرد النسوي  , وأبواب الديموقراطية  التي   تتعاكس مع  تيوقراطية   الدين   الديكتاتورية  , والأهم من ذلك كانت  صدمة  تفوق   الغرب الكافر  في كل المجالات , واضطرار المؤمنين  للتطفل   المذل  على موائد الكفرة  , كل   تلك   التطورات   أوقعت    التفكير  والثقافة  الدينية  في مطب   التناقضات  واختلال  التوازن ,   يشتموهم  ويتطفلوا  على  موائدهم ,  ولولاهم  لبقوا   على  سفينة  الصحراء .
  ليس  للتفكير  الديني   المهزوم   والمذلول   والقاصر   هنا الا  الثأر الغبي  ,  الذي قاد    الى   فشل  أكبر , والفشل  الأكبر  تطلب  ثأرا   أعظم ,  لذا  الى  توسيع  الحلقة   المعيبة , والى  المزيد  من  الارهاب  والمزيد  من  التفنن  به ,والى اعادة  انتاج الماضي  من حرق   وذبح  على  قارعة  الطريق  ,لاجديد   في     ارهابهم  سوى  مشهديته بتقنيات  حديثة , وحتى  المشهدية  كانت   قديمة ,  لكن  بتقنيات   قديمة   كالصلب  والشوي  على  النار   وغيرها  من    الفواحش  ,     التي  ترفض  حتى  الحيوانات    ممارستها . 
بعد   التبرؤ من الحداثة  كمصدر  للفسق , يأتي دور  الحليف الديني(النص) الذي يزود الذكورية  بما يلزمها  من الشرعنة  لوسائل  قهر المرأة وضبطها   في   صيغة  دينية   رجعية   ,  تحولها  على سبيل المثال الى واحدة من عدة زوجات  والى  اعتبارها   ناقصة  عقل  ودين   الخ  , والتي تعيق  تقدمها  وتعليمها,  لايريد الشيخ   ابو اسحاق  الحويني    النافق   حديثا  والمنافق  طوال   حياته  وأمثاله تعليم   المرأة ,وعلى   المجتمع   التقيد   بفتاويه,  المشايخ”العلماء”   يعتبرون    أنفسهم اوصياء   على   الناس لأنهم   علماء   , بماذا   علماء  ؟  
هناك رفض مبدئي للحداثة من  قبل  التراث  الديني  ,الذي  يشرعن  وسائل  الذكورية  الاضطهادية  ويصيغها   أيضا  ,  فما  الذي   يمكنه  منع الذكورية  من ممارسة  منكراتها   في  مجتمع  مقبوض  عليه  من قبل   هذا  التراث    ؟؟  لاشيئ  !, لذلك   تنعم  الذكورية  بما   يقدمه التفكير الديني  لها   من تغطية لاغتصاب  المرأة  واذلالها   وتحويلها  الى  “شيئ”  , ثم محاولة السيطرة المطلقة  على الوضع الداخلي  الأسري, التراث  الديني   يغطي على  سبيل  المثال   جرائم الشرف,  ويمنع  معاقبة الجاني  كقاتل ,وبذلك  يشجع على القتل ,  وعن تشييئ  المرأة  واعدامها  اجتماعيا   ثم تدميرها   بالصدمة  العاطفية  في   حال  تعدد   الزوجات  , فلا  حاجة للتفصيل  , الرجل  الذي  يستطيع  الزواج بأخرى  دون  اعلام الزوجة الأولى   هو  على  الأقل   قاتل نفسي,انه حزام  ناسف  لكرامة الانسان  وللمرأة بالدرجة   الأولى  !
 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *