جورج بنا , سيريانو:
اليوم تم القاء القبض على المجرم عاطف نجيب , ومن يعرف قصة عاطف نجيب في درعا هم قلة قليلة , ما فعله عاطف نجيب كان سببا رئيسيا في اندلاع شرارة الاحتجاجات في سوريا عام ٢٠١١,التي واجهها النظام آنذاك بمنتهى الحماقة والاجرام , تفاصيل قصة درعا , التي سنذكر بها القراء تستحق ايصالها الى الأجيال القادمة , أو تحويلها الى فيلم سينمائي, والممثل الرئيسي في هذا الفيلم سيكون محافظ درعا فيصل كلثوم الى جانب أحد حماة الديار الجنرال عاطف نجيب , أحد أقرباء الرئيس .
فبعد اعتقال الفتيان في درعا ,للأسباب التي يعرفها الجميع منها ذكر نهاية الدكتور اي الرئيس , وتعذيبهم على يد حامي الديار عاطف نجيب , توجه أربعة أو خمسة من “وجهاء” المنطقة, لم يكن بينهم أي من ذوي الفتية المعتقلين , إلى المحافظ وطالبوا بإطلاق سراح الأطفال, ليس لأنهم فتية قاصرون , ولا لأنهم عذبوا بقلع اظافرهم , ولكن لأن تغيبهم عن المدرسة لأكثر من ثلاثة أسابيع يمكن أن يؤدي إلى طردهم منها و تخريب سنتهم الدراسية , لم يتردد الوجهاء في إبلاغ المحافظ بأنهم على استعداد للبقاء في السجن بدلا عن الفتية, إذا كان ذلك كفيلا بأن لا يحرمهم من سنتهم الدراسية,ومن لا يعرف الأهمية التي يحتلها التعليم في وجدان وحياة وثقافة أهالي درعا , لا يستطيع فهم مغزى ما قاله الوجهاء وما عرضوه.
لم تكن شجاعة ونخوة فيصل كلثوم أكبر من شجاعة جرذون تجاه الأجهزة الأمنية ورؤساء الفروع البعثية , حيث قال المحافظ فيصل كلثوم , ان حل القضية بيد عاطف نجيب , ولاثبات ذلك , اتصل بعاطف نجيب طالبا منه الحضور , لأن ذوي الأطفال متواجدون في مكتبه,بعد لحظات أطل عاطف نجيب اطلالة المنتصر , دخل المكتب , وكأنه يدخل علبة ليل محتقرا الجميع وأولهم المحافظ , وما هو المحافظ بالنسبة له , ليس أكثر من رجل كرسي .
بدون تحيات أو سلامات قال (بعد التفصيح قليلا ) “ليس لديكم عندنا أولاد, اذهبوا إلى نسائكم وضاجعوهن لينجبن لكم بدلا منهم , وإذا لم تستطيعوا فعل ذلك بإمكاننا أن نرسل لكم من يضاجع نساءكم لينجب لكم بدلا من أولادكم المعتقلين”! وبالتعبير الحرفي :روحوا نيكوا نسوانكم وجيبوا ولاد بدل ولادكم , وإذا ما فيكم تنيكوهم , نحنا منيكهم عنكم “! نعتذر هنا عن نشر العبارة كما قيلت بالعامية , القصد هو التعريف بالمستوى السوقي الذي يملكه بعض حماة الديار ,من الذين ستنهض البلاد على أكتافهم !!!!.
لم يتردد هنا أحد أعضاء الوفد في النهوض عن كرسيه خالعا عقاله وواضعا العقال على طاولة المكتب , قائلا “الله لايخليني اذا بخليك أنت وها المحافظ بها البلد ” هنا اقدم حامي الديار عاطف نجيب ورمى العقال في سلة القمامة ثم وضع رأس الرجل في سلة القمامة , وعلى مشهد من حضرة المحافظ فيصل كلثوم , انتهت القصة عند هذه الواقعة .
اعتبر شيوخ الجوامع أن أهل درعا طعنوا في كرامتهم , ومن جامع العمري انطلقت تظاهرة , حيث سقط العديد من المدنيين برصاص الأمن , وبدأت بذلك حركة الاحتجاج أو الثورة , التي قادت الى مقتل مئات الألوف من السوريين في اطار حرب أهلية ,والى تخريب البلاد وتشريد ملاين السوريين , قاتل الأطفال ومقتلع الأظافر بقي حرا طليقا عين الله وعين الرئيس عليه ثم متخفيا منذ اسابيع , الى أن القي القبض عليه اليوم من قبل عناصر تحرير الشام .
برر الرئيس القرداحي لاحقا عدم تقديم عاطف نجيب الى المحاكمة بعدم وجود مدعي شخصي عليه , ولنا هنا سؤالا نابيا , هل وجد ادعاء شخصي ضد كل من سجن وعذب وقتل في السجون وضد كل من اعدم وقطع لسانه كالشاعر حسن الخير , ومن هو الذي ادعى على عارف دليلة وميشيل كيلو ومشعل التمو وعشرات الآلاف غيرهم ؟؟؟ والسؤال الآخر كيف يمكن لمن هو المشكلة , أن يكون حلا لها ؟؟؟ثم سؤال ثالث , هل كان بالامكان قدوم الادلبية وقائدهم الملهم خريج مدرسة الظواهري الجولاني لولا سنوات حكم القرداحية , فمن جاء بأحمد كان بشار ووالد بشار !!!!!