مها بيطار , عثمان لي :
تعتبر الجنسية الموثقة , المستند المعتمد من قبل القانون الدولي في تحديد انتماء فرد الى وطن , نحن في عصر الأوطان , وكل فرد في هذا العالم ينتمي الى وطن , توثيق هذا الانتماء وقوننته تتم عن طريق هوية شخصية أو جواز سفر, هذه الوثيقة أو الشهادة الصادرة عن مؤسسات الدولة المعنية بالأمر , هي شهادة الجنسية , التي تعني كون هذا الانسان مواطنا فىي دولة , له ما للآخرين من حقوق , وعليه ماعليهم من واجبات , وذلك مهما كان دينه او عرقه أو أصله أو فصله, هذا ما ينص عليه الاعلان العالمي لحقوق الانسان ووثائق الأمم المتحدة بالنسبة لأعضائها الموقعين عليها .
يصطدم مفهوم الجنسية او مفهوم المواطن , المؤسس على الانتماء الديني او العرقي او الجنسي , مع مفهوم المساواة ومفهوم العدل , فالدين السائد في هذه المنطقة لايعترف بالوطن والمواطنة لأنه أممي, ولايعترف بالمساواة , انما بالعدل , ويظن بأنه من الممكن للعدل أن يحل محل المساواة , وبدون شرح مطول أسال ان كان هذا الدين قد تمكن من اقامة العدل بين الناس طوال اربع عشر قرنا وكيف كان وضع العدل في ذلك الزمن الطويل , كيف يمكن أن يكون الفتح والاحتلال عدلا , وكيف يمكن ان يكون تقتيل الناس عدلا ؟, وكيف يمكن ان يكون تدفيعهم الجزية عن يد وهم صاغرون عدلا ؟, وهل العهدة العمرية عادلة , وهل هدم كل كنائس العراق بأمر من الخليفة المتوكل عدلا , وهل السبي عدلا ؟, وهل التذبيح عدلا ؟, وهل محرقة ابن ابي طالب عدلا (أوقد ناري وأنادي قنبرة !!) ؟ , وهل تقتيل الخلفاء والاغتيالات عدلا ؟, هنا يمكن كتابة مجلدات عن احتقار العدل وخذلانه في هذه الحقبة الطويلة ,فلا عدل ولا مساواة , يسألون بصيغة النفي هل يتساوى المؤمن مع الكافر ؟؟؟ معاذ الله !!!
يولد الطفل بدون جنسية ويكتسب بعد ولادته مباشرة جنسية تبعا لنماذج تختلف من دولة الأخرى , تمنح الطفلة او الطفل جنسية على أساس جنسية الوالدين , وذللك بغض النظر عن مكان ولادتهم , خارج الوطن او داخله , أو على أساس حق المكان او الاقليم ,تتعلق الجنسية هنا بمكان الولادة , بغض النظر عن جنسية الوالدين , فمن يولد في امريكا هو أمريكي , لكل دولة اسلوب أو فلسفة بهذا الخصوص , اضافة الى ذلك هناك تجنيس الكبار , أيضا هناك لكل دولة شروطها النابعة من مصلحتها وارادتها بهذا الخصوص , هناك دولا تعطي للأولاد جنسية الأم على أساس تبعية الأولاد للأم بالدرجة الأولى , وهناك دولا لاتعترف بذلك ولا تمارسه , كما هو الحال في سوريا , لاتتمكن الأم في سوريا من اعطاء جنسيتها لأولادها , بينما يتمكن الأب من ذلك , بسبب الخلفية الدينية لاتتمكن الأم التي تمنح الحياة من منح جنسيتها لأولادها ….! ,ماذا يعني حمل الفرد جنسية دولة ما ؟
حيازة جنسية وطن ما , يعني ان يعمل حامل الجنسية من أجل الوطن , وأي عمل مناهض ومعاكس ويخدم دولا اخرى متواجدة في حالة عداء او حرب مع دولة حامل الجنسية ,يعتبر استقالة من الانتماء وخيانة للوطن , هذا الأمر يرغم الدولة المعنية بالأمر على القيام باجراءات منها المعاقبة , ومنها على سبيل المثال اسقاط الجنسية , لذلك لايمكن ان يبقى افراد من ساعد جيش محمد التركي سوريين الجنسية , لقد فتح الشمال السوري لمصلحة تركيا , انهم في حالة خيانة مستمرة,كيف يجب التعامل مع السوريين , الذين ساعدوا تركيا على احتلاتل وطنهم ؟
لاشك بان محاكمتهم في حال القاء القبض عليهم أو حتى غيابيا أمر أخلاقي وقانوني , يمكن اعتبارأي تساهل أو اهمال بهذا الخصوص نوعا من الاجحاف بحق الوطن , لاحق للاخونجي الذي يحارب سوريا تحت راية اردوغان بالجنسية السورية , ولا شبيه لهذا الوضع سوى حالة احتلال اسرائيل لأجزاء من سوريا , ومساعدة اسرائيل من قبل سوريين في هذا انجاز هذ الاحتلال!