ممدوح بيطار , ربا منصور :
صمد انتماء بعض السوريين شكلا واسما الى الخلافة العثمانية قلبا وممارسة, بالرغم من احتكار هذه الخلافة للتوحش الأسطوري القمعي الذي مارسته الانكشارية العثمانية وما بقي من أجهزة القمع المملوكية , يبدو وكأنه لا أهمية لكل ذلك في تقييم الاستعمار العثماني , المهم أنها خلافة اسلامية , وما عدا ذلك هامشي وثانوي ,الاسلام أو بكلمة أخرى الخلافة هي الوطن وهؤلاء هم المواطنين , المشكلة معهم تتعلق بالرياء والنفاق … كونوا عثمانيون كما تريدون , لكن لاتمارسو الكذب والمخاتلة بالادعاء بأنكم سوريون , انكم امتداد لأبشع مستعمر عرفه التاريخ , ولا أنذل من الذي يعيش في وطن كمواطن ويساعد الغريب في احتلال هذا الوطن … لا أنسى نذالة البعض من الذين رحبوا باحتلال تركيا لعفرين … رحبوا وهم فخورون بذلك !!!
ولماذا دولة اسلامية أممية كبرى ؟ فليبدأ الاخونجية باحياء الخلافة العثمانية الأصغر , والذي بدى لهم ممكنا , لقد تحولت أنظار هؤلا الى الخلافة العثمانية والى الخليفة اردوغان , فاردوغان وأغلوا لم يقصروا في الترويج لهذه الخلافة , انهم اسلاميون ومقتدرون على تحقيق مايصبو الاخونجية او الاسلاميون عموما اليه .
في تقييم اردوغان واسلاميته , ارتكب بعض العرب أخطاء فادحة , فاردوغان يدعي بأنه تقي , ويدعي ايضا بأنه رئيس دولة علمانية , لقد تجاهل الاسلاميون امر العلمانية واكتفوا بأمر التقية , حاولوا تعظيم التقي اردوغان عن طريق لصق بعض النجاحات الاقتصادية به , والتي لاتعود لجهوده , انما تعود الى تراث العلمانية والى جهود سابقه أوزال , الذي كان على علاقة جيدة بالغرب ,تنعم اردواغان وتنعم الأتراك بنتائج سياسات اوزال عشرة سنوات على الأقل , بفعل الزمن انتهى مفعول سياسات أوزال , والآن اتى دور سياسات اروغان , التي قادت الى افقار الناس والى الافلاس بعد ان صعد سعر الدولار الى حوالي ٢٠ ليرة تركية , بعد ان كان لفترة قريبة حوالي ٣ ليرات تركية , كنتيجة لسياسات اردوغان تعجز تركيا الآن عن دفع أقساط الديون , صور عن بحث بعض الأتراك عن فضلات غذائية في حاويات القمامة لم تعد نادرة.
لقد كانت هناك بخصوص التاريخ العثماني لمدة ٤٠٠ سنة في هذه المنطقة اتجاهات مختلفة , منها الاتجاه القومي العربي والسوري , الذي استمد البعث والسوري القومي منه معظم اركانهم الفكرية, يقول هذا الاتجاه أن السلطة العثمانية كانت مسؤولة عن التأخر الذي اصاب شعوب المستعمرات العثمانية وعن الاجرام الذي مارسته السلطنة العثمانية بحق العديد من الشعوب , وحتى بعد الاستقلال أي بعد الحرب العالمية الأولى , لم يكف اعتداء العثمانيين على هذه البلدان , اعتداء تمثل بالعديد من الأشكال , منها اقتطاع اجزاء جغرافية من هذه الدول … كيليكيا واسكندرون وحديثا الشمال السوري أمثلة على ذلك,.
هناك اتجاه آخر لايستهان به , وهو الاتجاه الطائفي المتخفي تحت الطربوش العثماني تارة , وتاردة أخرى تحت العمامة الاسلامية , انه الاتجاه المروج للاستكانة للعثمانيين , والذي انهزم على يد القوميين اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى مباشرة , الا انه بدأ من جديد عام ١٩٢٨ على يد سيد قطب وشركائه , وتنشط بعد عام الهزيمة الكبرى عام ١٩٦٧ , الى ان تجلى قبل سنوات بالفكر الداعشي المتمثل بداعش وأشباهها مثل النصرة وغيرها , الذين مثلوا امتدادا واستمرارا للمنهجية الاخونجية وللخلافة الاسلامية وممارساتها قبل ١٤٠٠ سنة , لايملك هذا الاتجاه مقومات الاستمرار , لأنه مرفوض من قبل الجميع داخليا وخارجيا باستثناء الاخونجية والاسلاميون بشكل عام .
يقظة العثمانية في نفوس البعض من الممارسين للمساكنة في سوريا أمر خطير على سوريا , فهؤلاء وضعوا انفسهم في قارب الاغتراب عن الوطن , الذي يدعوا مواطنته , وليس في القول انهم خونة اي مبالغة , فمن يؤيد اردوغان في احتلاله او فتحه لأجزاء من سوريا , هو خائن بالعرف والقانون والأخلاق.
تمثل العثمانية بالنسبة لهؤلاء وضعا شرعيا ومشرعنا من قبل بعض اشكال الفكر الاسلامي , الذي يروج للامة الاسلامية , التي لاتعترف بالحدود الجغرافية …. حدودهم ديموغرافية ., ولا وجود في عالم اليوم للحدود الديموغرافية سوى في رؤوس الاسلاميين , لايجوز للعثمانيين من سكان سوريا انتحال المواطنة السورية, من يخفق قلبه عثمانيا هو عثماني , والعثماني ليس مواطنا سوريا انما مواطنا عثمانيا وعاصمة بلاده او وطنه هي انقرة وليست دمشق
سعيد ناشيد: شهادة سورية قوية أنقلها كما قرأتها:وباء العثمنة:النرويج بلد تم احتلاله لمدة 400عام من قبل الدانمارك.من 1300م الى 1700مهذه الفترة تدرس للأجيال النرويجية على انها من اسوأ ايام النرويج، مضاف اليها الاحتلال الالماني خلال الحرب العالمية.رغم الاعتذارات الرسمية التي قدمت من الحكومة الدانمركية عن تلك الفترة الى الشعب النروجي وحكومته الا انه لم يزل الشعب النروجي يذكر تلك الفترة ويصفها بأبشع الصفات.المدرسون يشرحون للطلاب كيف أن الدانمارك حينها عندت الى نهب ثروات النرويج وافقارها وبنت بثرواتهم مجدا وحضارة لها.لأربعة أعوام وانا في النرويج لم اسمع نروجيا واحدا يذكر تلك المرحلة بالخير او يعتبرها مرحلة فتح حضاري رغم كون الدانمارك متفوقة حضاريا على النروج في ذلك التاريخ حيث لم يكن النرواجة الا مجموعة من الفلاحين وصيادي الاسماك بينما كانت الدانمارك امبراطورية ونهضة عمرانية وصناعية.لن تجد نروجيا يقول لك لامشكلة لأنهم اسكندنافيين شقر مثلنا او لأنهم مسيحيين مثلنا فاحتلالهم لنا رحمة. وذلك على الرغم من ان معظم اهل النرويج يأكلون لحم الخنزير إلا انهم لم يصابوا بخنزرة الرؤيا والخيانة لوطنهم.مافعله العثمانيون في سوريا كان من اسوأ مافعلته الاحتلالات في العالم: التجويع والاذلال والنهب والخوزقة وتفتيت بنى المجتمع.وهذا كله ثبت ليس فقط عبر كتب يشك بمصداقيتها بل عبر اشخاص عايشو المرحلة وسمعنا منهم.رغم كل ذلك يرى العثمانيون انهم كانوا اصحاب حق ولم يقدموا اعتذارا واحدا بل على العكس في الخطاب الاخير للخليفة اردوغان يشير وبكل صفاقة الى انه يتابع مهمة اجداده وانه يعرف حسب قوله ان مجموعة غفيرة تنتظر عودتهم من جديد!اليس عارا ان يطلب السوريون العثمنة بحجة تافهة وارتكاز تافه انهم مسلمون وأنهم يعيدون احياء الدولة الاسلامية فيا للفضيحة!