محمد خاتم الأنبياء , وبشار خاتم الرؤساء !!

بقلم :جورج بنا :

 انتهى  تاريخ الأديان بالخاتمة محمد ,هناك ماقبله وليس له من بعده  , انه الى الأبد الواحد الأحد  ,وفي هذا السياق  يمكن   تأويل  مقولة الأسد  الى الأبد  ثم الأسد أو لا أحد  ,انه أيضا الواحد الأحد  وهناك ماقبله  والجواب على  السؤال عن مابعده سهل  , انه حافظ الثاني   , وهكذا دواليك…  أسد يأتي وأسد يذهب ..ملوك … على رأس مملكة  لم يبق منها  الا ممارسات التوحش  وحيونة المخلوق البشري .

ظاهرة خاتم الأنبياء  شغلت أدونيس بالتفكير  وظاهرة خاتم الرؤساء  شغلتنا  بالتفكير  , سأل أدونيس .. اذا لم يكن هناك  وحي بعدالوحي  فماذا  عند الله  ليقوله ؟,أجاب  ماعاد  لديه أي شبئ ليقوله  …انسقف  , والمسلم  الذي يرى  على أنه  لاوحي بعد الوحي , ماعاد له شيئا ليفعله ,  وخاتم الرؤساء بشار    يفعل   باغلاقه التاريخ بالشمع الأحمر  فعلة الله  ,  حيث  لم يعد لنا مانقوله أكثر مما قال بشار  , ولم يعد لنا مانفعله أكثر مما فعل بشار  , انه  اختزال للملايين  بشخصه  , لذا  فانه سوريا , وسوريا هو   , انها سوريا الأسد .

هناك فروق بين الربوب , المسلم  يقول ان ان الله بعث  لكل أمة  نبي ودين  ,والاشكالية تكمن هنا  في تعداد  الأديان  والأرباب  وفي  تباين هذه الأديان والأرباب  , فنفس الرب  منع شر الخمر ونفس الرب  حول الماء الى خمر معتق  ومن نوعية فاخرة  , نفس الرب  سمح بالدعارة  ونكاح الأطفال   وتعدد الزوجات  وما ملكت  ايمانكم  , ونفس الرب  لم يسمحح الا بالزواج من امرأة واحدة  لايفصلهما الا الموت ,ونفس الرب المسلم  منع الاجتهاد , والمسيحي  سمح بالاجتهاد   وبالتالي بالطلاق والزواج من واحدة تلو الأخرى … الرب  الغيبي متنوع  في  أفكاره وأعماله..متناقض يكره ويحب  ..يقتل ويرحم ..يأخذ الكثير  ولا يعط الا القليل ..انه كما هو رب  مستعبد  وأتباعه عبيد!.

رب البلاد والبلاء بشار شبيه بالرب   القابع  وراء الغيم   , وفي خصائصه  يجمع  ربوبة الاسلام والمسيحية واليهودية  وغيرهم من الاتجاهات  وعددهم بالآلاف , انه الحربجي  الذي  يستل سيفه  حسب مزاجه والضرورة  ..انه سيف الله  بنسخته العلوية الشيعية  ..انه  أسد الله الغالب  وسيف الله الضارب ..سيف ذو الفقار , انه أيضا  المسالم أيضا  الذي يعيد سيفه الى غمده  لأن من يأخذ بالسيف ,بالسيف يؤخذ .. يقتل ربع مليون عبد سوري رحمة بالسوريين , ويقال على ذمة شريف شحادة  انه لم يقتل مدنيا واحدا, لقد تكرم على القتلى  باعطائهم هوية أخرى , انهم هنا عصابات مسلحة ورأس حربة المؤامرة ..قتلهم حلال وملاحقة فلولهم واجب  وذلك  لحماية حياة  الشعب السوري  وحريته  وممتلكاته  وكرامته وشرفه,  هذا ماقاله بشار الأسد !.

الا أنه  وفي كل معركة يقتل مافيه النصيب   ويطارد الفلول  , ومنذ  أربع سنوات  وهو ينتصر وينتصر ويقاتل ويقتل  ويطارد الفلول  , وحتى أنه انتصر في حرب كونية  على مئات الدول الكبرى والصغرى ,  وبالرغم من ذلك  لايزال  سيف ذو الفقار منشغلا  بالعصابات  ولم ينته  ولا نعرف  أين سينتهي وكيف سينتهي  ومتى سينتهي .

أدونيس قال , والعهدة على الراوي ,  كل شاعر كبير هو مفكر كبير  !, نعم ! عندئذ  فأدونيس هو مفكر كبير , ورأيه كبير  وكلامه كبير … الا أن  الكبير أيضا يخظئ  وخطأه كبير أيضا  , ولا ملامة  على من يخطئ مرة , فقد أخطأ أدونيس في  تغزله بالثورة الخمينية  , ويعترف بخطأه  ,  ثم أنه متهم الآن  بالخطأ   بحق الثورة السورية   , وهنا   نلومه على خطأه , لأنه كان عليه  أن يتعلم من أخطائه السابقة  وأن لايسمح  لأي أن  يتهمه بما هو أفظع  …طائفي أنت يا أدونيس!!!  , فقد  باركت ثورة الخميني لكونها شيعية  ,  وبقيت  بما يخص الثورة السورية علوي -شيعي   , تلرة  لاتتقبل ثورة تخرج من المساجد , وطورا  تدعم  السيد الرئيس  , وكما قلت  يا أدونيس في رسالتك له  ..انه المنتخب أي الدستوري  , وكما  يمكن للكبير أدونيس  أن يلاحظ فهو  مع العلوي الشيعي  ان كان  ثائرا  أو مثار عليه .

هذه هي شيم الصغار يا أدونيس  وليست شيم الكبار  , وخاصة ليست من شيم من يفكر  !. الكثير مطلوب من الكبير الذي يفكر , وقبل تغزلك يا أدونيس شعرا ونثرا بثورة الخميني  كان عليك , ككبير, معرفة الكثير عن هذه الثورة  ومضاعفاتها التي غيرت  ومنذ بدايتها عام ١٩٧٩  المناخ  الايديولوجي والثقافي  في  المنطقة بأجملها  , لقد أصبحت مثالا ثوريا زائفا  حل محل التيارات المدنية  التي فشلت  وسقطت  على يد  العنجهية العسكرية  ناقصة العقل والدين , وقد كان من  السهل  التعرف على رأس الأفعى التي تسمم الآن  وجودنا  بسم الطائفية , فشيعية  الدولة الاسلامية  الجديدة  هي التي أيقظت  بصورة موازية  الأفعى السنية  السلفية  , وكما قادت ايران الاسلامية  حركة التمدد الشيعي  , تقود المملكة  السعودية الآن   حركة التمدد السني  ,وبذلك  تحول الجو العام الى جو  سمح  بانطلاق  تيارات اسلامية متطرفة  شيعيا وسنيا , وهذا الجو بالذات  أصبح ضيقا جدا  لكل تيار علماني مدني , أما  العسكر القومجي  فقد وجد في هذا الجو بيئة مناسبة جدا  لممارسة  اختصاصه  بكار الاستبداد  وعار  التحالف  مع التيار السلفي  الشيعي أو السني , وهكذا تم في سوريا حيث تحالف الحاكم العلوي  الذي تحول الى  نوع شيعي اثني عشري  مع الشيعة  , وتحالف معارضوا  هذا الحاكم  مع التيار السني , وكل ذلك كان معروفا وواضحا , ومشتقا  من  تجربة  مصدق والشاه  في ايران في أوائل الخمسينات , لقد خلق الشاه الفراغ السياسي  , وفي هذا الفراغ  انذلق الخميني  وولدت الجمهورية الاسلامية  , والعسكر القومجي خلق الفراغ السياسي  باستبداده ومنعه لكل مزاولة سياسية  , وفي هذا الفراغ   ارتمت  جمهورية الخميني  وحرضت  المملكة السعودية على الارتماء  في حلبة الصراع  المذهبي  ,الذي سيدفع الجميع ثمنه , وخاصة الأقليات المذهبية  , التي سيقرر الميدان مصيرها  , وفي الميدان ستنتصر الأكثرية  بالحق أو الباطل  سيان !!.

في كل مناسبة  يكرر أدونيس  مطلب فصل الدين عن الدولة , ومعه حق  مطلق ,  الا أنه  لايشير  ولو بكلمة الى الطريق لهذا الفصل , ولا يتعب نفسه بالبحث عن أرضية  مناسبة للفصل , وعل سبيل المثال  فقد كانت في سوريا  في الخمسينات  دولة  انفصل بها  الدين عن الدولة  بقدر كاف ,  الا أن  هذه الدولة  تطورت باتجاه  غير مناسب لمطامح أدونيس  , اذ أن الدولة   وأجهزتها  وقعت في شرك وحضن طائفة  وطائفي , والدمج  بين العلوية والسياسة  تطور  ليستحق هذه الأيام تسميته  “العلوية السياسية ” مقارنة  بالمارونية السياسية  , التي  حتى في أوج جبروتها في لبنان لم تصل  الى ١٪ مما وصل اليه الأسد  من ذوبان السلطة في  الشوربة العلوية , أي  أن  العلوية السياسية  هي التي دمجت الدين بالدولة  , ولطالما  بقيت العلوية السياسية  سيزداد الدمج  خاصة  بعد  تلقي هذا الدمج  دعما من  الاسلام السياسي  المؤلف من حزب الله والجمهورية الاسلامية . 

لذلك   وبشكل مختصر جدا , ان كنت يا أدونيس صادقا في دعوتك لفصل الدين عن الدولة  , فعليك  العمل على  ازالة  القوى التي دمجت  وتدمج  وستدمج الدين بالدولة  , وهذه القوى هي الأسدية  وحلفائها  من نصر الله الى الخامني  , عليك بالانضمام الى الثورة  ان تأسلمت أو لم تتأسلم , اذ لافصل بين الدين والدولة  لطالما   تواجد الأسد, والخطوة الأولى  لتحقيق الفصل  هي ازالة الأسدية , وهذ ما لايريده أدونيس ” العلوي” , لذلك فان ترويج أدونيس  لدولة علمانية  هو عبارة عن تهريجية  لا أقل .

 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *