سوريا الأسد !أين هي من دولة المؤسسات والقضاء ؟
بقلم :نيسرين عبود :
السؤال السادس والعشرين كان:سيادة الرئيس.. دعني أقرأ هذا الاقتباس..”الشعب السوري يتطلع إلى الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. إنهم يتطلعون إلى مزيد من التعددية والديمقراطية”. وزير خارجيتكم قال هذا في مؤتمر جنيف. إلا أن ثمة تصورات مختلفة عن الدولة السورية في الغرب. حتى الآن.. ينظر إليها على أنها وحشية..ودون رحمة وديكتاتورية. والمسألة ليست مسألة صورة وحسب.. فكيف يمكن إذن إقناع الناس…
الرئيس الأسد..
هذا غير منطقي وغير واقعي.. لأنه كيف يمكن لشخص يقتل شعبه ويقمع شعبه أن يحظى بدعم الشعب نفسه… كيف ذلك… أخبرني عن هذا التناقض. انظر إلى الأمر من الخارج. هل هو مقبول… هل تستطيع فهمه… الأمر غير مفهوم.
نعم الأمر مفهوم وواضح جدا , السيد بشار الأسد يصنع مقاربات قوامها فرضيات ووقائع وتزويرات , فقمع الشعب من قبل الأسدية هو اشاعة مغرضة وفبركة سافلة هكذا أراد بشار الأسد أن يقول , وكل ماذكر من وقائع خلال نصف القرن الماضي هو كذب ورياء , الأسدية تحترم المواطن , وبما يخص السجناء على سبيل المثال فقد انتقلوا الى رحمته تعالى بسبب العمر , شاخوا في السجن , كذلك شاخ وسام سارة في السجن وهو في الثامن والعشرين من عمره ومات وكلنا على هذا الطريق , أما المغذى من رفض تسليم الجثامين الى عائلاتهم وأسرهم فهذا غير واضح تماما , لربما ارادت ادارة السجون تخفيف عبئ الجنازة والدفن على أهل الفقيد …لانعرف ولم يخبرنا الأسد بشيئ حول هذا الموضوع .
من النادر جدا أن يعترف مجرم بجريمته, والأسد لايعترف بكل ذلك , لأنه لسوريا الأسد , كما ادعىى و مؤسسات وقضاء , ولله درك ياقضاء سوريا ..الاعدل والأنظف في العالم !!أما محكمة الجنايات الدولية فمعندها أضابير تتكلم كلاما آخر , وعند لجنة حقوق الانسان أضابير سميكة وبالغة السواد , عند الصليب الأحمر الدولي أيضا وبدون مبالغة عند كافة منظمات ومؤسسات حقوق الانسان في العالم وعند المرصد السوري لحقوق أضابير مشابهة وعند الشبكة السوري فائض من البراهين والصور والوقائع.. صور يندى لها الجبين عرقا ….كل ذلك أكاذيب , والصدق هو مانطق به بشار الأسد بامتياز , يالها من مسخرة !!
بشار الأسد يرى الشعب السوري داعما له وملتفا حوله ومؤيدا له , والبرهان على ذلك نتائج الاستفتاء التي قالت على ان ٩٨٪ من الشعب يقف الى جانب الأسد ويريده رئيسا للأبد , وأسوء النتائج كانت ٨٨٪ , وبما أن الشعب ملتف حول الأسد فلماذا كل هذا الحرس الجمهوري وكل الشبيحة وكل الدفاع الوطني , وكل فصائل حزب الله والحرس الثوري وقاسم سليماني وأبو الفضل , وكتائب زينب والعشرات غيرهم ,ولماذا هو ضروري لرئيس شعبي بهذا الشكل أن يستقدم شيعة أفغانستان والعراق واليمن ولبنان لحمايته , ولماذا عدة وعدد فيالق حرس الأسد الجمهوري وكتائب البعث المسلحة أكبر من الفيالق التي من وظائفها حماية الوطن ؟؟؟, ولماذا يصر الأسد على ممارسة الديكتاتورية عنما تكون شعبيته بهذا الشكل الساحق ؟؟ , يجوز في هذه الحالة الشك في واقعة التفاف الشعب حول الأسد … انه يتصور ذلك , الا ان الفرق بين التصور والواقع شاسع , خاصة اذا كان المتصور مصابا بداء الفصام .
الشعب ليس غبي وبهائمي كما يتصور الأسد , الشعب يلتف حول رئاسة تؤمن له الاستقرار والتقدم والنظافة والأمانة والحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقامة , الشعب لايؤيد رئاسة مطلقة خلقت الفساد وخلقت حروبا أهلية وقتلت مئات الألوف من البشر , لايؤيد رئاسة حكمته عشرات السنين بحالة طوارئ وبالمادة الثامنة وألغت الاحزاب وحجبت الحريات , ولماذا علي أن أؤيد الأسد بعد أن حول حياتي الى جحيم وبعد أن حرمتني أجهزة مخابراته من ممارسة غريزة الكلام ؟؟ , وكيف لي أن أؤيد رئاسة أوصلت وطني الى حالة الانهيار وحولت سوريا الى دولة فاشلة , نصف سكانها يعانون من الجوع وثلث سكانها بين نازح ولاجئ وراتب أعلى موظف لايكفيه لمدة يومين في الشهر , ثم هناك مئات الألوف في السجون , وكل يوم يخرج العشراات منهم جثثا هامدة , كل ذلك ناهيكم عن انخفاض مستوى الدخل مقارنة بالخمسينات , القوة الشرائية لدخل الفرد السوري الآن تعادل ١٠٪ فقط من القوة الشرائية لدخل الفرد السوري قبل أكثر من ستين عاما , وللمقارنة مع تركيا , حيث بلغت القوة الشرائية لدخل الفرد التركي عام ٢٠١٠ ثلاثة أضعاف القوة الشرائية من عام ٢٠٠٠ … ثم أين هي الأرض التي حررها , وأين هو المركز المتألق لسوريا في العالم ..دولة مارقة محتقرة ومعزولة ومدانة , والادانة انعكست على كل سوري ..الويل ثم الويل لمن يرحل الى بلد آخر بجواز سفره السوري , الويل ثم الويل للمغترب الذي يأتي الى سوريا بجواز سفره السوري , الكثير منا عاش كل ذلك , عاش في الفساد والظلم واحتقار المواطن , هل جرب أحدكم زيارة سفارة سورية في الخارج بهدف القيام بتجديد هويته أو جواز سفره أو غير ذلك ؟ انصحكم جميعا بعدم القيام بذلك , النتيجة ستكون الكفر بسوريا وأسودها وأوساخها وشبيحتها, لقد كانت الزيارة الأولى وأصبحت الزيارة الأخيرة , اذهبوا الى الجحيم مع أسودكم وشبيحتكم وسوريتكم أيضا !.
اذن الأمر واضح , الأسدية تقتل واقعيا وعمليا , والشعب يلتف حول الاسد تصورا وافتراضيا , لا أظن على أن بشار الأسد يدرك الفرق بين الافتراضي والموضوعي الواقعي ..
عينة عراقية لتوضيح حالة سورية
هذه هي الحضارة الأسدية