نصر الله ومشروع الفتنة

بقلم: أمجد ناصر

تعقيبا على أحداث طرابلس  حذر الأمين العام لحزب الله  نصر الله  من  الفتنة ,  وهل تحتاج البلاد الى صانع  جديد للفتنة ؟.

البلد  ان كان  لبنان أو سوريا ليس بحاجة الى فاتن جديد  , فما هو موجود  كاف  لخلق الفتنة  , وما هو موجود  لايسمح الا باشتعال نار الفتنة , فالفتنة  أمر حتمي  في ظل  منظومات  تقتات  من الفتنة , ولولا الفتنة  لما كان لهذه المنظومات أي وجود, ووجود حزب الله بتركيبته  المذهبية وغيره من التركيبات المذهبية  الى جانب  عدة  وعتاد الحرب  لكل من هذه التركيبات  هو  المسبب للفتنة  الحتمية , الا أن حزب الله يتميز  بتعمقه وتطرفه  المذهبي   وبغزارة  عدته  وعتاده الحربي ,  ويتميز بممارسة عهرا سياسيا بدون خجل   مع دولة مذهبية  أجنبية  يسيطر عليها الاسلام السياسي  , ان القول على أنه حزب ايراني  لايتضمن الكثير من المبالغة  ولا يتضمن  مجانبة للواقع , فحزب الله يأتمر ايرانيا  ويتمول ايرانيا  ويعمل ايرانيا  وأهدافه  النظرية  اقامة ولاية الفقيه  , نظريا يعتبر حزب الله ولاية الفقيه  هدفا مبدئيا ,عمليا يقر حزب الله  على أن  اقامة ولاية الفقيه في لبنان  هو أمر  لايتوافق مع التركيبة  اللبنانية .

تحذير حزب الله  من فتنة   له الباع الأكبر في  احداثها  هو دجل سياسي   ,  فمن لايريد أن يكون مسببا للفتنة  عليه  أن لايؤسس لها  , وعدم التأسيس للفتنة المذهبية  لايستقيم مع احداث  جيش مذهبي  الى جانب  جيش دولة  ومتفوق عسكرا على جيش الدولة ,  انه دولة ضمن دولة   وهو بذلك  يحارب الدولة  التي  يدعي حمايتها , وبذلك  يخلق حزب الله حالة مستمرة من الاحتراب   الكامن  والظاهر  , فمن  لايريد  الفتنة والحرب لا يسلح نفسه  بالصواريخ  والطائرات  ثم يرسل عسكره   لممارسة الحروب في دول الجوار   بخلفية مذهبية  في اطار المحور الشيعي , من لايريد الفتنة والحرب لايقتل  السوريين في بلادهم  خارقا بذلك  الأعراف والقوانين الدولية .

الاحتراب لم يأت  الى لبنان بدون سبب  ,لقد  أرسل حزب الله  لبنان الى الاحتراب قسرا عن طريق تدخله  العسكري في سوريا , وماذا ينتظر حزب الله  من اللبنانيين المعارضين  لتدخله العسكري في سوريا ؟ هل ينتظر مباركة  غزواته ؟  أو أنه يريد من الآخرين الانصياع الى ارادته ؟  لقد خلق  حزب لبناني  مشاكل للبنان  ,  وعلى كافة اللبنانيين  أو بالأصح على الدولة اللبنانية  تحمل عواقب  عنتريات حزب الله , من ناحية أخرى  ليس من المعقول والمنطقي  أن يتحمل الغيرطوعا   مسؤولية حماقة البعض .

على من يذهب الى سوريا بالمدفع والبندقية  بقصد قتل الثائر السوري  أن لايتعجب من  قدوم الثائر السوري اليه  قاصدا قتله , وكما  وجد حزب الله  ترحيبا  من بعض السوريين  , سيجد  الثائر السوري  القادم الى لبنان من بعض اللبنانيين  ترحيبا , وبذلك تنتقل الحالة السورية الى لبنان  ويعم التحارب  الذي يسميه  نصر الله  “فتنة” , انها  حرب  يانصر الله !!! واستيرادها الى لبنان  كان مكلفا  وسيصبح   أكثر كلفة  ,فالتكاليف لاتقتصر  على  ازهاق الأروح  وعلى الترمل  والتيتم   وانما  تشمل التكاليف   عواقب تسميم العلاقات بين سوريا ولبنان  وتخريبها  , لقد فعل الأسد  فعلة مشابهة  لفعلة نصر الله   حيث أرسل عسكره الى لبنان  ليعيث بالبلاد فسادا  وسرقة  ونهبا  واذلالا وخطفا لللبنانيين  , وأحد عواقب ذلك   كان تقويض  العلاقات  مع لبنان  وانشاء السفارات , والمستقبل القريب سيرينا   أشكالا  أعظم فداحة  من شكل  انشاء السفارات , واذا كان  رحيل الأسد  والتغيير في سوريا  حتمي  فسيصبح التغيير في لبنان  ورحيل حزب الله أيضا حتمي..انها مسألة وقت فقط !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *