وحتى بوركينا فاسو أصبحت حلما

بقلم:نبيهة حنا

الأخبار تحدثت  مؤخرا عن  الحالة في جمهورية اسمها بوركينا فاسو وعن رئيس  هذه الجمهورية  الذي قدم استقالته بعد  قيام مظاهرات  طالبته بالاستقالة  ,  حسب علمي لم يقتل أحد  ,  وقد عرفت  بعد  البحث في الغوغل  على أن هذه الجمهورية كانت مستعمرة فرنسية  نالت استقلالها عام ١٩٦٠  ,  والرئيس الذي استقال  رأس البلاد لمدة٢٧ عاما  , ومن الغوغل   عرفت على أن عدد السكان   حوالي١٧  مليون  ومعظمهم  ينتمي دينيا الى الاسلام, وللتعريف أكثر   بالوضع في هذه الجمهورية   قررت نقل  مانشرته جريدة السفير  بهذا الخصوص هذا اليوم :

“خلال 27 عاماً من الحكم، فرض بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو نفسه وسيطاً لا غنى عنه في الأزمات الإفريقية، لكنّه أخفق في التعامل مع حركة احتجاجية واسعة في بلده أجبرته على الاستقالة.
في أوج أعمال عنف شعبية وتحت ضغط الجيش، قرّر كومباوري (63 عاماً) في نهاية المطاف، أمس، مغادرة السلطة.
وقال، في بيان تلته صحافية في محطة تلفزيونية محلية، “من أجل الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية وعلى السلم الاجتماعي (…) أعلن فراغ السلطة تمهيداً للبدء بفترة انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوماً”.
وأثار هذا الإعلان فرحة عارمة في واغادوغو بعد إعلان تنحي كومباوري الذي شارك في الماضي بثلاثة انقلابات.
ومن سخرية القدر أن ضابطاً في الجيش الجنرال اونوري تراوري أعلن أنه سيتولى مسؤوليات رئيس الدولة، قبل أن يصدر إعلان مماثل عن نائب قائد الحرس الرئاسي الكولونيل اسحق زيدا السبت.
بقي كومباوري وفياً لسمعته كرجل متكتم، وتأخر دائماً في كشف نواياه. لكن الآلاف من مواطنيه خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم “لرئيس مدى الحياة”، عند الإعلان عن مشروع لمراجعة الدستور كان يُفترض أن يسمح له بالترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2015.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عرض عليه في تشرين الأول الماضي دعمه لشغل منصب دولي إذا تخلى عن هذا المشروع، لكن من دون جدوى.
وفي مقابلة مع مجلة “جون افريك” الأسبوعية في تموز الماضي، قال كومباوري إنه “صغير جداً في السنّ لهذا النوع من الأعمال”. وقال إنه ليس مستعجلاً على التقاعد مؤكداً أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الفقير الواقع في منطقة الساحل.
ولد كومباوري في العام 1951 في واغادوغو لعائلة من الموسي أكبر اتنية في البلاد. وكان “بليز الجميل” الكابتن السابق تولى السلطة في الام 1987 وهو في السادسة والثلاثين من العمر على اثر انقلاب.
وفي هذا الانقلاب، قُتل رفيق دربه وصديق طفولته الكابتن توماس سانكارا مهندس “الثورة الديموقراطية الشعبية”.
وبعد “عملية تصحيح” في بداية حكمه من أجل طيّ صفحة عهد سانكارا، شهدت تصفية معارضيه، غادر كومباوري السلك العسكري وأقرّ التعدّدية الحزبية في العام 1991.
لكن هذا لم يمنعه من تعديل المادة 37 من الدستور مرتين. ففي العام 1991 سمح القانون الأساسي بانتخاب الرئيس لسبع سنوات تجدد مرة واحدة. وشطبت عبارة “مرة واحدة” في 1997 مما يسمح له بالبقاء في السلطة مدى الحياة.
لكن “قضية زونغو”، التي تحمل اسم صحافي عثر عليه ميتاً مع ثلاثة أشخاص آخرين بينما كان يُحقّق في قضية قتل تورّط فيها شقيق الرئيس، سبّبت أزمة سياسية خطيرة بعيد انتخابه في العام 1998.
وفي العام 2000، تمّ تعديل الدستور مجدداً لتصبح مدة الولاية الرئاسية خمس سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة. إلا أن المجلس الدستوري سمح بترشح كومباوري في العام 2005، مشيراً إلى أن مراجعة “القانون الأساسي” لا تتّسم بمفعول رجعي.
وكان يُفترض أن ينهي كومباوري في 2015 ولايته الرئاسية الثانية من خمس سنوات بعد ولايتين أخريين تمتد كل منها سبع سنوات (1992-2005).
وكان مشروع القانون المطروح الذي أثار غضب معارضيه ينصّ على زيادة عدد الولايات الرئاسية لجعلها ثلاث بدلاً من اثنتين.
ويقول معارضوه إن هذا التعديل كان سيسمح لرئيس “بلد الشرفاء” بالحكم 15 سنة أخرى إلى أكثر من 28 عاماً أمضاها على رأس السلطة حتى الآن.
وبليز كومباوري، الذي يحتل المرتبة السادسة في مدة الحكم بين قادة افريقيا، يعود إليه الفضل في وضع بلده الصغير الذي لا يملك منفذاً على البحر في قلب الحياة الديبلوماسية الإفريقية عندما فرض نفسه كأحد أكبر الوسطاء في الأزمات التي تهز القارة.
ويتمتع كومباوري بمكانة كبيرة في الخارج وخصوصاً في فرنسا على الرغم من عمليات تهريب الأسلحة والألماس مع متمردي أنغولا وسيراليون التي تدينها الأمم المتحدة، وقربه من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي والليبيري تشارلز تايلور. وهو يقوم بوساطة في مالي أيضاً.
وفي الواقع واجه حكمه المعارضة الكبرى في الداخل.
فمن آذار إلى حزيران من العام 2011، تمرّدت كل الثكنات العسكرية بما في ذلك حرس رئيس الدولة بالتزامن مع تظاهرات شعبية هزت النظام وأجبرت الرئيس على مغادرة العاصمة مؤقتاً.
ويرى الخبير السياسي سياكا كوليبالي القريب من المعارضة أن كومباوري “والمحيطين به يقرأون التبدلات الاجتماعية بشكل سيء جداً. ما زالوا يفكرون أن الأمور كما كانت في الماضي وأنه يتمتّع بدرجة كافية من القوة. لكن في الواقع الدعم والثقة اللذين كان يتمتع بهما تراجعا”.
وأساء الرئيس السابق خصوصاً تقدير استياء جزء كبير من الشباب في بلد تقل أعمار 60 في المئة من سكانه البالغ عددهم 17 مليون نسمة، عن 25 عاماً.
وقال حسيني تينتوري، الذي كان يتظاهر في واغادوغو :”لقد قام بعمل جيد لكن في وقت ما أضرّ به محيطه الفاسد”.
أما جاك زونغو وهو موظف آخر معارض فقال: “أنجزنا مهمتنا، سقط الزعيم بعدما خاف من الشعب”، مضيفاً أنه “لم يكن الوضع على درجة كبيرة من السوء في عهد كومباوري وخصوصا في السنوات الأخيرة مع كل هذه الورشات القائمة”.
وحذّر من أن “الرئيس المقبل سيدرك أن السلطة الحقيقية تعود إلى الشعب”.

التمعن  في  مانشرته  جريدة السفير   مفيد جدا للانسان السوري  ,  حيث يكتشف  قارئ  السفيرأشياء مبهرة  ومثيرة للعجب  خاصة عند مقارنة  حالة  بوركينا  فاسو (فولتا العليا)  مع الحالة  السورية , فقد استقال رئيس هذه الدولة المتأخرة  كومباوري  حفاظا على  المكتسبات الديموقراطية  وعلى  السلم الاجتماعي ,  أما الأسد  فقد  أعلن الحرب على المجتمع   ولم يكن له أي مكتسب ديموقراطي  , أين كومباوري  من بشار ؟  لكي يبقى كومباوري رئيسا  أعلن نفسه  ضامنا للاستقرار  , وكم تبجح الأسود بالاستقرار السوري  , والذي حقيقة لم يكن استقرار وانما استعمار ,  وعن الجيش ..فهناك في   بوركينا جيش  دولة استلم السلطة  بعد الاستقالة  , وسيجري انتخابات حرة خلال ثلاثين يوما  , أين هي كتائب الأسد  من هذه المنهجية ؟ ,  كومباوري  شارك بثلاثة انقلابات  , والأسد   انقلب أيضا ثلاثة مرات ,  كومباوري غدر برفاق الدرب  وصديق لطفولة  توماس سانكارا  , والأسد غدر  بكل رفاق الدرب ,   كومباوري   أجرى عملية تصحيحية   تم من خلالها تصفية معارضيه  , والأسد قام بحركة تصحيحية   قادت الى  تصفية معارضيه ,  كومباوري  أعلن التعددية  الحزبية عام ١٩٩١  والأسد أسس الجبهة الوطنية ١٩٧٢ , الا  أنه كان في بوركينا بالواقع  احزاب لم يرأسها حزب كالبعث ,  أما في سوريا الأسد  فقد  كان البعث قائدا ابديا للجبهة , ولم نسمع  منذ عام  ١٩٧٢  من هذه الجبهة  الا  أصوات التصفيق للأسد  , ولم تجابه هذه الجبهة  شيئا ما  ولم تقرر شيئا ما    وكانت  أمينة على وظيفتها كرجل كرسي .

آلاف من  المواطنين تظاهروا  ضد الرئيس  كومباوري  لأنه اراد مراجعة الدستور , ولم يطلق عليهم النار , قارنوا  مسلكية   أهل  بوركينا  مع مسلكية أعضاء مجلس الشعب السوري  عندما  غير الاسد الدستور لكي يتناسب مع عمره ,   أشعر  بالخجل  .. الى هذا الحد وصل الانحطاط السوري, ففي بوركينا  تستطيع التظاهر   أما في سوريا  فالرصاص يتربص  بكل متظاهر  , حتى أن عدد  قتلى رصاص الأسد  بلغ حوالي ١٠٠٠٠  وذلك حتى منتصف عام ٢٠١١.

يقول تقرير السفير على أن  كومباوري كان رجلا متكتما  ومتأخرا في الكشف عن نواياه  , ألم يكن حافظ الأسد كذلك ؟, كما يقول تقرير السفير  على  أن   أحد  أهم أسباب التظاهرات  كانت نية  الرئيس كومباوري    تعديل الدستور بحيث  يستطيع ترشيح نفسه  مرة أخرى عام ٢٠١٥   ولسبع سنوات   كسنوات الأسد  السبعة ,  قبل ذلك عدل كومباوري   المادة 37 من الدستور مرتين. ففي العام 1991 سمح القانون الأساسي بانتخاب الرئيس لسبع سنوات تجدد مرة واحدة.  ثم  تم شطب “مرة واحدة” عام ١٩٩٧   أي أنه  يستطيع البقاء كرئيس مدى الحياة  ,  وكأنه  تعلم من الأسد   موضوع “مدى الحياة ” في الجمهوريات , ولأنه يريدها للأبد  فقد ثار الشعب عليه   وكما   أكد  معارض  خاف كومباوري من الشعب , أما عندنا  فيخاف الشعب من بشار  ..هنا أخجل مرة أخرى  من انحطاط   شعبنا  الذي    اخترع الأبجدية , أين هو  الشعب السوري   بانحطاطه مقارنة  بشعب فولتا العليا  برقيه  , وماذا استفدنا من اختراع الأبجدية  عندما تقول   التقارير على  أن  ١٠٠٪ من اناث  شعب شمال حلب  اميات  , في حين ٩٣٪ من رجال  شمال حلب أميون !!,.

دولة   الفولتا العليا  عانت من  قضية أو أزمة  بسبب مقتل صحفي  مع ثلاثة  أشخاص  آخرين كانوا يحققوق  في قضية  قتل تورط  بها  شقيق الرئيس  كومباوري  عام ١٩٩٨, وماذا عن تورط  كل آل الأسد  في قضايا   قتل  للمئات من أفراد الشعب السوري ,  هل حدثت “أزمة” ؟  وهل   يتواجد الآن عاطف نجيب في السجن  بعد  أن  قتل  طفلا  ومثل به  وبتر  عضوه الذكري  , أين هو رستم غزالي   و أين  كان  المنتحر أوالمقتول غازي كنعان   أو بلال الأسد  أو رفعت الأسد أو ماهر الأسد ..الخ   , أليس من المخجل  الانتماء الى  شعب وسلطة ودولة من  هذا الطراز ؟.

تلاعب الرئيس كومباوري بالدستور قاصدا  تمديد  حكمه  بالانتخاب  وليس بالاستفتاء  الى  ٢٨+١٥ عاما, هنا  قامت قيامة المعارضة  ومنعت ذلك , هل تعرف   أيها القارئ العزيز  على أنه  حتى في بوركينا توجد  معارضة ,  أما في بلاد الأبجدية  فلا وجود للمعارضة   لأن نتيجة الاستفتاء   بينت على أن ١٠٠٪ من الشعب السوري  مؤيد ومريد للأسد الأب  , لذا  لايعارض في بلاد الأبجدية الا  العملاء والجواسيس  ,  , وعندما  تظاهر الناس في  بوكينا  رضخ رئيسهم لرغبتهم  ورحل  , أما في  بلاد العلمانية  والديموقراطية الغير مسبوقة  في العالم (ادعاء وليد المعلم)   , تكلف  تظاهرة متظاهر   ١٥ عشر عاما  سجن  لأنها غير مرخصة  ,  ولحد الآن لم يقدم نظام الأسد على ترخيص مظاهرة واحدة  , الا انه  يسير المسيرات  في كل مناسبة  للتطبيل والتزمير  , اضافة الى ذلك فان  المشاركة في المسيرة  قسري  ومن لايشارك يناله العقاب  , والمسيرة   في كل الحلات غير مرخصة  , الا  انه  لايتم سجن  المشارك في المسيرة ١٥ عاما  لكونه  اعتدى على  قوانين التجمع …ابتداعات من هذا النوع  لاوجود لها  في  بوكينا  , هناك تظاهرات  وهناك ارادة شعبية  وهناك  جو سياسي  متحضر نسبيا  , أما عندنا في سوريا الأسد  فليس هناك الا  الحيونة  والمخلوقات المتحيونة  , وكيف يحصل ذلك  مقارنة   ببوكينا   , حيث  كان  الناس هناك في الخمسينات من أكلة لحوم البشر   , ونحن كنا  في عصر   دولة بكل معالمها  , لقد تحولنا  الى أكلة لحوم البشر  , وأهل بوكينا  تحولوا  الى حضر , أليس  من المنطقي  اتهام  من سيطرلحوالي  نصف قرن على مقدرات البلاد على أنه  المسبب لكل ذلك , بهذه المناسبة أريد القول على أن   شعب بوكينا  بمعظمه مسلم  , لذا لاعلاقة للاسلام  بتطورنا  الى أكلة لحوم البشر !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *