شهداء سوريا ومعايير السفالة

بقلم :جورج بنا

الحالة السورية  أتلفت  معظم معايير الأخلاق ,  حتى التقليدي  تم اتلافه  , فتقليديا   وعرفا ودينيا  يقال ..لاتجوز على الميت الا الرحمة , أما في سوريا  فعلى الميت لاتجوز  الرحمة  , الميت برصاص ومتفجرات  وبراميل الآخر   هو عبارة عن “فطيسة”  أو انه عبارة عن  فضلات  من مخلوقات  لاتمت للانسان بصلة ,  بعض السوريين   تحول , بنظر النظام,  الى قاذورة يجب  التخلص منها , أما البعض الآخر  فقد تحول الى   شهداء  ابرياء قتلتهم المؤامرة ويد الغدر  , أثناء  ممارسة جهدودهم لحماية الوطن  من الخونة  وأذناب الصهيونية والاستعمار  , فاليد التي تسقط البرميل المتفجر على   حي من  أحياء بلدة أو مدينة سوريا    هي اليد  الوطنية  النظيفة  , ومن  يموت تحت البرميل من  أطفال ونساء ورجال  وبشر وبقر  لايستحق  الذكر  , لأن  القصد الأسمى من البرميل  على سكان دوما  هو حماية الوطن  من العصابات  ..وهكذا استمرت حماية الوطن من العصابات  الى أنه لم يعد هناك  مايستحق الذكر من هذا الوطن .. تبخر الوطن  في مبخرة حاميها  وبنفس الوقت حراميها ….ففي الوطن الهالك والمتهالك يجوع  ١٢ مليون انسان   وتتم سرقة ماتقدمة الأمم المتحدة  لهم للاغاثة  بمنهجية  لاتعلوها همجية …هاهم  أهل عكرمة  يتظاهرون   ويحاولون بنجاح منع  الأمم المتحدة من توزيع الطعام على  الجائعين من  السوريين المحاصريم من قبل النظام  في حمص ,   يهاجر وينزح  مايقارب  تسعة ملايين  من السوريين  دون أي أمل  في العودة الى منازلهم  ,  ونظرة الى القصير تكفي  لمعرفة  آلية المنع , فقد تهدمت  في القصير   معظم  البيوت  , وبقي بعضها متضررا  أو حتى سليما  , وما يقوم  النظام به الآن  هو” انزال” ماتبقى  من هذه البيوت , وكلمة “انزال”  تعني  تفجير وهدم  مابقي من هذه البيوت , وذلك  لمنع  ماليكيها من العودة اليها  , وفعلا  يتم منع  سكان هذه البيوت  من العودة حتى الى أنقاض بيوتهم .

لاتوجد أسرار  بخصوص  منع العودة   ولا يوجد   أي حرج  بالمصارحة , النظام يريد  لهذه البيوت سكانا من  الشيعة  أو العلويين  , ولا يريد  لهذه البيوت سكانا سنة أو مسحيين  , لأن ذلك يزعج حزب الله , وما يزعج حزب الله يزعج الأسد …لذا  يجب على القصير أن تصبح شيعية , والمشكلة  من أين يأتي الأسد بالشيعة وبتلك الأعدادمن الشيعة ؟؟؟.
تصوروا  لو قتل الطفل حمزة الخطيب   عاطف نجيب , فسيصبح عاطف  نجيب  شهيدا  وسيبقى حيا عند ربه يرزق ,   أما  قتل  الطفل  حمزة الخطيب من قبل  المجرم عاطف  نجيب    فليس بامكانه ان يغير  صيغة السفالة  , يبقى  الطفل  حمزة الخطيب  مجرما  , ويبقى عاطف نجيب  مناضلا وحرا أيضا  , اذ أن   السيد رئيس الجمهورية  لاير   أي سبب   لسؤال عاطف نجيب   عن  مسببات قتل  الطفل حمزة الخطيب  ,  مجسد السفالة قالها على الأقل مرتين  بما يخص  فعلة عاطف نجيب ,في المرة الأولى  أمام وفد من دوما   عام ٢٠١١ , حيث قال  مجسد السفالة  على  أن عاطف نجيب حر طليق  لأنه  لايوجد من  ادعى عليه , ومجسد السفالة  لايدر  شيئا عن وجود مايسمى الحق العام ,  وقالها مرة أخرى أمام وليد جنبلاط  عام ٢٠١١ حيث  اعترف  سيادته  بأنه هو الذي قتل  الطفل حمزة الخطيب ..قال  بصيغة الجمع ..قتلناه ..!!! ولم يخجل من الاعتراف بذلك اطلاقا ذلك لأنه تكرم على أهل الطفل  بتسليمهم الجثة  المنحلة  المتفسخة  والممثل بها .

من يموت  في سياق  دفاعه عن الأسد  هو  “شهيد” ,  ومن يموت    تحت قنابل الأسد  فهو مجرم  ,  وبهذا المنهج  يريد الأسد كتابة  فصل من فصول التاريخ  السوري  , فهل سيتم له مايريد ؟

لا أظن !  فالتاريخ  أمر لايخضع لامرة  الأسد , التاريخ  سيصحح   الأسد في العديد من النقاط  , أولها  مايخص الأسدية  التي سيضعها التاريخ عاجلا أم آجلا  على مزبلته  , وثانيها  مايخص  شهداء الأسد  , حيث  سيضعهم التاريخ  عاجلا   أم آجلا  في خانة القتلة; لم يفعل التاريخ غير ذلك بالمجرمين والسفلة والقتلة من امثال شاوشيسكو  وبينوشيت  وعيدي أمين والقذافي  والتكريتي  وسيفعل ذلك بالأسد  ..انتظروا  !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *