النظام والتنظيم و تجسيد الحيوانية !!

بقلم: نيسرين عبود

من  أخبار اليوم  خبران  بدون أهمية كبيرة , وذلك نظرا  لتكرار  تلك الأخبار , انه من المعتاد  أن يقتل داعش انسانا ويصلبه   بتهمة ما ,   صور اليوم  تظهر  الشاب عبد الله  البوشي مصلوبا بتهمة  تصوير مراكز التنظيم  , بالمقابل  تظهر صورة أخرى جثة الشاب  محمد جهاد هركل   وعلى جبينه  رقم  لانعرف دلالته ,   الأمن الأسدي اعتقل الشاب قبل سنتين  , وسلمه  الى أهله قتيلا “برقم” !!ولا  أحد يعرف  الكثير عن أسباب اعتقاله  , ومن المؤكد  على أن هناك تهمة  ما ..مثلا التظاهر ضد الأسد أو غير ذلك  , ولا أحد يعرف  كيف  توفي الشاب , الا  أنه من المؤكد  أن  يكون التعذيب  هو سبب الموت  في هذا العمر .

عبد الله البوشي   هو ضحية  التنظيم , والشاب محمد جهاد هركل   هو ضحية النظام,  والتوحش  هو القاسم المشترك بين التنظيم والنظام  , حيوانية  مفترسة  قتلت    الألوف من البشر  ولا تزال تقتل  ,حيوانية   بأبشع صورها  لاتسمح   بالتفريق بين النظام والتنظيم.

قال  ممدوح عدوان في كتابه  حيونة الانسان “ونحن ما نزال نبحث عن حيوانات تصلح للتشبيه: قوي كالثور أو كالحصان, غادر كالذئب, ماكر كالثعلب, أمين كالكلب, أليف كالهرة, صبور كالحمار, عنيد كالبغل, قبيح كاالقرد, كبير كالفيل ..
ولكن ظل الحيوان الآخر آكل اللحوم المتلذذ بالتعذيب والقتل والتقتيل والتمثيل بالجثث من دون اسم.” , خطأ  !!! للحيوان الآخر  اسم  ومرتبة  وقصر  وعسكر , انه  رئيس  الدولة “الدستوري ”  , انه  خليفة الله  “الشرعي ” ,انهم أكلة لحوم البشر  ,  الشرعي  يأكل  اللحم  من على الصليب  , والدستوري يأكل اللحم في الزنزانة ,   فهل يمكن القول على أن  هناك   من هو أكثر توحشا من الشرعي  أو من الدستوري ؟؟, وهل  هناك فرق  بين الوحش الشرعي  وبين الوحش الدستوري ؟؟

لاغرابة  في  تطور جراد التنظيم   وجراد النظام  الى وحوش مفترسة  ,  فوحوش السيرك  تتطور  بالترويض  الى فيل يرقص  والى  أسد أليف  ومنصاع   والى كلب  استعراض ..الخ  , وحيوان السيرك  يستطيع اكتساب بعض صفات البشر  , وبالمقابل  يمكن  لبعض البشر  اكتساب  خصئص حيوانية  , لا بل التحول  الى  وحوش “ذكية” تبدع في القمع  وتتلذذ بممارسته , وهل يمكن القول على أن  أبو بكر لايتلذذ  بصلب الشاب ؟  وهل يمكن القول  على أن بشار لايتلذذ  بمقتل  الشاب الآخر تحت التعذيب ؟؟.

من لايريد  أبو بكر  لايريد بشار  , ومن  يؤيد بشار  يؤيد أبو بكر,وهناك توافق بين بشار وأبو بكر  على أنه لاشريك لأي منهما , اما  أبو بكر  أو يحرق الدواعش البلاد , واما   الأسد  أو يحرق الشبيحة البلد , والتوافق في النظرة  والأهداف  لايعني  وجود اتفاق  بينهما  , التوافق يرتكز   على وجود تشابه  ومعالم التشابه  أكثر من  أن تعد …كلاهما  الى الأبد , وكلاهما  متأله , كلاهما  أعداء للديموقراطية  والحرية , كلاهما انفصامي  والتغطرص  قاسم مشترك بينمهما , مؤسسة أبو بكر  غيبية وبنيتها  كذلك ,  انها مؤسسة تعتمد على  الوحدانية في كل شيئ , الله واحد أحد ولا شريك له, وكل ممارس للوحدانية  يعتبر  حليفا طبيعيا  لأبو بكر  ,  الأسد الواحد الأحد  أيضا لاشريك له  , حتى لا شبيها له …اما الأسد أو لا أحد , ولو كان هناك شبيه  له  لما قيل  الأسد أو لا أحد .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *