بقلم:جورج بنا
كل ديكتاتور ارهابي , والارهابي بطبيعة الحال حليف تكتيكي طبيعي منطقي للارهاب بشكل عام , وقد توفرت في بشار الاسد كامل خواص الارهابي على الأقل بسبب ديكتاتوريته التي يعترف بها , هذا ناهيكم عن الكم الارهابي العملاق الاضافي الذي يتمتع به القائد الى الأبد , فهو ليس ارهابي عادي , وانما ارهابي “متفنن” بممارسة ألارهاب , نظرا لكم التقتيل الذي مارسه ويمارسه , وكم التخريب الذي مارسه ويمارسه , يجب القول على أنه الارهابي الأول في العالم , وحسب نفاق أحد أعضاء مجلس الشعب السوري يستحق هذا الارهابي الأول أن يحكم العالم , كما تفضل هذا العضو , فعضو مجلس الشعب انطلق في تأهيله بشار الأسد لحكم العالم من اعتباره النظام السوري بأنه نظام قدوة , ولماذا لايستفيد العالم أجمع من فوائد الأسد!!!
بما ان الأسد لايفتقر الى أي خاصة ارهابية , فانه بالتالي لايختلف عن البغدادي بالكثير , لذلك يجب اعتبار تقييم الرئيس الفرنسي للأسد وللشراكة مع الأسد على أنه تقييم أكثر من صحيح , وطلب انتساب الأسد الى جبهة مكافحة الارهاب كان طلبا أحمقا يراد به ذر الرماد في العيون , الأسد بقي ملك الوحوش ..ملك الغابة راكب الدبابة , والمحير في أمر طلب الانتساب الى جبهة مكافحة الارهاب هو التالي : ألم يفكر السيد الرئيس بالجواب المتوقع على طلبه الاستجدائي , وما هي فوائد تقديم طلب سيتم رفضه على أي حال , هل توقع الأسد أن يشركه الغرب كحليف في عمليات لمكافحة الارهاب, وهو من أعتى من مارس الارهاب
الرئيس الفرنسي رفض مشروع الأسد بصراحة قائلا اضافة الى الرفض , على أنه على جبهة مكافحة الارهاب مكافحة الأسد أيضا لانه ارهابي , وموقف الرئيس الفرنسي ليس موقف شخصي وانا موقف فرنسي ممثل لموقف الغرب كدول وليس كأشخاص , الا أن الأسد لايستطيع استيعاب ذلك , وذلك انطلاقا من اعتباره لشخصه على أنه “المالك” لسوريا وبقائه أهم من بقاء سوريا , هو أولا وسوريا ثالثا , انه هذا هو الفرق بين بدائية الديكتاتورية وبين تحضر الديموقراطية . .
لو لم يكن ملك الغابة راكب الدبابة معطوب العقل لما قدم طلب انتسابه لجبهة مكافحة الارهاب , معطوب العقل لايفكر ضمن منظومة سياسية معينة ومألوفة , وانما ضمن منظومة غريزية , كلما ضمر العقل تورمت الغرائز , وكلما كبر العقل ضمرت الغرائز , وحتى هذا المبدأ لايفهمه ملك الغابة راكب الدبابة.
بينما يرشح الأسد نفسه للشراكة في مكافحة الارهاب , يقوم بممارسات داخلية وخارجية ترسخ نظرته الارهابية , فعلى سبيل المثال وليس الحصر محاكم الارهاب التي شكها حسب القانون رقم ١٩ , حيث انقلب الوضع الى الأسوء بعد الانتقال الى القانون ٢٢ , حيث يرى هذا القانون في الانسانالسوري ارهابيا عندما يوزع المساعدات على المحتاجين , فها العمل هو عمل ارهابي ونفاق هذا القانون يظهر بوضوح كبير عندما نعرف على أن عدد المتهمين بالرهاب في سوريا بلغ خلال ستة أشهر , وهذا القانون يعرف الاهاب على أنه :”كل فعل يهدف الى ايجاد حالة من الذعر بين الناس , أو الاخلال بالأمن العام أو الاضرار بالبنى التحتية أو الأساسية للدولة ويرتكب باستخدام الأسلحة أو الذخائر لأو المتفجرات أو المواد الملتهبة أو المنتجات السامة أو العوامل الوبائية أو الجرثومية ما قاد الى نفس الغرض ”
من يقرأ هذا القانون ويقارن مضامينه بممارسات الأسد يصل الى النتيجة المؤكدة بأن الأسد ارهابي كبير , وتقييم الرئيس الفرنسي الأخير صحيح ١٠٠٪ , فهل أشاع الأسد الذعر بين الناس منذ نصف قرن وحتى هذه اللحظة ؟ وما هي خلفية اطلاق اسم جمهورية الخوف على سوريا الأسد ؟ ألم يخل الأسد بالأمن شخصيا ومن خلال كتائبه وشبيحته ؟, ألم تتضرر البنى التحتية من صواريخه وقنابله العنقودية وبراميله المتفجرة .
المادة الثامنة من القانون نفسه تنص على انزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحق من يمارس الممنوعات ! ومن ضمنها توزيع المطبوعات أو المعلومات المخزنة مهما كان شكلها , وقد اقتربت ريما الشماس من عقوبة عشر سنوات أشغال شاقة لوجود منشورات غير وطنية ! بحوزتها , , فأين هو الفرق الأساسي بين أبو بكر قاطع الرؤوس وبين بشارقاتل العقول , من يقتل العقل يقتل الانسان , ولم تكف الأسدية عن محاربة العقل بأكثر الوسائل بربرية طوال ٥٠ عاما , والنتائج التي نراها اليوم حقا مفجعة , حيث انتصرت همجية أبو بكر على همجية بشار الأمين العام لحزب البعث “الاشتراكي” والقائد الى الأبد , وفي اشكالية التأبيد هناك بعض التباين بين بشار وابو بكر فكلاهما مؤيد , الا أن الخلافة الداعشية ليست وراثية تماما كما هو حال الخلافة الأسدية , ثم ان ممارسة قطع الرؤوس التقليدية ليست من اختصاص الداعشية حصرا فالأسدية تقطع الرؤوس بالسكين أيضا , مع وجود بعض التباين بين الداعشية التي تعرض مذابيحها للتصوير ,وبين الأسدية التي تحجم عن عرض مذابيحها وصورهم , مع العلم على أنه لكل هذه الممارسات هدف واحد هو الترهيب بأبشع سبله ,بشار يتفوق حقيقة على أبو بكر بتعدد وسائله وديناميكية هذه الوسائل , حيث لم يفلج مستبد بتحويل سوريا الى جمهورية الخوف كما أفلح بشار ومن قبله والده طيب الذكر . أليس هذا هو ارهاب بامتياز ..ارهاب دستوري بربري مقابل ارهاب شرعي بربري !!!.
أما المادة السابعة من ارهاب الأسد الدستوري , فهي المادة الأعجوبة , القانون يمنح المتهم حق الدفاع عن طريق محام , الا أن من غير المسموح للمحامي أن يتعرف على ملف موكله الا بعد أن يصدر قاضي التحقيق قراره .. الافراج عن المتهم أو حبسه بذمة التحقيق ..الخ , المادة السابعة أيضا لاتسمح بتقيد المحكمة باجراءات المحاكمة المعيارية … مثلا محاكمة مفتوحة , أما المادة الخامسة فتمنع الاستئناف والطعن في الحكم .ثم كيف تحصل محاكم الارهاب على الاعترافات من قبل المتهمين ؟, هنا لايحتاج المراقب لخيال خصب ونباهة فائقة لكي يعرف الوسيلة ..انها وسيلة التعذيب بكامل ابتكاراتها الاسدية ’ فالتعذيب أيضا أصبح أسديا ” دستوري “مقابل ممارسة داعش للتعذيب “الشرعي “.
أما عن المادة الأولى في دستور الأسد فيمكن التحدث دون الكثير من الحرج , فهذه المادة التي تعتني بموضوع تمويل الارهاب, تعرف الأمر بالشكل التالي: انه “ كل جمع أو إمداد بشكل مباشر أو غير مباشر بالأموال أو الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات أو وسائل الاتصال أو المعلومات أو “الأشياء الأخرى” بقصد استخدامها في تنفيذ عمل إرهابي” حيث تعاقب هذه المادة مرتكب الجرم المذكور بالأشغال الشاقة مؤبدا , ومن يسأل عن “الأشياء الأخرى” يأتيه الجواب بسرعة , فقد ترك الدستور لمخيلة القاضي الكثير من “الفضاء” لكي يتصور تحت قائمة “الأشياء الأخرى ” مايريد تصوره … انها بصراحة “القراقوشية” بامتياز , ولا عجب أن تنافس قراقوشية الأسد قراقوشية أبو بكر , حيث انتصرت الأخيرة “بالنقاط” .
دساتير الأسد هي علم قائم بذاته ومتخصص ببدائية منحطة لايعرف التاريخ لها مثيلا , ولا ضرورة للاسهاب في تحليل هذه الظاهرة , التي لاتستقيم بأي من معالمها مع ماهو معرف عالميا (حقوق الانسان ) , وقد ذكرت محاكم الارهاب كمثال عن ارهابية الأسد , هذه الارهابية التي تتكرر في كل المجالات , في المجال الفكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي , فوزارة الاعلام هي شكل آخر للارهاب , انها وزارة الارهاب الاعلامية , وزارة الدفاع كذلك , ووزارة الداخلية أيضا والخارجية والاقتصاد والصناعة وخاصة وزارة العدل والتعليم ..الخ , فمن يرغم الناس على عبادة الأسد , عليه تقبل ممارسة البعض لعبادة الله , ومن يرغم التلاميذ يوميا على ترديد شعار الأسد خالد ورئيسنا الى الأبد , عليه تفهم تكبيرات الدواعشة وغير الدواعشة