جريدة الوطن السورية كتبت بخط عريض جدا على أن أمريكا وحلفائها يتواجدون في خندق واحد مع كتائب الأسد في مكافحة الارهاب ,أي أن أمريكا والسعودية وغيرهم يناضلون مع الأسد ..سوا ..سوا ضد الارهاب , ومشكلة جريدة الوطن أي مشكلة قريب الرئيس رامي مخلوف انهم لايفقهون دلالات رفض تطبيق مبدأ سوا ..سوا مع الأسد , فهم لايريدنه بينهم لأنه حسب زعمهم ارهابي بامتياز , وهو يريد أن يكون بينهم وذلك استسباقا لتلافي تطورات ليست بالجيدة , امريكا وحلفائها اعلنوا الحرب على الارهاب خاصة في سوريا والعراق , وذلك بغض النظر دوافعهم وتاريخهم , منن أجل ذلك جاؤا برئيس وزراءجديد في بغداد وطردوا القديم , والجديد موضع احترام كبير من قبلهم , والحلفاء يعملون مع الحكومة العراقية يدا بيد ضد داعش وغير داعش , الا أنهم يرفضون أي عمل مشترك مع الأسد , ثم انهم يتوعدونه بشكل غير مباشر , يقولون على أنه ارهابي , وهم الآن في في سياق محاربة الارهاب , وهذا يعني على أن الأسد ينتظر حتى يأتي دوره , وسيأتي هذا الدور عاجلا أم آجلا !
ان ماكتبته جريدة الوطن بحروف كبيرة عن التخندق المشترك بين كتائب الأسد و الحلفاء لايدل الا على وجود حالة “حلمية” عند الأسود , فالمخرج الوحيد من كماشة الحلفاء هو الانتماء اليهم وبالتالي التحول من عدو الى صديق , وهذا سوف لن يحصل لأن السياسة وسياسو الغرب , بحق أو بدون حق , يعتبرون الأسد فاقد الشرعية وارهابي بامتياز , وما لايفهمه الاسد هو آلية التزام هؤلاء السياسيين بعواقب تصنيف الاسد بأنه ارهابي وغير شرعي , عندما تقول ميركل هذا اليوم أمام الشعب الألماني على أن الأسد ارهابي وفاقد للشرعية , فانها لاتستطيع غدا تشييد الأحلاف معه , فالشعب الذي تتعامل معه ميركل لايسمح لها بالتذبذب ولا بتغيير وجهة السياسة دون مسببات , قالت كلمتها التي لاتزال سارية المفعول لأنها كلمة الشعب , لذا لا أمل في اعادة تأهيل الأسد , الغرب لايريد النظام ولا يريد التنظيم , والحرب مستمرة !
لقد بلغ توسل و تكالب الأسد على العضوية في الحلف الجديد درجة عالية من الاحتقار للذات , الا أن ذلك ليس موضوع اهتمامه , المهم أن يبقى سيان ان كان بقائه على جبل من الجثث او كذليل يعرض خدماته على السعودية وأمريكا والبحرين وغيرهم , لقد نسي الأسد اليوم ماقاله أمس من أن أمريكا سيدة الارهاب , واليوم يريد التخندق مع أمريكا في خندق واحد لمكافحة الارهاب , وذلك دون أن يسأل نفسه عن رأي من افتتن بهم بالارهاب والارهابيين , فكيف يمكن لأمريكا أن تتخندق مع الأسد وتترك من تدربهم وتزودهم بالأسلحة وتأمل أي ينجحوا في تحرير البلاد من الارهاب المتمثل بالأسد أولا والتطرف ثانيا , كيف على أمريكا أن تتخندق مع الأسد الذي يعتبر المعارضة وأي معارضة ارهابية , كما تفضل رئيس مجلس الشعب قائلا , لاتوجد في سوريا معارضة وكل من يسمي نفسه معارض هو ارهابي , وقد خص بالذكر ما تسميه أمريكا “المعارضة المعتدلة ” , حتى هذه المعارضة هي بنظر رئيس مجلس الشعب الموقر ارهابية .
للأسد أهداف بما يخص الفراغ الذي ستتركه داعش والنصرة , يريد ملئ هذا الفراغ غير آبه بما يقوله التحالف حول هذا الموضوع , وكأن أمريكا تنتظر من الأسد تعليمات بما يخص أهداف الحرب ومسيرتها , لقد قالوها صراحة , هناك الجيش الحر , الا أن الأسد لايريد سماع ذلك ولا يستطيع فهم كل ذلك , انه سجين تصورات غير منطقية , انفصامي يعيش في حالة حلمية ,ويعتقد اعتقادا راسخا على أن التحالف ضد الارهاب سيدمر داعش والنصرة ثم يسلمه البلاد على طبق من الذهب …. الجنون فنون !