الجنون كقاسم مشترك

بقلم :جورج بنا

بين نبيل فياض وبسام القاضي  هناك قاسم مشترك , وهذا القاسم المشترك محير بعض الشيئ  , مايجمع  الاقنين  هو التالي  , كلاهما كانا معارضين للأسد  , كلاهما مدني , ولا أشك  بنزعتهم الديموقراطية  ولا بعلمانيتهم  وعلميتهم  ,  لقد تم اعتقال نبيل فياض  لأيام فقط , وبعد الاعتقال كتب الرجل مادحا  سجون الأسد  وواصفا هذه السجون بأنها مراكز نقاهة  ,  , أما  بسام القاضي  فقد تم اعتقاله لأيام فقط , وبعد خروجه من الاعتقال  تحول من معارض  الى مؤيد شرث , بعد  اخلاء سبيله طالب  بسام القاضي باعدام كل معارض شنقا  ,  وبشر بأنه يريد ممارسة رقصة الدبكة على جثث المعارضين  , ولا أحد يعرف حقيقة سبب الاعتقال  ,  ولا أحد يعرف سبب التحول  للتأييد   ولا يفهم ذو عقل  مبالغة بسام القاضي  بتأييده , كذلك حال المبالغ  نبيل فياض .

تقول بعض الألسنة الشريرة  على أن هناك اتفاقية  ممزوجة بالكثير من التهديد بين المخابرات الجوية  وبين الثنائي فياض والقاضي , اما  أن يحارب الثنائي  بالقلم  الى جانب السلطة والى جانب سهيل حسن  , أو  يحدث للثنائي ما لاتحمد عقباه  , انصاع الثنائي  للتهديد  وباشروا  بالكتابة  التي  من السهل ملاحظة “قسريتها ” ,  مقالاتهم المؤيدة ليست من القلب  ومصدرها نوع من خيبة الأمل والخوف  من المخابرات  , .

بعد خطاب القسم   حيث  اعلن الأسد انتصاره على  الجميع  بما فيهم داعش والنصرة والمعارضة  ..الخ , توالت الأحداث , التي  لاتشير الى  “انتصار”  وانما الى  هزيمة  ,  والانهزام لم يكن أمام المعارضة السلمية  , وانما أمام جحافل الاسلاميين من داعش  والنصرة وغيرهم  , والنهزامات أتت  بسرعة  غير متوقعة , حيث   سيطرت داعش على   أكثر من ثلث  الجغرافية السورية  , وعلى حقول الغاز  قرب تدمر  وقتلت المئات من   كتائب الاسد  ,  ومن  النتصارات العسكرية أخذت النصرة حصة لابأس بها  ,  ثم  بعد أيام تابعت داعش  مسيرتها باتجاه الفرقة ١٧  وقضت عليها وعلى المئات من  عساكر الأسد  , وهي تهدد الآن  مدن أخرى كحماه  وحمص …

وقع الثنائي  فياض والقاضي  على مايبدوا  في أزمة كبيرة  ,  ذلك لأن داعش تتربص بهم  , وسوف لن تكتفي داعش    بالفلق  والصدمات الكهربائية  كما فعل المتحضر  سهيل حسن في مواخير المخابرات الجوية  , وانما  ستقطع داعش الرؤوس   وتعلق هذه الرؤوس على السياج  ..عبرة لمن يعتبر !!.

جن جنون نبيل فياض   , وفي حالة من فقدان العقل تماما كتب   على صفحته في الفيسبوك  مطالبا   بضم سوريا الى الاتحاد الروسي  , واليكم ماكتب

مطلوب: تدخّل الجيش الروسي!

كأشخاص نؤمن بالمطلق أن دمار سوريا وخروجها من التاريخ المدني جاء بعد أن انفصلت عن بيزنطة العظيمة، التي سقطت بدورها تحت سنابك خيول  التتار العثمانيين؛ نقول محذّرين: ” ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية بين نظام مستبد أرعن ومعارضة ديمقراطية مدنية شريفة! ما يحصل في سوريا هو معركة بين قوى المجتمع المدني السوري وجماعات الإرهاب الإسلامي الوهابية، بغض النظر عن مسمياتها “!

 داعش اليوم تتحرّك في كلا الاتجاهات كسرطان خبيث قذر!

وداعش اليوم لا تذكرنا إلا بخالد بن الوليد الذي أسقط وطن يوحنا الدمشقي بأيدي شذّاذ آفاق ولصوص وباحثين عن الجنس مع نساء شقراوات:

من كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي، يقول ماهان لخالد بن الوليد:

” لقد كنا نظن أنكم إنما أتيتمونا إلى هذا البلد لجهد نزل بكم من جدوبة الأرض وقحط المطر، فإذا أنتم قد استوطنتم بلادنا، وركبتم مراكبنا التي ليست كمراكبكم، ولبستم ثيابنا التي ليست كثيابكم، وأصبتم نساء ليست كنسائكم السود المهازيل لكنهم بنات الأصفر البيض الخدود الكريمات الجدود اللواتي وجوههن كأنهن صفائح الفضة البيضاء، ثم إنكم طعمتم طعاما ليس كطعامكم وملأتم أيديكم من الذهب والفضة والمتاع الفاخر من الحرير والديباج وغير ذلك، وبعد فهذا كله لنا في أيديكم ونحن نسلمه لكم، فخذوه وانصرفوا إلى بلادكم، وإن أنتم أبيتم ذلك وشرهت أنفسكم إلى غير ذلك فإنا نزيدكم من بيوت أموالنا ما نقوى به الضعيف منكم ونرى الغائب منكم قد رجع إلى أهله بخير “! ( 190:1 ).

هذا هو باختصار ما أراده المسلمون من بدو الجزيرة بغزوهم الهمجي للدول الحضارية التي أحاطت بهم: وكان لهم ما أرادوا! ودفعت البشرية الثمن الأغلى لذلك – وما زالت تدفع!

اليوم البغدادي وأخوته هم خالد بن الوليد وأخوته مكرر!

لكننا اليوم نعيش عام 2014، لا عام 636، حين اجتاح التتار الإسلامي وطن يوحنا الدمشقي ببربريته المرعبة!

اليوم العالم المتمدّن هو الأٌقوى!

اليوم العالم الغربي العلماني هو الأقوى – لا بإيمانه، بل بعقله!

اليوم باستطاعة هذا الغرب العلماني محاصرة فلول عصابات الإرهاب الإسلامي، وإنهائها في عقر دارها – ورد سوريا إلى بيزنطة!

لا أمل لنا في أميركا التي خلقت القاعدة للمحافظة على المسلمين في قعر بحر الظلمات!

لا أمل لنا في بريطانيا لأنها أوسخ وأقذر من السابقة!

لا أمل لنا في فرنسا لأنها، مثل بريجيت باردو، دولة بلا حاضر ولا مستقبل!

وحدها روسيا يمكن أن تساعد في الدفاع عن المدنية السورية التي ظهرت جليّة اليوم ضد الإرهاب الإسلامي!

وحدها روسيا قادرة على إنهاء المسرحية المملة القاتلة التي تتواصل فصولها المرعبة منذ الخامس عشر من آذار عام 2011!

سوريا مفتاح أمان العالم!

وحين قلنا ذلك منذ تموز 2011، بدأ المعارضون الخارجيون بالعواء من أننا عملاء مخابرات وأطفال مدللون للنظام!!

اليوم ثبت أن ما قلناه كان حقيقياً مئة بالمئة!

روسيا العظيمة، جيشها العظيم، أرثوذكسيتها التي ورثت أنطاكية وبيزنطة في آن – كل ذلك لا بد من تفعيله لحماية المدنية السورية!

… وإلا: ستصل خيول الدواعش إلى سور الصين العظيم!

وما زلنا على رأينا: لا بد من انسحاب سوريا من ” ماخور ” الدول العربية – لصاحبه نبيل العربي – و” بيت دعارة ” العالم الإسلامي، لصاحبه عاهر مملكة الجراد والرمل، والانضمام إلى الإتحاد الروسي!!

سوريا، روسيا: أحرف اختلفت خطأ في ترتيبها!!

من يعيدها إلى جادة الصواب؟.

 ليس من  المنطقي أن يكتب  عاقل وذو عقل ماكتبه نبيل فياض , لذا يمكن القول على أنه فقد عقله , ولفقدان العقل  أسبابه , انه الخوف  من داعش  !, وقد فقد فياض  سابقا عقله   بعد فلقات سهيل حسن , فمن يصف السجون السورية بمراكز النقاهة  ليس ذو عقل  وبالتالي فاقد العقل !.

أما بسام القاضي  فلم تكن حالته أفضل من حالة نبيل فياض  , وعند ادراكه  لانتصارات داعش العسكرية  جن جنونه  وكتب على صفحته   في الفيس بوك   ما  لا تجوز كتابته , شاتما الأسد  والسلطة   بعبارات  ليست مؤدبة اطلاقا, واليكم ماكتبه بسام القاضي :

بسام القاضي الذي كان يدعو لتدمير المدن الثائرة كتب على الفيسبوك:

(بالتأكيد أن مئات آلاف السوريين (مئات آلاف على الأقل) أمضوا الأيام القليلة الماضية وهم يبحثون عن خبر، أي خبر من أي نوع، على الفيسبوك أو تويتر أو الانترنت عموما أو الفضائيات، متعلق بالفرقة 17 وعظمائها الذين يواجهون أشد الشياطين سفالة وهمجية في الرقة!

وبالتأكيد:

إن هذا النظام الفاجر قد صنع مسخا على شاكلته، مسخا لا يقل شيطنة وسفالة وهمجية عن ناكحي أمهاتهم الذين يحاولون تدمير قلعة الصمود والتحدي الحقيقية: أبطال الفرقة 17، مسخا هو “إعلام” لا يشبه قدر شببه عاهرة مسنة ما تزال تضع طبقات من المكياج بعضها فوق بعض محاولة أن تخفي أنها، في الحقيقة، لم تعد سوى ميت يمشي على قدمين!

مسخا يقوده مسوخ! يقوده “قصر” عفن لا يرى في الشعب السوري إلا قطيعا “يطعمه” ما يريد هو أن يطعمه، وبالطريقة التي يريده أن يأكل فيها!

مسخ، ليس “خطأ” فرديا من نظام فاجر! بل هو الإبن الأكثر شبها بأبيه! الأكثر مطابقة لأبيه! الأكثر تعبيرا عن حقيقة أبيه!

أبطال الفرقة 17، وكل جنود سورية الشرفاء:

نعتذر من دمائكم الطاهرة عن انعدام إمكانية أن نفعل شيئا مع هذا الغول! هذا الغول الذي يمتص دماءكم ودماءنا من أجل كرسيه الشيطاني!

نعتذر منكم، من شرفكم، من تضحياتكم، عن كرخانة النظام الأشد عهرا: إعلام زريبة هو ومن يقوده وصمة عار في جبين وطننا الذي حميتموه بأجسادكم وأرواحكم!

المجد لك أيها البطل العظيم على خطوط النار!

والعار لك أيها النظام الفاجر، العار لك ولإعلامك الفاجر مثلك.

  بممارستهم  للتملق والانبطاحية انتقل الثنائي  من تحت الدلف الى تحت المزراب ,  وبتأييدهم المزيف المخاتل  للنظام  تصرفوا بعقلية “الكازينو” .. اما الربح    العملاق أو الخسارة العملاقة ,  وهاهم  قد خسروا على الأقل  “شعورا” , أصيبوا بالهلع  لمجرد وصول داعش  الى مسافة ١٢٠ كم من حمص..اطمئنوا  ياشباب ..  من المستحيل أن يصل  ساطور داعش  الى رقابكم  ,  وداعش   سوف لن تنتصر  والأسد سوف لن ينتصر أيضا ,  مهمتهم  هي ممارسة  القتال  للاستنزاف  وحتى الاعياء  , وبعدهم  ستأتي  جهة  لاعلاقة لها بالأسد أو بالبغدادي  وستحكم سوريا  وستكون هناك  اضطرابات   وفوضى  وعدم استقرار ,  وهذا هو الشيئ الوحيد الطبيعي  بعد ديكتاتورية نصف قرن  ,  وستحتاج سوريا  على الأقل خمسين عاما  لتصل الى مرحلة الثبات ,  اما اعادة الاعمار  فمن الأفضل  عدم  التحدث عنه  … ستبقى سوريا للأسف  كومة من الأنقاض , الا أنها  ستكون أكثر حرية  وديموقراطية  وعدالة ..الفقر   ليس  المشكلة الرئيسية  , الذل  هو  مشكلة المشاكل !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *