زلزال في الرأس أم زلزال في الغوطة

بقلم:جورج بنا

 يتحدث السيد بشار الأسد  عن  الغوطة    , وكأنه  قد أصابها زلزال  أتى من السماء   وهز الأرض  وما عليها, خلف دمارا   وجثثا  وخرابا  من العسير تصور أفدح منه ,   وقد  خلف كل ذلك عند سيادته  انطباعا   يمكن  وصفه بالايجابي  , اذ قال الرئيس  على  بيئة الخراب   في الغوطة تمثل  حقلا جيدا للاستثمار    وخلق فرص جديدة للعمل  وكل شيئ  سيصبح أفضل مما كان , وتعقيبا على  طروحات السيد الرئيس  يجب القول  على  ان ماحدث في الغوطة  هو نعمة من نعم الله  التي  أمن بها على أهل الغوطة   الذين حالفهم حظ تقتيلهم وتخريب   ديارهم وهدم منازلهم , .

للأمر وجهان  , الوجه الأول مادي , والثاني  معنوي ,  ولو سألنا  السيد الرئيس عن الناحية المادية  لكان جوابه  “زلزالا”  , اذ  ان سيادته  يملك الكثير  وأكثر من ١٢٢ مليار دولار , الا أن هذه الأموال “خاصة” ولا علاقة لها  بالشأن العام  , الذي تمثله ميزانية  لاتتجاوز  ال ١٦ مليار دولار لكامل سوريا , بينما يكلف اعمار الغوطة حوالي ٥٠ مليار دولار , ومن أين   للحكومة السورية تلك الأموال التي تبني   وتؤسس  بيئة جيدة للاستثمار   , وتخلق فرصا جيدة للعمل ؟ , أيهذي سيادة الرئيس  ؟ أو أن الزلزال  أصاب رأسه وعقله أولا  .

دعونا  نهمل الناحية المادية   ودعونا  نعتبر  الغوطة  وقد تحولت  مع غيرها من المناطق السورية  الى خراب  لايمكن  اعادة بنائه  لعدم وجود  المادة , وسيبقى خرابا  الى ماشاء الله ,  ودعونا  نفكر  بصلافة السيد الرئيس   وغيابه  عن الواقع  , فمعنويا   لايهتم الرئيس  بمن فقد ولده أو والده أو امه  ,  ولايهتم الرئيس  بالأرامل  والثكالى والمنكوبين  , ولا يهتم بالمهجرين  والنازحين واللاجئين  ولا  بمن  أكل لحم الجرابيع والقطط قسرا  ولا بالحواجز والاعتقالات  والموت في السجن والتعذيب  ولا بالحريات أو الديموقراطية  ولا بالفساد  , الذي  كافحة  عن طريق   بتنشيطه ..وداويها بالتي هي الداء !!!!, كل ذلك لايستحق الذكر عند سيادته ,  وبالنسبة لفخامته لايشكل ذلك أمرا  سيئا , اذ انه يكافح الارهاب  ومن قتلهم بالغاز من الأطفال هم ارهابيين , ثم ان تجويع السوري  واجباره على أكل الحشائش  وأوراق الأشجار  هو أمر تقشفي  تربوي , ولما كان سيادته لايفكر الا بالماديات  , فما هو ثمن ٥٠٠ طفل  وما هو ثمن الغاز الذي سممهم به , أو بشكل أصح  اين هي مسؤولية فخامته   في هذا السياق ؟ هل يمكنه القول  على أن هذه المسؤولية تعادل الصفر  , والغير هو الذي ارتكب  هذه الأفعال  , وعندما يقول ذلك , فما هي  امكانية تصديقه؟ .

امكانية تصديقه لاتتجاوز الصفر و  ولا توجد ضرورة ألح من ضرورة محاكمته , وليبرهن فخامته أمام القضاء  عن ايجابية أفعاله  , هناك قضاء دولي  وقضاء محلي , والدولي يلاحقه  أما المحلي فيجب أن يلاحقه  وسيقوم بذلك بدون أي شك , لقد زلزلت في رأسه قبل أن تزلزل في الغوطة !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *