عرس الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية
بقلم : جورج بنا
ليس من عادتي استخدام مفردة “عرس وأعراس” لتوصيف الأحداث السورية , ذلك لأن معظم هذه الأحداث أقرب الى المأتم منها الى الأعراس , الا أن المذيع جوزيف بشور , بيض الله وجهه, كان مدمنا على استخام هذه المفردة . مثلا عندما صوت للرئيس الراحل حافظالأسد ١٠٠٪ من السوريين , وصف جوزيف بشور الاستفتاء ونتائجه بأنهم اعراس الديموقراطية , وحتى اختراع حافظ الأسد لطريقة ” دير حالك” في الانسحاب من الجبهة وصفه جوزيف بشور بأنه عرس المقدرة العسكرية , أفعال الأسود كانت جميعها أعراسا , ولو تثنى لجوزيف بشور توصيف انتخابات الأسد المقبله لقال عنها سلفا بأنها كانت عرس الديموقراطية والاستحقاقات الرئاسية .
النتائج معروفة , لأن الناخبين معروفين والمرشحين أيضا , سيترشح بشار الأسد والشعب الناخب هو شعب القرداحة والنتيجة معروفة أيضا , وستكون ٩٨٪ لصالح الاسد , ولما كان دستور الأسد الجديد يفترض وجود أكثر من مرشح , لذا سيكون المرشح المنافس لبشار الأسد الأستاذ شريف شحادة , وبعد المهزلة سيتشكر شريف شحادة الشعب السوري على حسن انتقائه , وسيزف وزير الداخلية نتائج الانتخاب مهنئا الفائز القائد بشار الاسد . اما شعب دير الزور ودرعا وداريا وادلب وكفر نبل وحلب وحماه وحمص ودمشق مع ريفها ..الخ فلا يحق له الانتخاب ولا يحق له الترشيح عملا بالدستور الموقر , ومن نزح لايحق له لأنه غير متواجد في دائرته الانتخابية , ومن لجئ لايحق له أيضا لوجوده في كنف دولة معادية , ومن هرب الى أوروبا فلايحق له لأنه غير مقيم باستمرار في الوطن , ناهيكم عن أحكام محكمة الارهاب , عبد الحليم خام نال حكم الاعدام شنقا وكذلك ابن مصطفى طلاس , والباقي مثل الجربا أو معاذ الخطيب أو ميشيل كيلو فمحكوم عليهم غيابيا وقد صودرت املاكهم وحتى انه لايجوز لفيصل القاسم الترشيح ولا الانتخاب لأنه عدو الوطن , ومن يفرق بين عداء الوطن وعداء الأسد لايعرف على أن الأسد هو الوطن والوطن هو الأسد , اليست الجمهورية سوريا الأسد !.
الغريب في أمر الأسد ذلك “التواضع” الذي نراه هذه الايام , لقد قبل الأسد مثلا وجود مرشح منافس ,ودستوره أشترط وجود منافس , ولم يقل لنا الأسد لماذا لم يشترط دستوره سابقا وجود منافس,الأرجح على أنه لم يكن بود فخامة الرئيس اتعاب المواطن في الذهاب الى مراكز الانتخاب وذلك لأنه من المنطقي أن يقوم هذا المواطن بانتخاب فخامته , ولتسهيل الأمر بشكل غير بيروقراطي قام ازلام الأسد بملئ الصناديق باستمارات انتخابية تعبر عن رغبة المواطن ان كان حيا أو ميت , الكل صوت لفخامته ومن هنا أتت النتائج الفخمة , والحقيقة الحسابية لم تكن كما أعلن وزير الداخلية , لقد صوت لفخامته بدون بيروقراطية حوالي ١٥٠٪ من الشعب السوري , وقد جرى تصحيح هذا الرقم احتراما لجدول الجمع والنتيجة أصبحت “تواضعا ” ٩٨٪ , هنيئا للشعب السوري بفخامة من هذه البضاعة !.