الجعفري واكتشاف الارهاب في سوريا

بقلم :نبيهة حنا

في  المناسبة الأخيرة في الأمم  المتحدة  استشاط الجعفري غضبا  وحنقا على الأمين العام للأمم المتحدة  وعلى الابراهيمي  ,الذي ربط في تقريره الأخير  الانتخابات في سوريا  مع محادثات جينيف  ونتائجها ,  وقد انفلت الجعفري  تماما , ولم يعد بامكانه  التقيد بالمراسيم المعمول بها في المؤسسة الدولية  ,  حيث أصبح من الضروري تدخل  جهاز الأمن في الأمم المتحدة  وذلك لضبط الرجل  الذي  هاج وماج  , وأخيرا تمكن الأمن بعد أن همس بأذنه من اقناعه   بالتي هي أحسن  , ضبط لسانه  وضب أوراقه   وأوقف شتائمه  , وأعلن فرحته الكبرى   بمناسبة  اعتراف بعض اعضاء مجلس الأمن بوجود ارهاب في سوريا .

يقال عن  المعلم الكبير  في سوريا  على أنه مصاب بالانفصام ,والانفصام  كما يعرف  معظم الناس هو مرض نفسي  يتسم  بتجاهل الواقع   وبعدم امكانية المنفصم من   صنع روابط  بين افكاره,  حيث يصبح حديثهم “كالسلطة”.

لست هنا في سياق تشخيص أمراض بشار الأسد النفسية  والأخلاقية , وانما أريد التنويه الى  أن   الآخر بشار الجعفري  مصاب  بهجمة حادة من هذه الأمراض  , وتظاهرات هذه الأمراض  نراها  في مسلكيته   المتنكرة للواقع ,فقوله  انه لاعلاقة لجينيف بالانتخابات  هو قول  غير منطقي   ولا يدعيه الا من  تنكر لوجود وارادة   أعظمية الشعب السوري  , فجينيف , خاصة  البند السادس  تؤكد على   العمل ضمن اطار ديموقراطي  وتؤكد ضرورة تشكيل حكومة انتقالية  تقوم بالتحضير لانتخابات  بعد فترة مناسبة  , والانتخابات التي ستحضر لها هذه الحكومة هي انتخابات في كامل  سوريا  وليس في القرداحة فقط  , الحكومة  الكاملة الصلاحيات ستكون مسيطرة على كامل الجغرافيا السورية , ومن ضمن التحضير للانتخابات   اعادة اللاجئين  والنازحين الى بيوتهم     لكي يصبح بامكانهم  ممارسة واجب وطني هو الانتخاب , كما أن التحضير للانتخابات  يعني  ازالة الصبغة  الأسدية العلوية البعثية  عن مراكز القوى   , فلا يمكن للانتخابات أن تكون حرة  تحت اشرلف هؤلاء  , وليست هذه هي المرة الأولى التي يزور هؤلاء  ارادة المواطن بشكل فاضح , انظروا الى نتائج الاستفتاء بخصوص الأسد الأب والأسد الابن  , حيث تتراوح النتائج لصالح الأسود بين ٩٨٪ و ١٠٠٪  وحقيقة لم يخجل الأسد الأب من اعلان نتائج فوزه بنسبة ١٠٠٪ .

نعم  لجينيف علاقة  مفصلية مع الانتخابات ,  ذلك لأن وجود جينيف اصلا  كان  بسبب مشكلة الحرب الأهلية  ومشكلة  الشرعية  , ولو  اعتبرت جينيف الأسد شرعي  لما  اشترطت  تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات , وتشكيل هذه الحكومة  بهذه الصلاحيات يعني اعفاء الأسد من مهماته  أي رحيله  ,  أي أن جينيف تعتبر  السلطة غير شرعية  , وما  تقوم به هذه السلطة  لايمكن له أن يكون عندئذ شرعي  , والأسد يريد بهذه الانتخابات  اضفاء  شرعية ” كاذبة” عليه  , يريد  أن يكون له مستقبلا في سوريا المستقبل  , والبند السادس من جينيف يقول  بصراحة  على أنه لامستقبل للأسد في سوريا المستقبل , وسوريا المستقبل هي سوريا الديموقراطية  وليست سوريا الديكتاتورية .

أما عن الاكتشاف  الحديث  بخصوص  وجود ارهاب في سوريا الآن , فالأمر ايضا مرضي انفصامي , فالارهاب بأقبح صوره  موجود في سوريا ليس منذ عام ٢٠١١  , وانما منذ عام ١٩٦٣  , وخاصة بعد عام ١٩٧٠ , وعلى الأخص بعد عام ٢٠٠٠ , والارهاب بشكل  عام  هو صفة ملازمة للديكتاتورية , وبشكل خاص يمكن  البرهنة عن  وجود  ارهاب  السلطة منذ أن تواجد الأسود على رأسها , ولو لم يكن الجعفري منفصم وغائب عن الواقع   لما اعتبر  الارهاب  بلية جديدة  الصنع .  لا أعرف حقيقة ان كان الجعفري  يعرف  على أن الارهاب  لايقتصر على  الاغتيالات  وانما هناك  ماهو أهم مثلا الارهاب الفكري  , ولم تفتقر الأسدية  للأسف على أي نوع من انواع الارهاب , فكري ..اقتصادي .. .قضائي .. فيزيائي ,..الخ   لاتوجد في العالم سجون كسجون الأسد  ولا يوجد تعذيب   في أي سجن في العالم كالتعذيب في سجون الأسد , والحريات !! فحدث ولا حرج  , وعن الديموقراطية  فالأمر مماثل , أليس تزوير ارادة امواطن  ارهاب  و أليست الطائفية  ارهاب , والخوف في جمهورية الخوف  أليس ارهاب ؟.

لو تعرف  الجعفري بصورة ادق على  مقررات الامم المتحدة   وتقارير لجنة حقوق الانسان  ومنظمة العفو الدولية   لكان بامكانه  تكوين انطباع عن الوضع السوري  منذ نصف قرن ,  وحقيقة ليس هناك ضرورة  للبحث والتنقيب  المستفيض  , فالأسد اعترف على أنه  ديكتاتور  , والديكتاتور بطبيعته ارهابي  , لذا فوجود الارهاب مقرون بوجود الأسد   وذلك منذ حوالي ٥٠ عاما

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *