من الهيمنة الكبرى الى الهيمنة الصغرى , هل لدولة العلويين مستقبل ؟
بقلم :ربا منصور
أظن بأن أكثر من ٩٥٪ من العلويين يريدون الأنشقاق , وانشاء دولة خاصة بهم , والسؤال عن اسباب الميول العلوية واجب , خاصة وان الطائفة العلوية تمارس منذ خمسين عاما نوعا من الهيمنة المطلقة على مقدرات البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا , ومنذ ان وجدت هذه الهيمنة وباقي فئات الشعب السوري تحاول بمختلف السبل والوسائل ازالة هذه الهيمنة الغير صحية وصحيحة , الى أن وصل المطاف بالبلاد الى الحرب الأهلية والى تقسيم البلاد طائفيا والى الاستقطاب الطائفي في الحرب , هناك الجيش الأسدي العلوي وهناك المعارضىة المسلحة التي تسيطر عليها المسحة السنية . العلويون يريدون الانشقاق لأن هيمنتهم على باقي مكونات الشعب السوري في خطر ,ونتيجة لهيمنتهم القسرية طوال تلك العقود فانهم يخافون من هيمنة معاكسة من قبل السنة , لذا فانهم يفضلون الانعزال عن البقية الباقية من الشعب السورري والأرض السورية .
حقيقة يمكن القول على أن التفكير العلوي بهذا الخصوص يتسم بالكثير من السذاجة , وأول أشكال السذاجة العلوية هي اليقين على ان ارادتهم التي أحترمها بدون أي شك قابلة للتحقيق .
اللجوء الى حل الانشقاق وانشاء دولة خاصة بالشعب العلوي سوف لن يكون الا بعد هزيمة عسكرية علوية أسدية , وبعد القضاء على الأسد وعلى الهيمنة الكبرى ,عندها سيقود الأسد الشعب العلوي ليس الى الحرية والديموقراطية , وانما الى الهيمنة الصغرى , حيث سيكون هناك مهيمن هو الأسد وعائئلته ,ومهيمن عليه هوالشعب العلوي أوعلى ألاقل جزء منه ثم باقي فئات الشعب التي تشكل نصف عدد سكان هذه المناطق , الأسد سيحاول استعباد هذا النصف من سكان المناطق العلوية , أي أنه سيستبدل الهيمنة الكبرى بهيمنة صغرى , وسيحاول ابقاء السيطرة العلوية على الغير كما كان الحال في سوريا قبل التقسيم الذي يريده الأسد .
فهل يعتقد الأسد ومن يريد معه انشاء هذه الدولة على أن المنتصر في سوريا سيتوقف عند الحدود التي يراها الأسد مناسبة له ,من انتصر في سوريا سينتصر في الساحل ومن ينتصر في سوريا وفي الساحل هو الذي سيقرر شكل الحكم في سوريا وليس أسد القرداحة .
اتباع الأسد يتحدثون عن مناطق علوية كأساس للدولة العلوية , وبذلك يعتبرون ماهو غير علوي في هذه المناطق غير موجود أو صفر , يلغون وجود الآخر , بالرغم من أن نسبة الآخر في هذه المناطق تقريبا ٥٠٪ , فكيف وبأي منطق يتحدثون عن دولة علوية ونصف سكان هذا الدولة الافتراضية لاينتمون الى الطائفة العلوية , انهم سنة ومسيحيين وتركمان واسماعليين ..الخ .
لربما خلقهم الله ليهيمنوا ,فضرورة الهيمنة في دولة الشام تختلف عن ضرورة الهيمنة في دولة القرداحة ,الهيمنة قي دمشق ضرورية لحماية الأقليات ,ولا أحد يعرف نفسه بأنه أقلية الا الطائفة العلوية , أما في القرداحة فالهيمنة بديهية لأن العلوين هم أكثرية عددية , ولا يجوز التقيد بالأكثرية العددية في دمشق , ذلك لأن السنة شعب متأخر , وواجب الشيعة اي العلويون قيادتهم واستغلالهم والهيمنة عليهم ..
مصير أي فئة من شعب تفكر كما تفكر الطائفة العلوية المسلوبة الارادة ,سيان ان مثلت أكثرية أوأقليةعدية , هو مصير مظلم , وبوادر المصير المظلم للطائفة العلوية مرئية ومسموعة ومحسوسة , لقد عقدت الطائفة مع الأسد معاهدة مصير مشترك وأهملت بقية الشعب والمستقبل سيظر لنا من سيبقى ومن هو بائد , الشعب أو الأسد.