لماذا يجب أن نفتخر بالعلوي؟

بقلم: نضال تعيسة 

م أك يوماً متعصباً دينياً، وبالأحرى كنت لا دينياً، وأرى أن الأديان، عموماً، ومن دون تحديد، قد ورّطت الناس في إشكاليات وصراعات أزلية، أكثر مما حاولت تخليصهم من مشكلات كما تدعي، والأديان التي لا تزرع الحب، هي ببساطة، ليست بأديان وليست من عند الله المفترض أن يكون الحب والجمال والسلام المطلق. كما وأؤمن بأخوة الإنسان للإنسان المجردة والبعيدة عن أية أبعاد دينية، أو عرقية، ومذهبية وقومية، وكل أشكال الافتخار والانتماء البدائي، فالإنسان أخو الإنسان في أي مكان من العالم ولي أصدقاء أحباء متنورون وطيبون ومنفتحون من كافة أطياف المجتمع من أقصاه لأقصاه نجتمع ونشترك بهذا الفهم الإنساني والرؤية المنفتحة والمتنورة الحيادية . وأرى المذهب العلوي واحداً من تلك الاحتجاجات الفكرية والفلسفية ضد التيار العام أو الـMainstream الذي شكل مسيرة الحركة السياسية والاجتماعية التي يطلقون عليها اسم الإسلام، وهناك الكثير من الحركات الاحتجاجية التي ظهرت على سطح وجسد الإسلام ومنذ بداياته في ما يسمى بالجزيرة العربية بدءاً بحروب الفتنة والتيارات السياسية الأاخرى التي اعقبت الفتنة الكبرى كالخوارج والقرامطة والشيعة، ومن ثم الحركات الفلسفية والفكرية الثورية والتنويرية الأخرى كالمعتزلة والصوفية وليس انتهاء بالفاطمية والدروز والبهائية والقاديانية الأحمدية والإسماعيلية والزيدية والأباضية على سبيل المثال لا الحصر.

كان لا بد من تلك المقدمة للولوج في صلب الموضوع، وهو أن الكثير من التعليقات التي ترد على ما أكتبه تعزو دوافعي بسبب انتمائي بالولادة والبيئة إلى هذه الطائفة الكريمة المتنورة، التي لا تعرف التعصب، ولا الحقد، أو الكراهية، وسمتها العامة الانفتاح المجتمعي والفكري. ويستعمل أولئك المعلقون ذاك الانتماء للحط من قدر الكاتب وازدرائه-على حد اعتقاد البعض- و أن ذلك الأمر هو نقيصة وعيبً بحق الكاتب، تقف وراء دوافعه وكتاباته وهجومه على الظواهر البدائية غير المقبولة وغير اللائقة والتي شوهت وتشوه وجه إنسان المنطقة.

وبداية لا بد من القول أن هذه الطائفة الإسلامية الصغيرة تعرضت للاضطهاد تاريخياً والعزل والتهميش وارتكبت بحقها مذابح وعمليات إبادة جماعية وخاصة على يد خلفاء بني عثمان الذين تغزل بهم وزير الثقافة السوري السابق وذهب إلى استانبول لحضور حفل تكريم مئوية أحدهم الذين لم يسلم الأرمن أيضاً من جرائمه ومذابحهم (ولا تؤاخذوه، رجاء، فهذه هي ثقافته!!!)، وكتب بهم-الخلفاء والقصائد العصماء ودبج المقالات في الصحف الصحراوية اسوداء، هؤلاء الذين كانوا يعاقبون ويعذبون ويتخلصون من العلوي بالخازق وخازوق السلطان سليم كان مشهوراً وحفور في الذاكرة الشعبية والعقل العلوي الجمعي العام، وتم عزل هذه الطائفة تاريخياً في جبال نائية وقصية وبيئة قاسية وصعبة في أقصى غرب شمال ما يعرف ببلاد الشام. (ورغم ذلك كله وهذا التاريخ المحزن والمؤلم لا يوجد أية فتوى علوية بحق أي كان).

وللعلم فإن الكهنوت الديني العلوي، أو طبقة الشيوخ، مقارنة بالتيار العام، أو الـMainstream كما أسميناه، هي شبه معدومة، وغير موجودة في الأوساط والمجتمعات العلوية، التي أعرفها جيداً في سوريا، وتركيا، وهي غائبة تماماً عن المشهد العام، وتنحصر مهامها وواجباتها في الصلاة على الموتي وتلقينهم الشهادتين، نعم الشهادتين، وقراءة بعض سور من القرآن، على روح المتوفى، وفي مراسم الزواج، بقراءة الفاتحة وإتمام العقد شرعاً، ومن بعد ذلك يختفي رجل الدين العلوي من حياة أبناء هذا المذهب ولا سلطة لا زمانية ولا مكانية له وهو مجرد رجل عادي يؤدي مهام دنيوية بحتة، ولا يعود لظهور إلا بتلك المناسبات كما أسلفت. من يستطيع اليوم أن يسمي شيخاً علوياً واحداً بارزاً في الإعلام كما هو الحال لأبناء الـMainstream، الذين يتناسلون في الفضائيات والمجال العام على نحو مفرط ومذهل وأصبحت المشيخة صنعة ؟أربح من الاتجار بالذهب والألماس؟ ولا يوجد لدى العلويين أي نوع من التوجيه الديني المبرمج كما هو الحال بالنسبة للـMainstream، حيث يستلم الطفل الصغير منذ نعومة أطفاله، ليتم برمجته دينياً، ويضرب للصلاة، وتوجيهه باتجاه أحادي سيسطر على حياته لاحقاً، وينكد عليه عليه، ولا يتركه يعيش بسلام واطمئنان، فهو مهجوس ومهووس بتطبيق تلك التعاليم التي “تنقش” في الصغر عقله الباطن والظاهر وتقولبه وتأسره، ولا يجد منها فكاكاً. وينمو الطفل العلوي من دون أي توجيه وبرمجة دينية على الإطلاق، ويبقى عقله وقلبه مفتوحاً على كافة التيارات والاتجاهات، وفي البيت العلوي الواحد كنا نلاح وجود الشيوعي والبعثي والماركسي والقومي الناصري والقومي السوري والمستقل والملحد وحتى المتدين على طريقته الصوفية المسالمة. كما لا يوجد أي باب للفتوى، ولم يسبق وأن سمعت بفتوى “علوية” من شيخ علوي تقول افعل كذا ولا تفعل كذا، وأحب فلاناً، واكره علاناً (من يستطيع أن يورد فتوى علوية) وهناك بالتأكيد حرية اعتقاد ولا اعتقاد. لا يوجد فرض للنقاب والحجاب على الصغيرات، وهذه واحدة تحسب للعلوي وليست ضده في معايير العصر وحقوق الإنسان، وهم سباقون بها، ولنا أن نتخيل كم سيصل الـMainstream لهذه المرحلة الهامة من التعامل مع الصغيرات النساء والمرأة بشكل عام، في ضوء ما تحمله الأخبار التي تهب علينا بكثافة من الصحراء عن وضع النساء والصغيرات على نحو خاص. ولا تؤمن بقطع رؤوس الناس في الشوارع العامة، كما لا يوجد فيها لا تزويج للصغيرات، أو مهور، وأنواع الزيجات المختلفة من المسيار، للمسفار، للمصياف، والفرند، والمتعة، والزواج العرفي، وزواج العطلة، والابتعاث، ومؤخراً زواج النهار، وليس آخراً الزواج بنية الطلاق كما فعل الشيخ القرضاوي بالسيدة أسماء بن قادة، وكلها من أنواع الدعارة الحلال أو الشرعية التي تلتف على موضوع الزنا المحرم وتجعله أمراً شائعاً ومقبولاً وشرعياً “حلالاً زلالاً”، مباركاً من شيوخ السلاطين، تحت هذه المسميات. كما تنخفض معدلات الطلاق وتعدد الزوجات إلى نسب لا تكاد تذكر ولا تشكل أي هامش أو أرقاماً، وتعتبر مؤسسة الأسرة مقدسة ومصانة في عرف وتقاليد معظم العلويين ولا يمكن العبث بها. وترسل الفتيات منذ الصغر إلى المدارس، وتلقي العلم والدراسة حتى المختلطة منها، ويعملن في شتى مجالات وقطاعات الحياة، بما فيها لجيش والشرطة وأما بالنسبة لجرائم الشرف فهي تنعدم بشكل مطلق ولم يسبق وأن سمعت بجريمة شرف في أوساط المجتمعات العلوية، والتي تحصل أحياناً في مجتمعات الـ Mainstream للتخلص أحياناً من حالات سفاح أسروي، وفي بعض حالات جرائم الشرف بعض المغدورات كن ما زلن عذريات ولم يمسسن بسوء. والأهم أنه لا يجوز تنظيمات ذات طابع ديني أو تحمل هوية دينية في المجتمعات العلوية ولها أتباع ومؤيدون كجماعات الـ Mainstreamالعديدة والكثيرة ذات الأهداف الدينية والعصبوية المغلقة والمحدودة على فئة بعينها ، وجل التنظيمات المتواجدة في البيئة العلوية هي سياسية وذات طابع مدني قومي بأفرعه العربي والسوري والناصري، ماركسي، شيوعي، حزب عمل، يسار…إلخ. وتنعدم الدشاديش القصيرة والزبيبة واللحى ومظاهر الدروشة والمسكنة وممارسة الكثير من مظاهر التدين الطقوسي، الذي نراه اليوم، والذي لا يشي، حقيقة، ولا يعبر عن أي بعد وعمق إيماني حقيقي له أو يعكسه، والتي نراها-المظاهر- باتت تشكل هوية لدى الـMainstream، يتباهي ويعبـر بها عن نفسه، في حله وترحاله، بدل الاعتزاز بهوية وطنية حداثية يفترض أن تتقدم على ما غيرها من هويات.

وفي موجة الإرهاب الصحوي وتسونامي التفجيرات الانتحارية التي طالت السني والعلوي والمسيحي والشيعي وكل الأطياف الأخرى، وكان-الإرهاب- منبثقاً طبيعياً عن التعبئة والتحريض التي قادها الـMainstream، بشكل عام، فلم أسمع عن وجود تفجيري وانتحاري علوي وحيد بين هؤلاء جميعهم، أو علوي وحيد في غوانتانامو، أو علوي وحيد مطلوب في قوائم الإرهاب الصحوي التكفيري، رغم أن العلويين كانوا ضحايا لعمليات إرهابية، وتصفية جسدية، وتكفير علني، وهدر دم، ومال، وعرض، من قبل جماعة الإخوان المسلمين في ثمانينات القرن الفارط، راح ضحيتها، نخبة من الأكاديميين والأطباء، وأساتذة الجامعات، وطلاب الضباط صغار السن، في مذبحة مدرسة المدفعية، على يد الجماعة الفاشية المعروفة، صاحبة مبدأ الولاء والبراء الشهير(براءتهم وترفعهم عن كل ما هو ليس منهم). وكان العلويون على الدوام ضحية حملات تصفية وإبادات جماعية واضطهاد وتكفير وتهجير وحروب وتصفيات من الـ،Mainstream وكتب التاريخ تحفل بها، ولا داعي لـ”تقليب” المواجع، ونكء الجراح، ونبش كل ذاك الألم والتاريخ المشين، ومع ذلك لم أسمع أن علوياً فجر نفسه وسط مجموعة من الأطفال والنساء والشيوخ المساكين.

وفي نفس الوقت الذي أفخر به بتلك الروح المسلمة والابتعاد عن التعصب والتجييش والتعبئة وتحريم التحريض الديني على العنف والكراهية، أخجل وأضطرب وأحرج من ذاك الخطاب العدواني المجاهر والمكابر والفوقي العنصري والمدعي النجاة والخلاص والطهرانية والاستعلاء من بعض الـMainstream، ضد الآخر والمليء بالحقد والكراهية والتعصب والمحرض على الفتنة والقتل واستسهال زهق الأرواح والدماء، ولا يمكن لي أن أقتنع بكل مبرراته، أو أوهامه وهناك فتاوى تعزز وتؤيد وتشرع كل هذا.

بهذه الرؤية والمنظور، وعلى عكس الرسائل الخاطئة والصورة المشوهة التي حاول صاحب نعوات سورية إرسالها ورسمها، ذات يوم في أوج الفورة البوشية اللعينة ضد هذه الطائفة الكريمة، تشكل العلوية في المآل، وبعيداً عن أي بعد ديني ومذهبي، حالة فكرية وثقافية ومجتمعية وإيديولوجية وسلوكية حداثية تحررية وليبرالية وتنويرية متقدمة ومتميزة عن محيطها ثقافياً، ومجتمعياً على نحو ملموس. لكل هذه الأسباب، وبغض النظر عن أية تأويلات معروفة قد يطلقها البعض، وأية استنتاجات مسبقة، واتهامات معلبة، نعرفها ونلمسها تماماً، وسواءً كتبنا وانتقدنا أو لم نكتب و(قعدنا عاقلين) ورحم الله ابن تيميه، أنا أفخر، وأفتخر، ليس بالمذهب العلوي، وحسب، ولكن بكل مذهب آخر حتى في الـMainstream أو في العالم إذا كان لا يفتي فيه ضد الآخر، ولا تشحن فيه النفوس بالحقد، ولا يكفر فيه الآخر، ولا يحرض فيه أحد على الكراهية والعنف وتشويه العقول والقلوب وحقنها بسم الحقد الأسود، ولا تزدرى فيه المرأة، والأهم من هذا وذاك لا يخرج وينتج قتلة حاقدين مشوهين، ولا انتحاريين، أو تكفيريين وإرهابيين ملعونين ومنبوذين في كل عرف وشريعة ودين..

لماذا يجب أن نفتخر بالعلوي؟” comments for

  1. ليس من حميد الأخلاق أن أن نشيطن تعميما , وليس ن حميد الأخلاق أن نفخر تعميما , لا أريد القول على أن الطائفة العلوية تعميما مجرمة لأنها تؤيد الاجرام وتمارسه مع الأسد , وذلك على الرغم من أن هذه الطائفة هي الوحيدة في سوريا التي تؤيد بأعظميتها المطلقة الديكتاتور اللص والمجرم , انما أقول ان الكثير من أفراد هذه لطائفة يمارسون الاجرام عن طريق تأييدهم لأسد وتفانيهم في الدفاع عنه .
    قلة الأدب هي السمة الأساسيةالتي استطاع الكاتب بجدارة ممارستها , وحتى عنوان مقالته هي “خنزرة” بامتياز .
    أفخر بالانسان الجيد سيان كان علوي أو قرباطي … والكاتب يرى دون شك بأن الطائفة العلوية متفوقة على غيرها حضاريا , ومن هنا يريد الكاتب ادخال الشعور “بالتحتية” عند مابقي من طوائف , الطائفة العلوية عالية لذا عليها أن تستمر في سرقة البلاد ونهبها , وعلى طوائف الدرجة الثانية والثالثة بالتفرج ومباركة اليد العلوية الحكيمة , انها النرجسية يانعيسة
    كلمة غير ضرورية عن “انكليزية” نعيسة , الذي يقول عن نفسه انه قد درس اللغة الانكليزية في دمشق , ثم انه يمارس محاولات خجولة للصق لقب “دكتور” باسمه كنوع من سلبطة الألقاب , لا هكذا يترجم العارف باللغة الانكلزية اسم السنة ولا ضرورة لحشر المفردات الانكليزية بالموضوع لأن هذا الحشر ليس سببا للفخر والاعجاب بنعيسة , انما يشكل ذلك موجبا للسخرية من نعيسة واحتقاره . ؟ أخيرا سؤال : هل يفخر نعيسة بالمسيحي او السني أيضا ؟ , وهناك عدد محدود من الأجوبة , اما أن يفخر أو لايفخر , واذا أجاب نعيسة على أنه لايفخر بالمسيحي أو السني فان ذلك يعني نضوجه لدخول العصفورية , واذا كان يفخر بالمسيحي والسني كما يفخر بالعلوي , فلماذا هذه المقالة الدميمة , وما هي رسالة هذه المقالة الطائفية بامتياز ؟

  2. يجب الفخر بكل انسان يتصف بالصفات التي اغترضها أو اكتشفها دجال أحمق هو نضال نعيسة بالانسان العلوي , الا أن ماافترضه الطائفي القذر نعيسة بالانسان العلوي لايتفق مع واقع هذا الانسان , وعلى أي حال لايوجد ذلك الانسان العلوي المتسم بصفات “علوية” العلوي كغيره مختلف الصفات والخواص .
    حماقة نعيسة ترغم على ارتكاب حماقة أخرى , ولنقل لك يانعيسة ما اكتشفناه بالانسان العلوي , انه رجل المخابرات , انه الشبيح , انه المرتشي , انه المتعصب , انه المؤيد لأقذر ديكتاتور في العالم , انه الانفصالي , انه المادي , انه الذي أشعل نار الحرب الأهلية , انه المخبر , وبشكل مختصر اذا كانت صفات بشار الأسد “علوية” فيجب القول على أن الصفات العلوية خربت اليلاد وهذه الصفات لا تتلائم مع الديموقراطية ولا تريد الحرية وبشكل عام صفات سلبية ولا اريد هنا التوسع لأن البحث عن السلبيات أو الايجابيات في انسان بناء المذهب الذب الصق به قسرا وولاديا هو عمل أحمق , لاشك بتأثير التربية الدينة على صفات الانسان , الا أن القول على أن الانسان “محظوظ” لأنه ولد كعلوي فهذا أمر بمنتهى الوقاحة الطائفية , مصدر ذلك عقد نفسية , انه العصاب اليهودي الذي أصاب العلوي نضال نعيسة , مرض قاتل أصاب قاتل هو نعيسة

  3. المنحوس الياس ! لماذا ؟
    لأنه ولد كمسيحي , ولم يكن له شرف الولادة كعلوي , نغيسة محظوظ جدا , انه ليس فقط من خير امة اخرجت للناس , انه من زيدة هذه الأمة , وبالرغم من حظه فان نعيسة لايزال شحاد ولئيم وقذر وجتهل ومتعصب وأحمق الى آخر هذه الصفات , واذاكان نعيسة يمثل العلوية فطظ على هذه العلوية
    المخلوق نعيسة عديم الاحساس ولا يشعر اطلاقا بفداحة كلامه والاقضل عدم الاكتراث به

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *