يجب التذكير ببنود جينيف٢ الستة , ويجب القول على أن جينيف ٢ هو نسخة طبق الأصل عن جينيف ١ , ثم انه من الضروري التأكيد على أن جينيف ٢ يحمل توقيع الدول الكبرى بما فيعم روسيا , ثم انهمن المفيد التنويه على أن حوار السلطة أو تفاوض السلطة مع المعارضة يهدف فقط الى ايجاد طرق وسبل تنفيذ مقررات جينيف , الغرض من اجتماع السلطة مع المعارضة لايهدف الى ايجاد بنود اضافية أو حذف بنود موجودة , وانما انفيذ البنودالستة المعروفة ,وأهمها البند السادس ,للتذكير البنود الستة:
-وقف اطلاق النار فوراً. 2- انسحاب القوات النظامية السورية بكامل معداتها من المدن والشوارع والعودة إلى ثكناتها العسكرية. 3- الإفراج من قبل النظام عن جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الانتفاضة بما فيهم النساء والأطفال. 4- السماح للمنظمات والهيئات والجمعيات الإنسانية الإغاثية الدخول لمساعدة المتضررين من القتلى والجرحى وعدم تعطيل عمل هذه المؤسسات الانسانية. 5- السماح لأبناء الشعب السوري كافة التعبير عن إرادتهم والخروج إلى الشوارع إن أرادوا في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقهم الحرية والكرامة والتعبير عن الرأي. 6- تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تستثني من تلطخت أيديهم بدماء السوريين وهذه الحكومة تستبعد أن يكون للرئيس بشار الأسد أي دور سياسي في العملية الديمقراطية وذلك حسب الاتفاق في جنيف1 وجنيف2.
بعد الاضطلاع على البنود الستة سألت نفسي عن جدوى ذهاب الأسد الى جينيف , هل يريد الأسد في جينيف تقديم استقالته أو الرحيل , أو التعاون ..الخ , لاشيئ من هذا أو ذاك , فالحكومة التي يريدها الأسد هي الحكومة التي يعينها وليست الحكومة ذات الصلاحيات المطلقة , والأسد يريد تشكيل هذه الحكومة حسب الدستور السوري الأخير ..دستور بشار , الذي ينمنع محاسبة أو محاكمة رئيس الجمهورية , كما أن السيد بشار الأسد يريد السيطرة المطلقة على الجيش والأمن , أي أنه يريد حكومة تأتمر بأمره كالحكومة الحالية , وكل هذا غير وارد في جينيف ٢ ,
عدد افراد الجيش غير معروف تماما بسبب الانشقاقات , أما عدد موظفي الأجهزة الأمنية ة فمعروف وبقدر ب ٦٥٠٠٠ موظف , اضافة الى مئات الألوف من المخبرين والجواسيس , ونصيب كل ١٦٥ انسان سوري فرد من المخابرات التي لم يكن لها من نشاطات الا النشاطات الداخلية ,وتنقسم الأجهزة الأمنية في سوريا إلى أربعة أجهزة تتبع لها عشرات الفروع في الكثير من المدن والمناطق السورية، وهي: جهاز المخابرات العسكرية، ويعرف أيضا باسم «الأمن العسكري»، ويرأسه حاليا اللواء عبد الفتاح ويعتبر هذا الجهاز التابع للقوات المسلحة، الأكثر نفوذا بين أجهزة الأمن، والكثير من القادة والمسؤولين خرجوا من رحم هذا الجهاز وأبرزهم وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم الشعار.ويتبع لهذا الجهاز عدة فروع أهمها فرع فلسطين أو الفرع رقم (235). وكان من المفترض أن يكون متخصصا لمكافحة التجسس الإسرائيلي، غير أنه بات يركز على قضايا سياسية أخرى مثل ملف الحركات الإسلامية في سوريا. ولجهاز المخابرات العسكرية فروع في كل المدن السورية.أما الجهاز الثاني فهو المخابرات العامة ويعرف أيضا باسم «جهاز أمن الدولة»، ويرأسه حاليا اللواء علي مملوك ويتبع له فروع عدة أهمها، الفرع الداخلي ومعروف للعامة باسم «جهاز أمن الدولة»، ويقوده العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد.ويعتبر الأمن السياسي الجهاز الثالث من بين الأجهزة الأمنية، ويتبع نظريا لوزارة الداخلية ويرأسه حاليا اللواء محمد ديب زيتوني، فيما تشكل مخابرات القوى الجوية الجهاز الرابع، ويرأسها حاليا اللواء جميل الحسن. ويتبع هذا الجهاز للقوات الجوية وله سجون داخل قواعد جوية. وبحسب معارضين، ساهم هذا الجهاز في تصفيات عدد من الناشطين المعارضين خلال الأحداث الأخيرة، من أبرزهم الناشط غياث مطر الذي قتل في مدينة داريا بريف دمشق.
احتفاظ الأسدباأمن والجيش الى جانب حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات يعني استمرار الحرب الأهلية , لأنه لايمكن لهذه الحكومة أن تعمل ويجب عليها أن تعمل وأن تعيد هيكلة الأمن والجيش , وكيف ذلك وليس للحكومة سلطة على الأمن ولا على الجيش !.
الأسد لايريد حل المشكلة , وانما يريد البقاء ويريد استمرار الهيمنة , وحقيقة ليس هيمنته وانما هيمنة الطائفة العلوية , التي تسيطر على الأمن وعلى الجيش , ولا يمكن الحفاظ على هيمنة الأمن والجيش أي هيمنة الطائفة العلوية في دولة ديموقراطية مدنية علمانية , اذ لاتوجد دولة ديموقراطية في العالم يسيطر عليها الأمن ويسيطر عليها الجيش , ولا توجد دولة ديموقراطية في العالم تسيطر عليها طائفة من الأقليات كما هو حال الوضع السوري , ومهما شدد الأسد على موضوع الارادة الشعبية وموضوع الديموقراطية الرائعة التي سيتم بنائها تحت مظلته وباشرافه ( لقد اكتسب الأسد مؤخرا اسما غريبا وهو”الرئيس المختلف” , أي الذي يختلف عن الأسد المعروف , وهذا الاسم يذكر باسم خاص لصدام وهو “الرئيس الضرورة” , أي أنه ضروري للعراق ..اسماء غريبة عجيبة كحامليها لاحاجة للتذكير بألقاب القذافي وألقاب حاظ الأسد و ثم ألقاب البشير وعبد الناصر مع العلم على أن القاب ناصر والبشير لم تكن بغرابة ألقاب بشار وصدام )
.مايسميه الأسد “صمود” هو بالواقع صمود نسبي أمام تيار التجديد والديموقراطية والحرية, وهذا الصمود الأسدي -العلوي سيقود الى سقوط الطائفة العلوية التي تشكل حوالي ١٢٪ من عدد السكان في متهات ومطبات لاحصر لها , وما حدث لحد الآن من تمظهرات للكره والرفض كاف وواف , وكان عليه أن يوقظ الطائفة العلوية من ضلال تبعية الأسد , ان ميجري هو عبارة عن انتحار جماعي من أجل عيون الأسد , وهل تستحق الطائفة ذلك ؟…..