الوطن وجريدة الوطن

بقلم: صفوان ابراهيم

بشرى للشعب السوري ,جريدة الوطن زفت الخبر التالي :الرئيس مع  الارادة الشعبية , وهذا الخبر يوحي بأن الرئيس لم يكن مع الارادة الشعبية , والرئيس هو كما قال منحبكجي  في موقع الطائفة العلوية فينكس  , هو الرئيس “المختلف” وليس كما يقول  بعض الوهابيون الرئيس  “المتخلف” , ففي عام  ٢٠١٣ ستكون هناك سوريا الجديدة المتحدة بديموقراطية جديد تحت قيادة الرئيس المختلف , وليس الرئيس الجديد  كما هو حال سوريا وديموقراطيتها  , الرئيس “المختلف ” يعني  الرئيس  الذي  يختلف  عن الرئيس الحالي   ,الا أنه   يبقى  في قامة وقوام الرئيس الحالي  ويبقى اسمه بشار  الا أنه”مختلف ” عن الرئيس بشار ..بماذا؟؟ ,والجواب بديموقراطيته  الغير مسبوقة  وتجديده لسوريا ,  أي بكلمة أخرى  الأسد الى الأبد , افرح ايها الشعب وابتهج  فالرئيس باق انما بشكل مختلف أو متخلف !  !!.

سبب ابتهاج جريدة الوطن  كانت مقابلة السيد الرئيس مع غسان بن جدو , حيث اتبت السيد الرئيس, كما تقول الجريدة الغراء , على أنه واقعي وواضح من الدرجة الأولى

الرئيس مع الإرادة الشعبية, حيث قال السيد الرئيس في  بداية المقابلة  على أن  القرار الشعبي  سيحسم مسألة  ترشيحه  وليس الرغبة الشخصية , انه شعبي وابن الشعب وزاهد  كما قال المرحوم البوطي يوما ما   ,  وبعد تعليقه الترشيح بالارادة الشعبية بحوالي نصف ساعة , قال انه سيترشح  , أي أنه  عرف مايريده الشعب خلال نصف ساعة ,  وجزء من الارادة الشعبية  كان أهل المزة ٨٦  وحي الورور , حيث لعلعت العيارات النارية ابتهاجا بنية الرئيس أن يرشح نفسه, وسرعة تعرفه على الارادة الشعبية توحي  بتملكة لبعض الخصائص الخارقة والغير بشرية ..هل من الممكن أن يكون للمهدي علاقة  بذلك؟ ,ومن المعروف عن المهدي  على أنه يتكلم ليلا مع أحبائه , ومنهم كان أحمدي نجاد , واليوم بعدأن بذل بشار أعظم الجهود   من أجل تحرير   أتباع المهدي من الحجيج الايراني والحجيج اللبناني  , فمن الممكن أن يكون المهدي قد ضمه الى أحبابه  وأصحابه .

في هذا اللقاء مع بن جدوشدد الرئيس على موضوع الارادة الشعبية , وقرار الارادة الشعبية هو  الذي سيحدد  المسائل الجوهرية  التي تشغل  ذهن المواطن , وهذه  المسائل هي :  العلاقة مع الجامعة العربية , حيث قال الرئيس   بخصوص  امكانية العودة  اليها  :لانعمل بشكل انفعالي  , ولا بد أن يكون هناك قرارا  شعبيا ,فالرئيس المختلف   لايخطو خطوة الا وفق الارادة الشعبيةو هكذا عودنا  وهكذا سيبقى بعونه تعالى

لم يفهم الرئيس المختلف  موضوع الجامعة العربية اطلاقا , لقد تم طرد سفيره السباب يوسف الأحمد(صهر الدكتور جميل الأسد), وتعليق  العضوية السورية  بأصوات أكثرية أعضاء الجامعة , لذافان  عودة  الرئيس الى الجامعة مرهون بقبول الجامعة ذلك , وعودة يوسف الأحمد ممنوعة الى الأبد , السلطة السورية وممثلها يوسف الأحمد هم من المطاريد الغير مرغوب بوجودهم ,وقد كان على الرئيس  أن يكون في هذا السياق أكثر تواضعا  واكثر احتراما للواقع والحقيقة , وهل يمكن للمخلوق الأسدي أن يكون واقعيا عندما تسيطر عليه الحالات الحلمية .

تعرج السيد الرئيس على موضوع بعض الدول كقطر والسعودية  , متهما هذه الدول باراقة الدم السوري , قائلا ان موضوع هذه الدول ليس بتلك السهولة , فالرئيس لايستطيع ممارسة العفو عن هذه الدول الا في اطار  القبول الشعبي  لهذا العفو , ولا مكان  للرغبات الرسمية في هذا المجال , الشعب يجب أن يقول كلمته . 

كلام السيد بشار الأسد مثير للكثير من التعجب , حيث  ليس من المعروف عن الأسود خضوعهم لارادة الشعب ,  وهل يمكن للرئيس  أن يؤكد لنا على أن نتائج الاستفاء بخصوص الوالد وخصوصه أيضا   كانت كما اعلن  ١٠٠٪ للوالد و ٩٨٪ للصبي , هل تعبر هذه النتائج عن ارادة شعبية  أو عن  عملية تزوير من المستوى المنحط , وهل قال الشعب لبشار الأسد بأنه عليه قتل ١٥٠٠٠٠ سوري وتشريد ٨ مليون سوري , والقاء القنابل على الأحياء السكنية  وتسميم البش بالسارين ؟؟يبدو وللأسف الشديد على أن موضوع الارادة الشعبية هو نوع من هذيان وهراء مصاب بالانفصام  وخاضع لأرادة حالة حلمية  .

العلاقة مع حماس كانت موضوع الارادة الشعبية أيضا ,  ولا يعرف الرئيس اطلاقا اذا كان الشعب السوري   يقبل احتضان حماس مرة أخرى , ولا فائدة من احتضان السلطة لحماس اذا  رفض الشعب ذلك  ,هل سأل الأسد الشعب عندما احتضن حماس  ؟ وكيف سأل  الأسد الشعب ؟ هل  سأل الشعب على الطريقة السويسرية أو الطريق الفرنسية ؟؟؟وأنا المواطن  البليد لم يسألن الأسد عن  موضوع احتضان حماس  , ولم يسألن عن موضوع حزب الله  ولا عن شرائه للكيماوي ولا عن  سجونه  المليئة بالمعتقلات والمعتقلين , وهل سألني سيادته عن موضوع سجناء الرأي  ؟ أو عن موضوع  الفساد  أو غير ذلك , لا أتذكر شيئا من هذا القبيل  , سبب عدم التذكر اما فقداني للذاكرة أو فقدان الأسد للعقل  , والأرجح فقدانه الكامل للعقل .

تعرض للجولان المحتل قائلا  : «حين يقرر الشعب إنتاج مقاومة شعبية لتحرير الجولان المحتل، فإن الدولة لن تمنعها.. المقاومات في أي مكان من العالم لا تعلن ولا تقرر.. هي ليست قراراً حكومياً.. وليست إنتاج دولة.. هي إنتاج شعبي».

نعم المقاومة  تعلن  وتقرر  , وهي قرار حكومي أو شعبي  , وسلطة الأسد لاتزال منذ أربعة عقود  وهي تصف نفسها بأنها سلطة المقاومة والممانعة , لم تقاوم ولم تمانع وانما تكذب بدون حياء  أو خجل , الاسد يريد رمي الكرة في مرمى الشعب , وهل استطاع انسان  سوري  التعرض لاسرائيل   عبر الجولان ؟, الا يعرف القائد العام للجيش والقوات المسلحة على انه ممنوع  على السوري  اجتياز الخط السوري أولا وبما أن الشعب السوري لم يتعرض لاسرائيل عبر الحدود  السورية  , فهل يعني ذلك على أن الشعب موافق على احتلال الجولان , وهل وظيفة الجيش  تقتيل السوريين  أوالدفاع عن الحدود , وفي التقتيل كانت كتائب الاسد باسلة  , وكيف كان حالها في الدفاع عن الحدود  ؟قال الأسد متابعا :

“إذاً، الإرادة الشعبية التي لفظت الفكر التكفيري المتطرف وتحارب عنفه وجماعاته الإرهابية وحافظت على وحدة البلاد وحمتها من مشروع الشرق الأوسط الكبير، وحدها من سيقرر مصير سورية ومن سيحكمها،”

صحيح ان الارادة الشعبية لاتلريد   الفكر التكفيري , لذا ثارت  على   الأسدية  , لأن الأسدية العلوية  هي تكفيرية بامتياز , تحارب الوهابية  وتنتصر للخمينية , والارادة الشعبية لاتريد وهابية ولا تريد خمينية , ولا تريد  سلطة طائفية مستبدة , العجيب في هذا الرئيس   هو انفصامه   الكامل عن الواقع ,  فأين هي وحدة البلاد الآن ؟؟, الا يدرك السيد بشار الأسد على أن البلاد منقسمة الآن  ولا يعرف الرئيس شيئا عن حلب الشرقية والغربية وعن بستان القصر  وعن الرقة ودير الزور  وحماه وغيرهم من المدن السورية ,  الأسد في واد  والوحدة السورية في واد آخر , انه الفصام في أوضح صورهجريدة الوطن ختمت  مقالها عن  مقابلة الأسد بالأسطر التالية :

“وعلى هذا الأساس وحين تضع الحرب أوزارها، سيقدّم السوريون نموذجهم الرائع عن الديمقراطية الحقيقية، وسيكون ذلك النموذج مثالاً يحتذى به ويُحترم في العالم أجمع. وقتها فقط ستستيقظ الأدوات الأميركية من سباتها الطويل لتكتشف أن أحاديث الوزير جون كيري المتكررة عن «التنحي والشرعية وإسقاط النظام» لم تكن إلا كلاماً فارغاً لا معنى له ولا وزن ولا طعم ولا لون ولا رائحة!!”

أي أن انهاء الحرب كاف  لتأسيس نموزجا رائعا من الديموقراطية , التي ستكون قدوة !!, غريب  أمر هذه الجريدة , أليس انعدام الديموقراطية هو أحد الأسباب الرئيسية للثورة , ولو  أسس الأسد للديموقراطية  لما كانت هناك  حرب أهلية  ولما كان هناك الأسد الى  الأبد 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *