أبو حافظ الكيماوي

بقلم :جورج بنا

لانعرف بالتأكيد من  هو الجزارالمسؤول عن  مجزرة الغوطة الشرقية , نظريا   يمكن اتهام المعارضة المسلحة  بالفعلة الشنيعة , يمكن أيضا اتهام   الجزار بشار  بهذه الفعلة ,  الا ان هناك  بعض الدلائل التي ترجح  مسؤولية الجزار بشار  عن المجزرة , التي راح ضحيتها  لحد الآن  حسب التقارير  المتوفرة ١٦٠٠ مواطن سوري  , ولحد الآن لسنا في نهاية المطاف,فهذا الرقم يمكن يزداد أو حتى ينقص , وبما يخص الاجرام لافرق ان ازداد الرقم أو نقص , الجريمة تبقى جريمة , وهذه الجريمة ليست الأولى  وسوف لن تكون الأخيرة ي ظل ادارة التوحش  , هكذا تعلمنا من المجازر الأخرى ..فالحبل على الجرار , وأبو حافظ عند كلامه ..الأسد أو نحرق البلد !

هناك دلائل ترجح  مسؤولية أبو حافظ , وأول هذه الدلائل  هي صمت  الاعلام المؤيد  , ولنأخذ كمثال نزار نيوف  وموقع الحقيقة  , ومن المعروف عن نيوف علاقاته  الوطيدة مع المخابرات أو بالأحرى  هو محابراتي حيث ينشر نيوف  تفاصيل لبعض الأحداث  لانجدها في موقع آخر, ومعرفة هذه التفاصيل محصورة بالمخابرات وأجهزة الأمن التي  تعطي نيوف يوميا مايلزمه  من معلومات حول مختلف الأمور السورية.

 نيوف والحقيقة صامتون صمت الأموات   حتى بعد ٣٦ ساعة من  المجزرة , بينما لم يصمت نيوف في نفس الوقت عن موضوع العميد سهيل حسن ,الذي يصفه نيوف  “بالدموي” , والذي انذر المعارضة المسلحة , التي  تحتل مدينة سلمى , اما الخروج من المدينة , أو أن المدينة  ستهدم على رؤوس من  بها من سكان ومحاربين وأبقار وغير ذلك ,وبهذه المناسبة لم يكن نيوف سعيد مع الأسد , لأان الأسد  لم يكن سعيدا مع العميد المتوحش سهيل حسن, ويقال على أن  الأسد منع العميد المتوحش من الاطباق على مدينة سلمى  وتدميرها بالكامل , وهذا ماعكر مزاج نيوف,وأظن على أنه  سيكون لمجزرة الغوطة  تأثيرا جميلا على معنويات السيد نيوف , التي  انتابها بعض الوهن بعد معارك الساحل

كل المجازر  السابقة أوالغالبية العظمى من هذه المجازر ارتكبتها السلطة العائلية ,  وتوقيت بعض هذه المجازر كان  قبل  مواعيد  نشاطات سياسية , مثل انعقاد جلسة لمجلس الأمن أو مجلس حقوق الانسان أو غير ذلك , وبسبب هذا التوقيت  ادعت السلطة على أن المعارضة  هي التي قامت بالمجزرة  , وتريد  الصاق ذلك بالسلطة البريئة كمحاولة   لادانة السلطة من قبل المؤسسات الدولية   أو على الأقل  تشويه سمعة السلطة , وعلى الأرجح  ستقوم السلطة باتهام المعارضة بهذه الفعلة  , ذلك بسبب زيارة لجنة التحقيق الدولية الى سوريا  قبل أحداث الغوطة الشرقية بيومين ,  هذه حيلة معروفة ومكشوفة  ولا ينخدع بها أحد الآن .

الصور تظهر مئات من الموتى وبينهم الكثير من الأطفال  , واللافت للنظر هنا ندرة  وجود جروح  أو آثار رضوض  أوتأثير متفجرات  أو اصابة بطلقات نارية ,وهذا الأمر لايحدث الا  اذا كان سبب الوفاة نوعا من التسمم , والتسمم عادة كيماوي ,ولا أعرف السبب الذي  يسبب العجب من تسميم الناس في سوريا الأسد ,فتسميم الناس واغتيالهم  وموتهم تحت التعذيب… أمور مألوفة جدا  عند الأسود, وهل يبرهن تاريخ الأسود  عكس ذلك؟ .. انه تاريخ دموي وأسود.

انعقد مجلس الأمن  وقرر  القيام بالتحقيق  بخصوص مجزرة الغوطة  , ويقال ان النظام منع  المحقيقين الدوليين  من دخول الغوطة  ,ولا نعرف ماذا سيحدث اليوم أو غدا , على كل حال اعترف  وزير خارجية ايران  بالهجوم “الكيماوي” ال انه عرف فورا على أن المعارضة هي التي أطلقت الصواريخ , ووزير خارجيتنا قال  , على أنه متفق مع روسيا على اعتبار المعارضة مسؤولة عن  استعمال الكيماوي , استعمال الكيماوي حقيقة , والموت  من الكيماوي أيضا حقيقة  ,  بقي التأكد من الفاعل , يبدو وكأن الخناق حول رقبة بشار أصبح  ضيقا جدا …فالرجل يكاد أن يختنق , واذا لم يختنق الآن فسيختنق  غدا  أو بعد غد , ومن صبر لعشرات السنين  , يستطيع الصبر لشهور !