البعثية -الأسدية …عقم كامل !
لا شيء أخطر على الدولة من طاغية:
صدق أدونيس عندما قال على أن البعث لم ينجب مثقفا واحدا , واذا كان البعث عقيما بهذا الشكل , فكيف الحال مع الأسدية , التي تمثل حضيض البعث, بين البعث المتواضع جدا ثقافيا وبين الأسدية هناك فروق ضخمة ,واذا انتج البعث في سنينه الأولى بعض الفكر ,ومعظمه منقول عن الفكر القومي الأوروبي ,فالأسدية المثمثلة بالأسود لاتقوى حتى على ممارسة النقل , والأسود لايفهمون حقيقة ماقاله صلاح البيطار أو ميشيل عفلق أو حتى الأرسوزي , الأسود منشغلون بالبلطجة والسرقة وممارسةالفساد , وآخر الأسود لايقوى حتى على قراءة خطاب كتبته له بثينة شعبان أو غيرها من نساء القصر , تقع الكارثة عندما يحاول هذا الأسد تفسير أو شرح بعض العبارات , التي كتبتها له بثينة , فالعبارة البسيطة تصبح بعد شرحها من قبل السيد الرئيس معضلة , لأنه شخصيا لم يفهمها , وحتى السيدة بثينة لاتقوى الا على ممارسة اللغة الخشبية الاسطوانية , التي تكتبها السلطة منذ عشرات السنين , انها لغة سانا ولغة وزارة الاعلام ولغة السوفييت .
من يتكلم باسم السلطة؟.بشار الأسد يقرأ مايكتب له , واذا اضطر الى أن يقول تلقائيا شيئا ما , يصاب قبل البدء بنوبة من القهقهة , وبعد النهاية تأتيه القهقهة مرة أخرى , وأثناء الحديث التلقائي بين قهقهة وأخرى يستعمل الرئيس يداه وأصابعه وقهقهات خفيفة للمساعدة في التعبير , هناك عدم توافق حركة الأيدي تعبيريا مع مايقوله ,السامع والمشاهد يصاب بدهشة كبيرة عن رؤية الرئيس وسماعه , فالسياسي ذو الخبرة لايستخدم يديه في الحديث , والسياسي المهذب لايقهقه أثناء الحديث ,والرئيس حقيقة أفضل من غيره في السلطة ..مثلا هل يمت وزير الخارجية الى سلك الساسة أو سلك االبقر ؟ وأيضا المقداد , الذي يتلذذ عندما يطرد من اجتماع دولي , طرده يعني على أنه يقاوم الاستعمار , طرده يعادل شهادة حسن سلوك , شريف شحادة يتكلم باسم السلطة ويعطي الضمانات لكل هارب سوري عليه بالقدوم الى الوطن والاقامة في السجن ..طبل فارغ , أما الجهبوذ الآخر فهو خالد العبود , صاحب نظرية المربعات …واسم خالد العبود الحقيقي هو السيد مهزلة , أما طالب ابراهيم فهو القمة في الشرشحة , واسمحوا لي أن أضع نارام سرجون خلف شريف شحادة وطالب ابراهيم وكل المجانين وذلك على الرغم من تفوق نارام سرجون عليهم جميعا لغويا ,انه شاعر البلاط …قدح ومدح ولا شيئ آخر , كما ان قيمته التهريجية مقارنة بطالب ابراهيم وخالد العبود وشريف شحادة والرئيس قليلة جدا ,شريف شحادة يتصدرهم تهريجيا .
من يتصدر الجوقة قذارة وانحطاطا ؟بلا منازع هو نارام سرجون وطائفيته , وحقيقة ان بشار الأسد أفضلهم بالرغم من غبائه , ولكونه أفضل من طالب ابراهيم فله الأفضلية في قيادة الطائفة وبالتالي رئاسة الدولة السورية والى الأبد!
لو كلفنا مفكرا كعزمي بشارة أوصادق جلال العظم أو ادونيس, وفي سوريا يوجد الكثير من المفكرين في الداخل والخارج ..هناك المئات من اساتذة الجامعات المرموقة جدا مثل برهان غليون وغيره , خاصة في العالم الغربي , بمهمة الدفاع عن الأسد وجوقته فكريا واعلاميا ,لرفضوا جميعا هذه المهمة المستحيلة , ليس كرها بالأسد ,وانما لعدم امكانية الدفاع , الدفاع ليس ثرثرة نارام سرجون ,وليس شتائم شريف شحادة , ثم ليس جنون خالد العبود وطالب ابراهيم ,الدفاع يتطلب حالة غير ميئوس منها , يتطلب مادة يمكن نقاشها , وما هي مواد الأسد ؟؟؟ كيف يمكن الدفاع عن الفساد , والأسد فساد من رأسه الى أخمص قدمه , هل يمكن بشكل ما الدفاع عن الاستبداد أو الطائفية , وكيف يمكن القول على أنه لاتوجد طائفية في الجيش عندما ينتمي ٩٥٪ من ضباط الجيش الى الطائفة العلوية , وكيف يمكن تبني استفتاء حصل الأسد الوالد به على ١٠٠٪ من الأصوات ونجله الكريم والوريث ٩٩٪ من الأصوات …حدث أوروبيا وقل له على أن تأييد الشعب لرئيس ما هو ١٠٠٪ , لا أحد يسمع ذلك الا وينصح القائل فورا بالذهاب الى مشفى للأمراض العقلية . عدم امكانية الدفاع فكريا عن الأسد والسلطة , أرغم الاسد على استخدام العنف والمخابرات والقمع , ومن لايعجبه الوضع فيهان ويسجن أو يقتل أو يعتقل لعشرات السنين, أو يهرب من سوريا الأسد, فقتل الانسان في سوريا بلاش ..رصاصة في الرأس وبعدها لاسؤال ولا جواب .مئات الألوف من أفراد أجهزة الأمن , والرئيس يتحدث في كل مناسبة عن الأمن والأمان السوري , وهل استطاع الأمن السوري بما فيه القضاء انصاف أهل طفل واحد من بين مئات الآلاف من الأطفال الذين قتلوا برصاص الغدر خلال السنين الماضية, وفي أي دولة في هذا العالم يتم قتل مئات الألوف من البشر دون تحرك قضائي ,ودون أي محاولة لكف القاتل ومقاضاته ..ا
في النهاية أحب أن أذكر القارئ الكريم على أنه كانت هناك على الأرض السورية دولة كانت في الخمسينات من أرقى دول العالم الثالث , وعلى ألأرض السورية كانت هناك حضارات واختراعات وابتكارات من الأبجدية الى الأرقام ..الخ ,منذ نصف قرن وسوريا تندثر ولم يبق منها الكثير , كل هذا لأن الشعب قال انه لايريد الأسد , والأسد قال ..الأسد أن نحرق البلد , الأسد باق حتى الآن والبلد احترقت , وأحد مشاكل الشعب السوري هي انه لايصدق الأسد , وقد كان عليه أن يصدق الأسد هذه المرة .