البيضة , مجزرة أخرى وليست الأخيرة

الأخبار تقول على أن ريف مدينة بانياس شهد ويشهد مجازر مروعة  , حيث سقط حوالي   ٣٠٠ سوري  قتيلا, ذبحا بالسكين  ونحرا بحراب البنادق  , وقد ابدى أزلام النظام ارتياحهم  لهذه النتيجة ..احدهم قال   على أن  ذلك  سيربي  أهل البيضة  , ويا لها من تربية !

بعد أن  حقق الأسد انتصاراته على البيضة أتت اسرائيل بطائراتها  مدمرة  عدة مواقع في محيط قصر الرئيس  , وقد كان بامكتنها دون أي شك  أن تحول القصر  وساكنيه الى   أنقاض  , لم تفعل  ولا نعرف السبب الحقيقي  لهذا الاحجام .

في البيضة  كان سيد الوطن أسدا  , ومع اسرائيل  تحول  أسد  البيضة الى نعجة  , وقد يكون  ذلك هو السبب في  احجام اسرائيل  عن فعلة تدميرية ضد القصور الجمهورية وساكنيها  ..لالزوم لقصف الرئيس  بالصواريخ   وهو الرئيس  المطمئن لاسرائيل ,هو الرئيس  الذي  أفقر سوريا , وعزلها  وأوقعها في مطب الحرب الأهلية , وهوالرئيس الذي يريد تقسيمها ويشرذمها  , هو الرئيس الذي أخرها  …اسرائيل مطمئنة جدا  لأن  أمرها مع سوريا لايتعلق بالقرار , وانما  بالمقدرة , التي هي مقدرة النعاج وليست مقدرة الأسود, النعجة لاتخرمش ولا تكدش , أما أهل البيضة   فهم من العصابات المسلحة  التي تستوجب وجود أسد مفترس  , افترس ٣٠٠سوريا ولا يزال يفترس  , سيد الوطن  . حامي الوطن قاتل عشرات الألوف من “الفائض” الشعبي البشري السوري     , وما هني قيمة انسان سوري  لايريد الأسد الى الأبد ؟؟

انطلاقا من  الوضع العسكري  الضعيف  الذي تتميز به “مزرعة الأسد”  فانه من الحكمة هدر كرامة الوطن انقاذا لأرضه ,  ونزال اسرائيل  عسكريا  سوف لن ينتج الا بخسارة الأرض  والكرامةمعا   , لذا فان التحول الى نعجة وعدم  الرد على اسرائيل  هو أمر مهم ويفرضه واقع  الكيان السوري المهلهل   , لقد أنعم الوالد حافظ على اسرائيل بالجولان , ولم يبق الا بعض عشرات الكيلومترات  وتصل اسرائيل   الى دمشق , ولطالما بقي الأسد  حاكما  فستصل اسرائيل الى دمشق عاجلا أم آجلا  , بالفقر  والفساد  والديكتاتورية  وانعدام العدالة الاجتماعية   وتحويل الشعب الى  خونة لايتم تأهيلهم الا بولائهم  للأسد ومخابراته وأمنه لايمكن  رد أي اعتداء ولا يمكن الدفاع عن الوطن  , ولو كان الأسد مهتما بالمقدرة على ردع  الاعتداء ,   لما حول الوطن الى مزرعة خاصة , ولما حول المجتمع السوري الى قبائل وعشائر وطوائف, ولما  حول المواطن الى مستوطن ..الى انسان يشعر بالغربة حتى في مسقط رأسه  ,السوري غريب في هذه البلاد ..غريب في بلاده  ومحتقر في بلاده ..مراقب في بلاده  , وممنوع عليه الكلام  , ممنوع عليه السياسة  وابداء الرأي  , حيث قد يصبح سحين رأي , وهل يوجد على هذه المعمورة  مفلردة  مشابهة ..سجين رأي ..مفردة مقززة للنفس  وعلى درجةلاتوصف  من السفافة والصفاقة  والوقاحة الغير مسبوقة  والتي لانظير لها .

يقال على ان الأسد حذر في رسالة لاسرائيل عبر أمريكا  من تكرر الاعتداء  على سوريا  , وقد غير التغمة الخشبية في تحذيره  , اذ أنه لم يقل على أن الجواب سيأتي  في الزمن والمكان المناسب , حيث أن الشعب السوري زهق  من سماع هذا  الدق على الخشب , النغمة الآن  هي أنه سيرد مباشرة بعد  أي اعتداء  آخر , أي أنه سيحارب اسرائيل بمجرد  قيامها  بأي خرق  لاتفاقيات الهدنة ., والسلؤال المرير,  بماذا سيحارب الأسد اسرائيل ؟ وهل يعتقد الأسد على أن باستطاعته الانتصار على اسرائيل عسكريا ؟ واذا ظن ذلك  , فهو  متأخر عقليا , واذا عرف على أنه سوف لن ينتصر  , وقام بالمغامرة بالرغم من ذلك , واحتلت اسرائيل  ماتريد احتلاله من الأرض السورية , فهو مجرم حرب , ومجرم الحرب هو الشخص الذي يعرض بلاده  الى الكوارث , والحرب مع اسرائيل كارثة .

لا أظن على أن السيد بشار الأسد  يدرك الفرق بين جولة البيضة وبابا عمرو وبين جولة مع اسرائيل , والرئيس الذي يدمر البلاد  ليس هو الرئيس الذي  يعمرها , والرئيس الذي حول الجيش الى فرقا مافيوزية  لاوظيفة لها الا حماية شخصه , ليس هو الرئيس  الذي يستطيع الدفاع عن كرامة الوطن وأرضه ,ولما  اضطرب  ادراك الرئيس  للعديد من الأمور  , فانه من المتوقع  أن  يقوم بفعلة الخطأ , ومن المتوقع أن يوقع الرئيس البلاد في ورطة   أعظم  , لربما  لأن حسابات آل الأسد  هي حسابات أخرى   , فوالده ترقى بعد خسارة الجولان من وزير دفاع الى رئيس   مطلق الصلاحية للجمهورية, وفرخ البط بشار  قد يترقى بعد خسارة جولان أخرى  الى  مرتبة  أعلى ..قد يصبح  الله  عز وجل ..الآتي أعظم !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *