الفنان الذي اندثر تشبيحا

 رأينا  غسان مسعود وهو يبكي  , وقد أصابتني الحيرة حول  نقطتين , أولا طريقة بكاء الممثل المقتدر  , ثانيا  لماذا هذا البكاء وعلى من تبكي ياغسان مسعود , ولا أود أن أتطرق الى النقطة الأولى  , فغسان مسعود هو ممثل  أولا  , أما النقطة الثانية  فهي جديرة بالتعليق .

الشاعرة رشا عمران علقت على بكاء غسان مسعود بكلمات معبرة , اذ قالت :

“وأنا ارى الفيديو المحمل اليوم لغسان مسعود وهو يبكي لذكر سوريا شعرت بالأسف حقا على دور كان يمكن لغسان مسعود ولغيره من نخب (العلويين ) ان يلعبوه في خلاص سوريا وحريتها وإعادة بناء مجتمعها الوطني ، كان يكفي منهم زيارة السوريين المنكوبين في درعا وريف دمشق لرؤية الحقيقة ، كان يكفي منهم الالتفات قليلا إلى الحدس الانساني وإلى منطق التاريخ القائل أن الشعوب هي الأبقى والطغاة إلى زوال ، كان يكفي منهم الانحياز إلى الهوية الكبرى لا الضيقة والصغرى المبنية بجزء منها على وهم الخوف ووهم المصلحة ، كان يكفي منهم ارتباطهم بشعبهم لا بمافيات النظام ، لو فعلوا ذلك كان ثمة ما تغير ، أثق بهذا الآن ،ولكنهم للأسف لم يفعلوا ، وهاهم اليوم يبكون بلدا كانوا جزءا من خرابه ويبكون مستقبل أبنائهم في وطنهم سوريا ، نعم ، أنا أيضا اسأل غسان مسعود ومن مثله أين سيذهبون بأولادهم ؟

وان كان يمكنهم هم وأولادهم اختيار البلد الذي يريدون فسيتحملون ذنب عزلة أبناء (طائفتهم ) وغربتهم عن مجتمعهم السوري لانهم كانوا جزءا من عملية التضليل الاعلامي الكبيرة التي مورست على هذه الفئة من السوريين ، لن تطهرك دموعك حتى ولو كانت صادقة ، دموع ملايين الامهات السوريين ستظل تحرقك طوال حياتك”

وهل يمكن اضافة شيئ على كلمات الشاعرة رشا عمران ؟

نعم يمكن اضافة بعض الكلمات  , فالممثل   الذي بامكانه تمثيل   غيره  , يتمثل كفنان عادة بالكثير  من الحساسية  ,  وتمكن هذا الممثل من  تمثيل  أحد الخلفاء وغيرهم  يدل على أنه يستطيع بحساسيته   أن يتقمص شخصية الخليفة مثلا ,  وغسان مسعود الذي  يرى  القاتل يقتل  , والظالم يظلم  , والمخرب يخرب  , والمجرم يجرم  والسارق يسرق  والمستبد يستبد ..الخ ,لم  يشعر الا بالحاجة الى مناصرة  ومساعدة وتأييد  القاتل والسارق والمجرم  , أي أنه لم يشعر بالقتيل  والمسروق  والضحية  , هذا يعني على  انه  من طبيعة  غسان مسعود القتل والسرقة والاستبداد , ودموعه التي يذرفها على الوطن القتيل والمسروق والمستعبد هي بمثابة دموع تماسيح ..انها تمثيلية !  ,  فمن يساعد المجرم  أجرم  , ومن يساعد السارق سرق , ومن يدعم المستبد  استبد ,دموع غسان مسعود كاذبة , وحزنه على الوطن رياء  , انه في معية القاتل  والسارق والمخرب مناصرا  ومؤيدا وداعما , فكيف أفهم  أي معنى انساني لبكائه ونحيبه ؟ وهل  يريد غسان مسعود ببكائه أن  يمثل علينا دورا انسانيا ,  وهو في الواقع  يتدنى  حيوانيا ؟ نفهم كل  ذلك كتمثيلية قذرة ياغسان مسعود , انها  الحيوانية  !

 أرفض القول على أن غسان مسعود رعاعي , الا انه من الضروري   تفسير دموعه التمساحية ,  يبكي الأسد  مثلا ! وعلاما يبكي غسان مسعود الأسد  وقد قتل  هذا الأسد من الأطفال 15000 طفل من بين  70000قتيل  , وهل الأطفال اعضاء في جبهة النصرة ؟  ثم يقول غسان مسعود  عن  هؤلاء الأطفال وغيرهم  على أنهم “حطب”  وماذا يقصد بالحطب  الا  كون” الحطب  ” للحرق , حيث لا استعمال آخر “للحطب”  ,أي أن  غسان مسعود  يروج لحرق “الحطب ”  أي لحرق الأطقال   ومعهم 55000 سوري  آخر  ماعدا الجنود  وغيرهم , أما الطامة الأكبر فهي دفاع غسان مسعود عن عمليات  قصف المدن والأحياء بالقنابل والصواريخ , ويتعجب هذا المسعور من “شيطنة ” البعض للجيش  العربي السوري  , أليس القتل عمل شيطاني ؟  وغسان مسعود يدعي  ان له  “كرامة ”  ويحذر من اهانة كرامته  , فمن يهين الجيش يهينه  ويهين اباه وأمه ,  أطمئن غسان مسعود على أنه لايمكن اهانة كرامته  , لأنه خالي الكرامة ..أما عن اباه وأمه  , فانه  من قلة تهذيب  غسان مسعود حشر أهله بموضوعه  الشخصي  , ولا نعرف ما قاله أباه أو ماقالته أمه  بهذا الخصوص  , الا أنه من المعروف  على أنه بامكان البشر انجاب حيوانات  , ولربما  يكون غسان مسعود  مثلا توضيحيا  لهذا التكاثر  البغيض .

عودة الى بكاء غسان مسعود ,  من يبكي الأسد  لايبكي على ضحاياه , ومن يبكي شعبا وبلدا , لايبكي من حرق هذا البلد  وشعبه , انه يبكي عصابة, وأمام سؤال طرحه  المسرحي العراقي جواد الأسدي , الذي عمل معةغسان مسعود  في مسرحية تشيخوف(تقاسيم على العنبر) ولعب دور  ايفان , سأله أين ستحمل  ابنائك وزوجتك ياغسان في هذه اللحظة الجحيمية  من تاريخ سوريا ؟ لقد كان السؤال صاعقا لغسان مسعود , الذي لم يتمالك نفسه معلنا  عدم  رغبته في الحديث عن سوريا ,  والمنتحب على سوريا لايريد الكلام عن سوريا , لأان تحطيم سوريا قد لايهمه , أو لأنه يرى  تبريرا مذهبيا أو شخصيا أو عائليا لتحطيم سوريا .. اما الأٍسد الى الأبد .. أو نحرق البلد من أجل الأسد  !,لقد  اندثر غسان مسعود  أخلاقيا  , وأصبح كأي مندثر  آخر…كأي شبيح

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *