رأينا غسان مسعود وهو يبكي , وقد أصابتني الحيرة حول نقطتين , أولا طريقة بكاء الممثل المقتدر , ثانيا لماذا هذا البكاء وعلى من تبكي ياغسان مسعود , ولا أود أن أتطرق الى النقطة الأولى , فغسان مسعود هو ممثل أولا , أما النقطة الثانية فهي جديرة بالتعليق .
“وأنا ارى الفيديو المحمل اليوم لغسان مسعود وهو يبكي لذكر سوريا شعرت بالأسف حقا على دور كان يمكن لغسان مسعود ولغيره من نخب (العلويين ) ان يلعبوه في خلاص سوريا وحريتها وإعادة بناء مجتمعها الوطني ، كان يكفي منهم زيارة السوريين المنكوبين في درعا وريف دمشق لرؤية الحقيقة ، كان يكفي منهم الالتفات قليلا إلى الحدس الانساني وإلى منطق التاريخ القائل أن الشعوب هي الأبقى والطغاة إلى زوال ، كان يكفي منهم الانحياز إلى الهوية الكبرى لا الضيقة والصغرى المبنية بجزء منها على وهم الخوف ووهم المصلحة ، كان يكفي منهم ارتباطهم بشعبهم لا بمافيات النظام ، لو فعلوا ذلك كان ثمة ما تغير ، أثق بهذا الآن ،ولكنهم للأسف لم يفعلوا ، وهاهم اليوم يبكون بلدا كانوا جزءا من خرابه ويبكون مستقبل أبنائهم في وطنهم سوريا ، نعم ، أنا أيضا اسأل غسان مسعود ومن مثله أين سيذهبون بأولادهم ؟
وان كان يمكنهم هم وأولادهم اختيار البلد الذي يريدون فسيتحملون ذنب عزلة أبناء (طائفتهم ) وغربتهم عن مجتمعهم السوري لانهم كانوا جزءا من عملية التضليل الاعلامي الكبيرة التي مورست على هذه الفئة من السوريين ، لن تطهرك دموعك حتى ولو كانت صادقة ، دموع ملايين الامهات السوريين ستظل تحرقك طوال حياتك”
وهل يمكن اضافة شيئ على كلمات الشاعرة رشا عمران ؟
نعم يمكن اضافة بعض الكلمات , فالممثل الذي بامكانه تمثيل غيره , يتمثل كفنان عادة بالكثير من الحساسية , وتمكن هذا الممثل من تمثيل أحد الخلفاء وغيرهم يدل على أنه يستطيع بحساسيته أن يتقمص شخصية الخليفة مثلا , وغسان مسعود الذي يرى القاتل يقتل , والظالم يظلم , والمخرب يخرب , والمجرم يجرم والسارق يسرق والمستبد يستبد ..الخ ,لم يشعر الا بالحاجة الى مناصرة ومساعدة وتأييد القاتل والسارق والمجرم , أي أنه لم يشعر بالقتيل والمسروق والضحية , هذا يعني على انه من طبيعة غسان مسعود القتل والسرقة والاستبداد , ودموعه التي يذرفها على الوطن القتيل والمسروق والمستعبد هي بمثابة دموع تماسيح ..انها تمثيلية ! , فمن يساعد المجرم أجرم , ومن يساعد السارق سرق , ومن يدعم المستبد استبد ,دموع غسان مسعود كاذبة , وحزنه على الوطن رياء , انه في معية القاتل والسارق والمخرب مناصرا ومؤيدا وداعما , فكيف أفهم أي معنى انساني لبكائه ونحيبه ؟ وهل يريد غسان مسعود ببكائه أن يمثل علينا دورا انسانيا , وهو في الواقع يتدنى حيوانيا ؟ نفهم كل ذلك كتمثيلية قذرة ياغسان مسعود , انها الحيوانية !
أرفض القول على أن غسان مسعود رعاعي , الا انه من الضروري تفسير دموعه التمساحية , يبكي الأسد مثلا ! وعلاما يبكي غسان مسعود الأسد وقد قتل هذا الأسد من الأطفال 15000 طفل من بين 70000قتيل , وهل الأطفال اعضاء في جبهة النصرة ؟ ثم يقول غسان مسعود عن هؤلاء الأطفال وغيرهم على أنهم “حطب” وماذا يقصد بالحطب الا كون” الحطب ” للحرق , حيث لا استعمال آخر “للحطب” ,أي أن غسان مسعود يروج لحرق “الحطب ” أي لحرق الأطقال ومعهم 55000 سوري آخر ماعدا الجنود وغيرهم , أما الطامة الأكبر فهي دفاع غسان مسعود عن عمليات قصف المدن والأحياء بالقنابل والصواريخ , ويتعجب هذا المسعور من “شيطنة ” البعض للجيش العربي السوري , أليس القتل عمل شيطاني ؟ وغسان مسعود يدعي ان له “كرامة ” ويحذر من اهانة كرامته , فمن يهين الجيش يهينه ويهين اباه وأمه , أطمئن غسان مسعود على أنه لايمكن اهانة كرامته , لأنه خالي الكرامة ..أما عن اباه وأمه , فانه من قلة تهذيب غسان مسعود حشر أهله بموضوعه الشخصي , ولا نعرف ما قاله أباه أو ماقالته أمه بهذا الخصوص , الا أنه من المعروف على أنه بامكان البشر انجاب حيوانات , ولربما يكون غسان مسعود مثلا توضيحيا لهذا التكاثر البغيض .
عودة الى بكاء غسان مسعود , من يبكي الأسد لايبكي على ضحاياه , ومن يبكي شعبا وبلدا , لايبكي من حرق هذا البلد وشعبه , انه يبكي عصابة, وأمام سؤال طرحه المسرحي العراقي جواد الأسدي , الذي عمل معةغسان مسعود في مسرحية تشيخوف(تقاسيم على العنبر) ولعب دور ايفان , سأله أين ستحمل ابنائك وزوجتك ياغسان في هذه اللحظة الجحيمية من تاريخ سوريا ؟ لقد كان السؤال صاعقا لغسان مسعود , الذي لم يتمالك نفسه معلنا عدم رغبته في الحديث عن سوريا , والمنتحب على سوريا لايريد الكلام عن سوريا , لأان تحطيم سوريا قد لايهمه , أو لأنه يرى تبريرا مذهبيا أو شخصيا أو عائليا لتحطيم سوريا .. اما الأٍسد الى الأبد .. أو نحرق البلد من أجل الأسد !,لقد اندثر غسان مسعود أخلاقيا , وأصبح كأي مندثر آخر…كأي شبيح