من يحرق سوريا , يحرق بيت الخطيب أيضا !

معاذ الخطيب  أطلق مبادرة شبه ارتجالية  , المبادرة تخص الحوار  وقبوله وشروطه , ومن شروط  الخطيب كان الافراج عن اكثر من مئة ألف من المعتقليلات والمعتقلين  , ثم تنظيم أمور جوازات سفر للمغتربين , وقد عدل الخطيب من الشرط الأول  حيث قال  يجب أولا اطلاق سراح المعتقلات من السجون السورية .

لم تشعر الحكومة السورية حتى بضرورة الرد على مبادرة الخطيب , وذلك انطلاقا من تراثها الذي لايتغير , والذي يتجلى بعدم ادراك غريزي  لمايسمى معارضة , ثم التحصن وراء ادراك غريزي آخر وهو مرتبة  وقيمة البندقية  في كل تداول , البندقيةوالرصاص هم اساس  ومنطلق كل موقف , ثم غريزية عدم ادراك أي  وجود للآخر  , ذلك لأن الفضاء السياسي مليئ بالأحد الواحد  الأسد والى الأبد وبصوره وشعاراته واعلان شبيحته  عزمهم على شرب الدم , ويشاركه في ملئ الفضاء  طبعا أفراد العائلة من الأب الى الأخ الى الابن , واعضاء الحلف او المحور المذهبي  من نصر الله الى  نجاد  وقريبا   سيجلس المالكي مع الثلاثة ليكونوا مجلس الأربعىة .

القول على أن السلطة لم ترتكس  لمبادرة الخطيب  فيه اجحاف بحق السلطة, لأنه بالواقع كان  هناك ارتكاس , ليس من السلطة الرسمية , وانما من “مافوق “السلطة  الغير رسمي , فالسلطة تجلس على رقبة الشعب , وعلى رقبة السلطة يجلس واحد أحد  هو رامي مخلوف , ملاك , ومجاهد ,ورجل بر واحسان, رجل مال وأعمال  , مناضل  بالغالي والرخيص من  مسروقاته ,  فالرفيق رامي  همس في أذن جريدة الوطن , التي هي لسانه , همسة  , وفهم اللبيب من الاشارة  , اذ قال الناطق باسم الملاك والمتملك , على أن الخطيب تأخر سنتين تقريبا في مبادرته , لذا فانها مبادرة غير مناسبة  في وقت غير مناسب , .

تحدثت الغراء “الوطن” بشكل جانبي عن الأوليات , وقالت  على أن  سجن 160 ألف مواطن أو اطلاق سراح 160 ألف مواطن  , ثم موضوع الجوازات  ليس   هو المهم  في الحياة السورية , المهم هو القتال ضد الارهاب , وماقصدته الجريدة الغراء بالارهاب هو كل حركة  تريد زعزعة كرسي  الأسد , وبناء عليه  يجب على الشعب  محاربة المعارضة  بأشكالها المختلفة , هناك معارضة عسكرية ميدانية , وهناك معارضة أخرى , كنت أظن على أنها سلمية  , حتى نورني اعلام السلطة  بحديثه المتكرر عن “عصابات  حسن عبد العظيم , وعصابات  لؤي حسين , أو عصابات  ياسين الحاج صالح  , ثم عصابات ميشيل كيلو   , وغيرهم  , أي ان كل معارض للأسد هو ارهابي , وعلينا  , كما أقترح ذو العقل المقروح  بسام القاضي  أن نقطع ألسنة  هؤلاء  وبعد ذلك نشنقهم , وأخيرا نرقص الدبكة على جثثهم  , والقدوة في هذه السلسلة من   الاجراءات كانت الشاعر  القرداحي حسن الخير  , الذي أطال لسانه , فما كان من  رجال المحافظة على النظام  الا اعتقاله , ثم سجنه  وقطع لسانه ثم شنقه والرقص على جثته  , وأخيرا تذويبه  , وعائلته  تنتظر لحد الآن اعادة تركيبه , الا أنه لاتركيب بعد التذويب للأسف .

لقد رفض رامي مخلوف المبادرة  رفضا قاطعا , والسلطة  التي يمتطيها مخلوف   اجابت  بشكل رمزي , ورمزية الرفض  تجلت باحراق بيت  معاذ الخطيب في دمشق , واحراق بيوت  الارهابيين أمر  مألوف في سوريا الأسد , كما أن  تفجير بيوت الارهابيين في فلسطين أمر مألوف أيضا , المهم كما تفضلت جريدة “الوطن” وقالت  :الحرب على الارهاب !, وحسب علمي فان الأعظمية الساحقة للفلسطينيين  تعارض  اسرائيل  , والأعطمية الساحقة للشعب السوري  تعارض  “تأسد”  سوريا , اذن فلتذهب هذه الشعوب الى جهنم وبئس المصير !.

لا اريد في هذه المناسبة طرح اسئلة تعكر المزاج الوطني عند  الأسد , منها مثلا سؤال عن كيفية وجود هذا الكم الهائل من الارهابيين في سوريا ..160 الف ارهابي  !ماعداالفلتانين منهم والقتلى , حيث تمكنت  كتائب المحافظة على النظام من قتل مئات الألوف منهم  في العامين الماضيين , والحبل على الجرار , والعجب هنا  أيضا  من وصف  الأمة السورية من قبل الرئيس بشار الأسد , بأنها أمة عظيمة  , وهل عظمة شعب  تتجلى في ارهابه ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *