حاولتُ أن أشُدَّ لجام قلمي ,كي أوقفُه عن كتابة هذا المقال ,لكنهُ شَبَّ في الهواء ,وصهل محتجاً ،لأن سبب ترددي في الكتابة هو ,, هو,, هو نفسه سبب إقدامي على المضي في الكتابة الى نقطة النهاية …ألا وهي ثقتي بك سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية (بشار الأسد) .
سيندفع الكثيرون للتهجم على ما أقوله ، وأعذرهم سلفاً ، لأنني ما تمنيت أن أعكر صفو فرحتهم وفرحتي , من حقيقة إعتلاء السيد الرئيس منصة دار الأوبرا شامخاً , بعد سنتين من حرب صارع فيها معظم دول العالم وصمد ،وانتصر الوطن .
صمد كأحد أهم رمز من رموز الوطن ، صمد وصمد معه الجيش والشعب والعلم ، العلم الذي كان خلف سيادته مٌزّين ومرسوم بصور شهداء سوريا ،خلف منصة الخطاب ، فمنذ لحظة دخول الرئيس باب الأوبرا دون مظاهر الحراسة ، ماراً بين المواطنين الموجودين في القاعة ، كان يرسل للعالم أجمع رسالة تقول : نحن في بلدنا آمنين ،رغم الحرب فها أنا من وسط دمشق أتحداكم ، شامخ على مسرح الأوبرا لا تحيطه من اجراءات أمنية غير بسمته المتفائلة والمطمئنة ,,,,,،تناول رشفة ماء من مياه بردى ، ليقول أنني أثق بالوطن ومياه أنهار الوطن ,,,,,نعم إنها تصرفات أسد بعرين الأسد .
خطابه كان إعلان نهاية الحرب على سوريا ، وإعلان قبول الأطراف صاحبة القرار ،على أن التسوية السياسية تمت ، أو تم الإتفاق علي بنودها !!!!
فما هي تلك التسوية ؟؟ وأي الأبواب سَتلجُها سوريا نحو المستقبل ؟؟
قبل البدء بالتحليل السياسي للخطاب , لابد أن أنوّه إلى : أن ثقتي بالسيد الرئيس كبيرة ،كثقتي بقاسيون .
باديء ذي بدء ، لا بد أن أبحث عن مبادرة في خطاب السيد الرئيس كي أناقشها ، أحللها ، أنقدها ،لكنني, لم أجد مبادرة !!!كل ما وجدته ,تعديل سوري على ما أعتقد أنها مبادرة أمريكية حملها الإبراهيمي للحل، وللدقة أكثر تعديل مبادرة أوباما للتسوية في منطقة الشرق الأوسط ،حيث كانت رؤية الرئيس الأمريكي هي : توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا تعود من خلالها الجولان منقوصة السيادة ،ومزارع شبعا ،ورفضها الرئيس السوري ،وتمسك بالجولان غير منقوص ، فجاء الرد على رفض سوريا بمبادرة أمريكيه للضغط على سوريا وحملها الإبراهيمي .
وكانت تقترح تشكيل حكومة واسعة الصلاحيات ،بهدف واحد وحيد ، إيجاد طرف يقبل التوقيع على مبادرة سلام مع اسرائيل ، فتلك المعارضة صُنعت أصلاً لمهمة واحدة ,هي توقيع اتفاقية سلام بين سوريا واسرائيل .
أتت التعديلات السورية ،كما رأيتها ،والتي سأوضحها من خلال ما أتى بخطاب الرئيس الاسد ،الذي قسّمها الى ثلاث مراحل, والتي سأتناولها مرحلة مرحلة ، وبند بند.
يقول سيادته :
في المرحلة الأولى وعبر ثلاثة بنود:
البند الأول
1- ( تلتزم فيها الدول المعنية ،الإقليمة والدولية ،لوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين لكافة العمليات الإرهابية ,مما يسهل عودة النازحين السوريين الى أماكن إقامتهم الأصلية , بأمن وأمان , بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة, التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرّض أمن الوطن أو المواطن أو المنشآت العامة أو الخاصة لأي إعتداء.)
هنا …. نتساءل , ما الجديد لدى هذه الأطراف الإقليمة والدولية لوقف تسليح وإيواء المسلحين ،ووقف المسلحين للعمليات الارهابية ،؟؟
نعلم جميعاً أن الدول الاقليمية ( قطر السعودية تركيا )تخضع لأوامر أمريكا,,, لكن السؤال: ما الذي أعطي لأمريكا بالمقابل للموافقة على وقف العمليات الارهابية وسحب الدعم والتمويل للمسلحين؟؟
البند الثاني:
2- ( إيجاد آلية للتأكد من التزام الجميع بالبند السابق ،وخاصة ضبط الحدود).
البند الثاني هو عبارة عن إعلان سوريا بقبول قوات حفظ نظام ، للاشراف على وقف اطلاق النار ،وعدم السماح للارهابيين بالتسلل الى سوريا عبر حدودها وتحديداً الحدود التركية .
البند الثالث:
3- (تبدأ الحكومة القائمة مباشرة بإجراء اتصالات مكثفة مع كافة الأطياف في المجتمع السوري ,بأحزابه وهيئاته لإدارة حوارات مفتوحه ,لعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سوريا في داخل البلاد وخارجها ).
البند الثالث ،أعتقد أنه محاولة لفرز وإنتاج نخبة من الموالاة ، للإنضمام الى المؤتمر الأساس الذي سيضم اليه جسم المعارضة ،والذي سيتكون منه جسم الحكومة القادمة.
((في المرحلة الأولى لم ألمح أي مبادرة ، ولا حتى خطوط عريضة لمبادرة ، بل أرى أنه نتائج لمبادرة لم يُعلن عنها بعد ؟؟ !!))
قبل الانتقال للمرحلة الثانية ,سأذكّر بما قاله السيد الرئيس : (نحاور السيد لا العبد ).
المرحلة الثانية المقسمة الى أربع بنود:
البند الأول:
1- (تدعو الحكومة القائمة الى عقد مؤتمر حوار وطني شامل للوصول الى ميثاق وطني , يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها ،ورفض التدخل في شؤونها, ونبذ الإرهاب والعنف بكافة أشكاله ….. هذا الميثاق هو ما سيرسم المستقبل السياسي لسوريا ، ويطرح النظام الدستوري والقضائي والملامح السياسة والاقتصادية والاتفاق على قوانين جديدة للأحزاب والانتخابات والادارة المحلية).
إقامة حوار وطني شامل ؟؟ أي يضم أطياف المعارضة ( العبيد ) بدعوة من الحكومة الحالية ،ليبحث النقاط التاليه والتي قد تغير شكل الحكم من نظام جمهوري الى نظام برلماني ويبحث في النظام القضائي ، والاقتصادي, والاتفاق على قوانين جديدة للأحزاب والإنتخابات والإدارة المحلية !!!!! أي هدم كل ما قُدم من إصلاحات, وتغيير للدستور, وقانون الأحزاب, وكل شيء لبناء شكل جديد ،لا يُحدد شكله ,الا بعد الحوار الشامل !!!! ذاً , لمَ كل الاصلاحات التي تمت ،والدستور الجديد الخ .. والذي لم يمضي عام على العمل بها .
البند الثاني:
2- ( يعرض الميثاق الوطني على الإستفتاء الشعبي ).
البند الثالث:
3- (تُشكل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري وتُكلف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني ).
هنا بيت القصيد ,,,,,, تشكيل حكومة موسعه ، ماذا تعني كلمة موسعه ؟؟ ومن سيشكلها ؟؟ وهل تملك صلاحيات موسعة ؟؟هل ستعتمد بتشكيلها على الدستور الحالي ، أي تُشكل بقرار رئيس الجمهورية ؟؟ وهل سيكون رئيسها أحد العبيد ، مثل الخائن هيثم مناع مثلاً ؟؟أو الخائن حسن عبد العظيم ؟؟ وهل من صلاحياتها توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل ؟؟ ولماذا لا يُطرح هذا البند على الاستفتاء الشعبي كغيره من البنود والاقتراحات ؟؟.
البند الرابع:
4- (يٌطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي وبعد إقراره ,تقوم الحكومة الموسعه باعتماد القوانين المتفق عليها في مؤتمر حوار وفقاً للدستور الجديد ,ومنها قانون الانتخابات وبالتالي إجراء انتخابات برلمانية جديدة ).
المرحلة الثالثة:
البند الأول:
1- (تُشكل حكومة جديدة وفقاً للدستور).
البند الثاني:
2- (عقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية ، واصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الأحداث , مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها).
البند الثالث:
3- (العمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار والتعويض على المواطنين التضررين بالأحداث ).
أعتقد أن المرحلة الثالثة ، هي التأقلم مع المتغيرات وسحب البساط من تحت أقدام الحكومة ( حكومة العبيد ) بعد أن تقوم بمهمتها الوحيده ،توقيع اتفاق سلام , لن تكون مسؤولة عنه القيادة السورية بالمعنى السياسي والتاريخي ، بل تقع مسؤوليته على عاتق حكومة العبيد التي ستكون مناصبها في مراحيض السياسة ،بعد أن تُعاد الانتخابات عام 2014 وتعود القيادة التي ينتخبها الشعب السوري .
هل نحنُ أمام دهاء الدبلوماسية السورية؟؟
لكنني أتسائل :ألا يوجد حلول أخرى ،نستعيد فيها الجولان كاملاً؟؟ أليس انتصاراً لسوريا استعادة الجولان كاملاً ؟؟ أكان باعلان حرب على اسرائيل ، أم كان برضوخ اسرائيل للانساحب الكامل من هضبة الجولان ؟؟
سوريا انتصرت على أعدائها وعملائهم ، لِمَ اذاً نُدخل على الوطن العبيد ومرتزقة السياسة؟؟ المسؤولين عن اراقة دم شهدائنا , إن كان بإطلاق الرصاص علينا وإرتكاب المجازر بحق أسر وعائلات بأكملها ، وإن كان بمن أطلق علينا الكلام ليُحرّض على قتلنا وتخوين الجيش ,والدفاع عن الخونه,.
هؤلاء هم من أسماهم السيد الرئيس , بالعبيد والمأجورين ،فلمَ نسمح لهم بالتصدّر في خيم عزاء شهدائنا يا سيادة الرئيس؟؟ ،وكيف سيسامح أبو الشهيد من قتل إبنه ،وكيف لزغرودة أم الشهيد التي ودعت إبنها بان تطلق زغرودة النصر بوجود قاتل إبنها؟؟
قلت في خطابك سيادة الرئيس ( نحن نحاور الأصل لا البديل )وأردفت ( نحن نحاور السيد لا العبد) فلأي غرض سيكافأ العبد الذليل الخائن إن كان من هيئة التنسيق وإن كان من معارضة الخارج ؟؟ أوليس حسن عبد العظيم وهيثم المناع وبقية العملاء من العبيد أوليس من قتل نضال جلود ورامز العكاري وشهداء الجيش والمدنين خونة ؟؟ أوليس من اختطف النساء واغتصبهن من الأعداء المأجورين ؟؟
المصالحة الوطنية تكون مع من سلم سلاحه ومعلوماته وخضع للقانون ، دون أن تُلوث يداه بدماء الشهداء ،نتسامح معه كتائب وليس كثوري ،أما من اغتصب عرضنا ،وقتل شهدائنا ، لا للمصالحة معه الا أمام العدالة وحبال المشانق .
المصالحة الوطنية تعني احقاق الحق ،واعادة الحق لأصحابه ولا تعني التسامح عن دم الشهداء ،ولا إعطاء المناصب للعملاء.
أنا أقترح أن لاندخل على البيت السوري من أجرم بحق سوريا ، بل أقترح استفتاءاً شعبياً على مبادرة إعادة الجولان كاملة إن كان بإعلان الحرب, أو كان برضوخ اسرائيل بالانسحاب إلي خط الرابع من يونيو 1967 والتخلي عن هضبة الجولان وإعادتها لسوريا.
ياويلاه من “شبة”قلم ابراهيم الحمدان , ولمن لايعرف تماما معنى الكلمة العامية “شب” قفز أو انتفض , الأسطر الأخيرة لفتت انتباهي , وخاصة اقتراحه بمنع من أجرم بحق سوريا من دخول البيت السوري , ومن يقول لنا ان كان ابراهيم الحمدان قد أجرم بحق سوريا أم لم يجرم , الأسد طوبها على اسمه , وللهاربين لايريد الأسد اعطاء حق العودة ..وكأني باسرائيل وطريقة تعاملها مع الفلسطينيين , مع وجود فرق واضح , اسرائيل قادرة على فرض وتنفيذ ماتريد لأنها الأقوى , أما الحمدان والرئيس الهفتان فلا حول لهم ولا قوة , ولا يسيطر الحمدان مع الهفتان الا على بعض المدن السورية , فكيف سيمنع الحمدان “من أجرم بحق سوريا ” من دخول البيت السوري ؟
تصورات الحمدان حول اعلان الحرب بعد استفتاء شعبي وحول خوف اسرائيل من الأسد ..تترك وتمشي …وحول اعادة الجولان كاملة غير منقوصة , ليست الا هذيان وجنون
وعن حوار السيد العبد فيا أخي ابراهيم بشار الأسد لايحاور أحد , ولايعرف كيف يحاور ولم يتعلم فتى القصور ان يحاور , وهو يتكلم فقط مع نفسه ..انه مريض يارجل , صدقني مريض , ولو لم يكن مريض كنيرون لما استطاع تخريب البلاد بهذا الشكل
سيان ان اراد الحوار أو رفض الحوار , الأسد أصبح في عداد الموتى سياسيا لقد انتهى ,واذا بقي حيا يرزق فسيكون حواره في المستقبل مع السجان , وما بقي من ايامه سوف لن يكون ناعما