جاء البطرك الماروني للزيارة , وزيارته لسوريا كانت حسب ماقيل “رعوية ” ,ولا علاقة لها بالسياسة , التي أصلا لاعلالقة لها بالدين المسيحي ,مال قيصرللقيصر ومال الله لله , الا أن المناسبة تسيست , وتكلم البطرك في السياسة , مبشرا بضرورة الزهد بالديموقراطية والحرية وبالثورة السورية , لأن كل ذلك لايستحق اراقة دم طفل “كل ما يقال ويطلب من أجل ما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديمقراطيات هذه كلها لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق”
بهذا يرفض البطرك بشكل غير مباشر الثورة ضد الاستبداد والاستعباد والارهاب السلطوي , ويقف الى جانب الجزار الارهابي المستبد المستعبد, .. الجهود الثوربة التي تطورت لتأخذ جزئيا شكلا قتاليا عسكريا يسمى “حرب” , هو أمر “عبثي” , أي أن الثائر السوري يمارس العبثية , انه يتسلى في أوقات فراغه بتصفية بعض الأطفال واراقة دمهم ..عبثا , الثورة أمر عدمي ! وليس للثوار الا الاستسلام أمام الجزار , هذا مايراه ممثل المسيح على الأرض صحيحا , من ناحية أخرى جاء البطرك ليعلن تضامنه مع الشعب المجروح المتألم … “نحن نحمل معا إنجيل السلام إنجيل الاخوة إنجيل كرامة الانسان وقيمته فكل إنسان بل كل دم بريء يسقط على الارض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح”, فما هي مضامين اعلان التضامن مع الشعب المجروح المتألم ؟؟
يبدوا وكأن اعلان التضامن مع الشعب المجروح المتألم بدون أي مضمون , الا مضمون الثرثرة , فلو كان هناك مضامين أخلاقية وعقائدية مسيحية , لكان أول المضامين هو استنكار الممارسات التي قادت وتقود الى تألم الشعب , ثم اعلان المناهضة والمقاومة لمن يؤلم الشعب السوري ويجرحه , الجروح والآلام لم تسقط من السماء , وانما هي من فعل البشر , ومن هم هؤلاء البشر ؟؟ هل هم الثوار ؟ أو هم السلطة الفاشية ورأسها ؟, وموقف البطرك التنويهي والتلميحي يشير الى تبرئة السلطة الفاشية, كما برأ بيلاطس نفسه من دم المسيح , فهل أنت مسيحي أيها الراعي ؟؟ , وكيف يمكن لممثل المسيح على الأرض أن يكون بوطيا أكثر من بيلاطس , وفاسدا أكثر من يهوذا ؟.
لم ننتظر من سيادة البطرك موقفا مسيحيا أخلاقيا فقط , وانما موقفا ثقافيا وتاريخيا مميزا , ونظرة عميقة علمية حول أحداث تاريخية تخص حياة ومستقبل مئات الملاين من البشر ,ولا أظن على قداسته مدرك تماما لحالة الظلم والتعتير التي تعاني منها الشعوب المضطهدة في شرقنا الأوسط , ولو كان مدركا لذلك ومقتدر على فهم الأحداث سببيا , لما أقدم على شجب الربيع العربي بالطريقة المسطحة البدائية , التي يستخدمها الجهلة من الزبانية , لقد تحول البطرك في تقييمه للربيع العربي الى شبيه بخالد العبود أو فيصل المقداد ..ربيع تحول الى شتاء بفعل العنف والدم ..لم ير البطرك أي زهرة من أزهاره , ولم يسمع بالانتخابات الحرة في مصر وتونس , ولم ير مواطنا مصريا يتظاهر ضد مرسي , ولم يقرأ جريدة معارضة تونسية , وكيف للبطرك ذو الثقافة الفرنسية أن يحكم على الربيع العربي بالفشل مع انه يعرف تمام المعرفة , على أن التقييم النهائي للثورة الفرنسية لم يكن ممكنا الا بعد مئة عام من اندلاعها , وهل يمكن القول على أن العنف والدم من انتاج الربيع العربي ؟ , وانما من انتاج من لايريد للعرب ربيعا , هل الثورة الليبية هي المسببة للعنف واراقة الدماء ؟ أو أن القذافية هي التي مارست العنف واراقة الدماء , وهل يجوز لممثل المسيح على الأرض أن يحاول ادامة الاستبداد وتأبيد الاستعباد ,؟ أو انه يشك بأحقية أو ضرورة الثورات , لأن الأوضاع التي سادت قبل الربيع العربي وتسود حتى الآن جزئيا ,هي أوضاع شرعية مستقيمة ديموقراطية , تمارس الشفافية والعدالة الاجتماعية وليست ديكتاتورية أو لصوصية , واذا كان تقييم قداسته للأوضاع السابقة كذلك , فمن المنطقي أن يرى في الربيع شتاء , وفي الزهور قنابل وفي الورود دماء , الدم والعنف والقنابل ياقداسة البطرك هي من انتاج الشتاء والظلام والظلم العربي الذي سبق الربيع , ومن المستغرب جهل قداسته لمجمل هذه الأمور ,أو أنه مجبر على تجاهلها لسبب في نفس بشار الأسد !.
اسلاميا ومسيحيا وقف الكليروس دائما الى جانب المتسلط , ولماذا يجب على الراعي أن يشذ عن هذه القاعدة , وكيف للراعي أن لايكون شبيحا وهو في ضيافة تشكيلة سوداء من الشبيحة ..ان كان المطران لوقا الخوري أو البطرك اللحام ..شبيحة مخابراتية بامتياز