التخويف ..سياسة مستمرة !

لقد اعتمد النظام  الأسدي العديد من السياسات , التي  انجحته في  احكام السيطرة على سوريا طوال نصف قرن من الزمن , ولا يزال يستخدم هذه الوسيلة  آملا استمراها في  في تأمين سيطرته على العباد والبلاد , الا أن شيئا حصل  ولا يريد النظام ادراك ماحصل , بل يريد  التعامي عما حصل  , وكأن التعامي يفيد في الغاء ماحصل  . ماحصل هو التالي  , فئات كبيرة من الشعب  وصلت الى قناعة بأن النظام  غير مقتدر على التغيير الذاتي , ومنيع ضد  التأثير عليه  لكي يغير , وذلك لأن الشيئ الوحيد الذي يمكن للنظام تغييره هو النظام بحد ذاته  , التغيير  لايتضمن الا  رحيل النظام  , والنظام لايريد الرحيل , لذا فانه يحارب !., هناك  عامل التخويف والترهيب , الذي افلح في لملمة  الكثير من الأتباع للنظام ,  لقد أدخل النظام في رؤوسهم القناعة  , على أنهم سيقتلون  اذا  تمت الاطاحة بالنظام ,  وقسم من هؤلاء  لم يعد يؤمن بهذه المقولة  , اذ لاتوجد دولة عربية يتم بها القتل  كما يتم في سوريا الأسد  ,  ولا توجد دولة عربية  تهدد الأقليات كما هي الأقليات مهددة في سوريا الأسد  , حيث تحول الساحل السوري الى مقبرة كبيرة , وهنا قد يدعي البعض , على أن  مقتل شباب الساحل السوري تم على يد الثوار , وهذا صحيح  ,  الا أن ضرورة الثورة  هي من صنع  السلطة  الفاسدة ,’ وشكل الثورة  هو من صنع السلطة  الأمنية  , السلطة  هي التي سببت الثورة  وعسكرة الثورة , ولو كانت السلطة عادلة بعض الشيئ  وفسادها محمول ,  ولو كانت ديموقراطية  بعض الشيئ   لما كانت هناك اي ضرورة للثورة , وبالرغم من ضرورة الثورة تصدت السلطة لها عسكريا , فكانت الحرب الأهلية  , التي قتلت عشرات الألوف لحد الآن وأحرقت البلاد  عن سابق  عمد   وتصميم ,  الأسد أو نحرق البلد  , وها هم يحرقون البلد .

لحالة اليأس عند الانسان منظومة من المسلكيات ,اليائس لايخاف  واليائس لايفكر موضوعيا ,واليائس  يضع نفسه  في  مواجهة الدبابة  ..اما قاتل أو مقتول , واليالئس انسان  يعطي  للنواحي المعنوية قيمة كبيرة  , واليائس مؤهل   للموت في سبيل  غيره أو في سبيل قضية يؤمن بها , وهذا اليأس اصاب معظم المواطنين  , والاصابة باليأس ليس  من صنع أحد غير السلطة  , السلطة  هي التي جعلت من الكثير من المواطنين  بشرا من الدرجة الثانية أو الثالثة  عن طريق المادة الثامنة  , التي لاتزال عمليا سارية المفعول  , ليس لصالح الحزب , وانما لصالح العائلة الحاكمة  , الأسد هو قائد الدولة والمجتمع , والمادة الثامنة  الفاعلة الآن لاتقول  الى متى ؟  , أي ان القول  على ان الاٍسد الى الأبد  هو  قول  يتناسب مع الدستور الغير مكتوب  مع المادة الثامنة  الأسدية وليست البعثية .

بالرغم من  الضعف  الذي أصاب  وسائل التخويف ,لايزال  الكثير منها قيد الاستعمال  , الا أن تطبيقها  يقتصر الآن على الطائفة العلوية , وذلك بعد أن يأست السلطة السلطة من  امكانية  ذج  الطائفة المسيحية   في الحرب الأهلية , والأمر ينطبق على  العديد من الأقليات ..أكراد   وغيرهم , وترهيب الطائفة العلوية  الهادف الى  ضمان وقوف هذه الطائفة وراء الأسد  , سوف لن يتكلل بالنجاح  لعدة أسباب  ,  منها سبب عام   وهو ان الطائفة  لاتؤيد بشكل عام الفساد والديكتاتورية , وعدد المعتقلين  من الطائفة العلوية من قبل النظام  يفوق “نسبيا”  عدد المعتقلين من طوائف وفئات أخرى, ثم ان العلوي انسان كغيره , انسان يفكر بالوطن وبنفسه أيضا , منهم الواقعي , ومنهم  المتوهم  وغير ذلك , وفي النهاية لايصح الا الصحيح , وللتارخ حتمية  لايمكن لأحد تجاوزها ..التارخ يمهل ولا يهمل !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *