الوصايا العشرة والبطرك هزيم
جورج بنا :
لقد توفي الرجل عن عمر يناهز التسعين عاما, ولا يوجد أي شك بالأخطاء الكثيرة التي حصلت , ومن اهمها موقفه المؤيد للأسد في لبنان عن طريق الوسيط ميشيل سماحة, وأخطاء البطركية لم تتوقف , استمرت في السنتين الأخيرتين بشكل دعم للأسد , دعم وصل الى درجة التشبيح مع الأسد ومن أجل الأسد , وحامل لواء التشبيح كان المطران لوقا الخوري , الذي ابدع في انتهاكه للمبادئ المسيحية , وسيطر تقريبا على البطرك المعمر , الذي كان محاصرا أيضا من مطران آخر من فصيلة لوقا الخوري , وبين هذا المطران و البطرك كاتت هناط صلة قربة .
اريد أن ادافع عن البطرك , وذلك لأني أظن على أن الضغوط التي مارسها السلطة عليه قوية جدا ..لقد توفي على سبيل المثال مطران حلب معوض في ظروف غامضة , وقد كان معوض العكس من البطرك هزيم , والمطران معوض كان مرشحا لأن يصبح بطرك , والحملة الحيوانية على مطران بيروت من قبل زبانية السلطة ,توضح بشكل تقريبي الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع معارضيها, ومن معارضيها مطران بيروت الياس عودة , لأنه وقف ضد البطرك هزيم بما يخص احتلال لبنان , وقد وصفت الزبانية المطران عودة بأنه” لص مسعور” , وقد استحق المطران الياس عودة هذا اللقب لأنه , كما يقول الزبون نزار نيوف , أهدر كرامة فقيد سوريا الكبير البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم في جنازته!؟, ولم يتكرم علينا نزار نيوف بالأسباب لذلك ,لاعلاقة لعداء المطران الياس عودة من قبل السلطة بجنازة البطرك هزيم , العداء موجود منذ عشرات السنين وسببه الوحيد هي الأسدية , فمن معها جيد , ومن ضدها سيئ .
المطران اللبناني عودة لص مسعور , لأنه عارض احتلال بلاده من قبل الأسد , فكيف سيكون وضع البطرك هزيم , عندما يقف هذا البطرك ضد السلطة الأسدية ؟ وهل تتورع السلطة الأسدية عن شيئ ما ؟ بالكلام والأفعال , حيث يوصف موت المطران معوض بأنه غامض !, ويقال على أن السلطة هي التي قتلت مؤخرا كاهنا في الزبداني , الذي ذهب لدفع الفدية عن مخطوف , ولاثبات ذلك يقال على ان هناك من رصد تحركات الكاهن عن طريق مراقبة الخليوي الخاص به , ولا توجد في سوريا هيئة تستطيع مراقبة الخليوي الا مؤسسة البريد والبرق والهاتف .
الأمم المتحدة ..المؤسسات المدنية كالصليب الأحمر وأطباء دون حدود , منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان ومحكمة الجنايات الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة و137 دولة في العالم (ضد 10 دول منها الصين وروسيا وكوبا ..), ومنظمات أخرى انسانية وحقوقية والبرلمان العربي ومنظمات حقوق الانسان وغيرهم , ادانوا السلطة السورية للعديد من الأسباب أهمها الاجرام ضد الانسانية ووكلت الجمعية العامة للأمم المتحدة قاضية للتحقيق بقصد عرض موضوع السلطة السورية على محكمة الجنايات الدولية ..كل ذلك لم يدفع البطرك ولم يدفع المطران لوقا الخوري الا لزيادة تأييدهم للسلطة ( الأرجح قسرا ) , ولم تصدر عنهم كلمة لوم وحيدة بشأن القصف بالطيرات والمدفعية وتهديم المدن والقرى , بل استمروا (أيضا قسرا) بالترويج للخوف من مرحلة مابعد الأسد , ثم الترويج للأسد على أنه حامي الطائفة المسيحية ,التي لاوجود سياسي لها , توجد الكنيسة , التي حرم عليها رأسها التعامل بالسياسة .
نظرا لما ذكر فان التنديد بموقف بعض رجال الدين ضروري , حتى وان كان هناك من يفترض بعض القسر من جهة السلطة , أخلاق رجال الدين يجب أن تكون منيعة على الالتواء بسهولة , وأظن على أنه كان بامكانية البطرك ان يقف موقفا أكثر اخلاقية وشجاعة وشهامة , موقفا يتوافق بعض الشيئ مع الوصايا العشرة … لاتقتل ..لاتسرق , وماذا قال البطرك هزيم لمن يقتل ويسرق منذ نصف قرن