لقد اقتبست عنوان هذا الموضوع من سؤال طرحه الصحفي نزار نيوف , وقد طرح نيوف هذا السؤال بحالة المشدوه ,اذ انه يتصور كل شيئ , ولكنه لايستطيع تصور معارضة تركمانية في سوريا , ولا يستطيع أيضا تصور حكم في سوريا بدون مرجعية ساحلية , يسأل منذ متى كان هناك معارضة تركمانية؟ , أقول له منذ اللحظة التي بدأ بها نيوف وغيره باالتشهير ببعض المواطنين السوريين لكونهم من أصول تركمانية , وأحقر حملة تشهير وتشويه كانت بحق السيدة سهير الأتاسي , التي تعامل معها نيوف بسوقيته المعروفة من تحت الزنار , لماذا ؟ لأنها تركمانية الأصول , ولو لم لكن الأصل التركماني حاسما في عملية التشهير , لما كان من الضروري تعريف السيدة سهير الأتاسي بأنها اولا تركمانية , لذلك هي ا خائنة , لذا فانه ليس تجنيا على الصحفي عندما يقال على أنه طائفي وعنصري أيضا .
لم يتعرف الصحفي العنصري الطائفي قيل بدء حملته السوقية على السيدة سهير الأتاسي على الديموغرافية السورية , لذا فانه اضافة الى ذلك جاهل , وللعلم أقول ان نسبة السوريين من أصول تركمانية عالية جدأ , يكفي التنويه الى اسماء العائلات التركمانية , كالعظم والأتاسي والمدرس والكثير غيرهم (كل ذلك موجود في الشبكة العنكبوتية) , وحسب النظرية النيوفية , كل من أصل تركماني هو عميل للمخابرات التركية, وهو اضافة الى ذلك ارهابي وهابي , ولو سألنا من أين تعلم هذا الصحفي هذه النظرية ؟ لقد تعلمها من زميله المذهبي ماجد فخر الدين , الذي حاول بطريقة شبه داروينية أن يبرهن على أن التركمان هم الأكثر عنفا وتطرفا , حالهم حال العلوي الذي “تسنن ” أي اعتنق المذهب السني, العلوي المتسنن هو كالتركماني عنيف ومتطرف وبالتالي ناقص الانسانية , وكنتيجة لذلك يصبح عميل ومتآمر ومستخدم لدى المخابرات التركية , حسب نظريات ماجد فخر الدين .
لقد التبس الأمر الدارويني على هنا بعض الشيئ , ذلك لأن موضوع العنف والتطرف عند التركماني ولادي حسب نظرية فخر الدين , أما عند العلوي المنقلب الى المذهب االسني فهو مكتسب ..أي أن الموضوع ليس بذاك النقاء والصفاء العلمي الكافي ..ولادي عند البعض ومكتسب عند البعض الآخر ! حقيقة ليس لفخر الدين ولنيوف من هدف الا التشهير بمعارضيهم ومعارضي السلطة ..انه هذيان وهراء , والعنف ليس قرينا للمذهب السني , وسلمية المذهب الشيعي ليست بتلك الوضوح ومن ناحية العنف لا اختلاف بين كل هذه المذاهب .
التشهير بالمواطن السوري بسبب اصوله العرقية أو المذهبية , هو عمل نذل , هو عنصري وطائفي في آن واحد , وعندما يحدث التشهير لايبقى لهذا المواطن من سبيل الا اعلان فخره بعنصرهه, وبالتالي محاولة التبلور العنصري من جهة هذا المواطن , الذي يرفض فرض هوية أخرى عليه , وكل ذلك معروف من ارتكاس القوميات السورية كالكردية تجاه محاولات التعريب, محاولات التعريب القسرية ,التي كان من نتائجها حدوث محاولات انفصالية كارثية تهدد وجود الوطن ضمن كيان متماسك متحد , الكردي هو سوري قبل أن يكون عربي سوري , ولمن يريد أكثرصراحة ووضوحا ,عليه ان يتقبل كون الصفة العربية متلازمة مع استعمار عربي استيطاني اتى من الحجاز ويحاول الآن تغيير ملامح المجتمع السوري بقوة السيف ..سوريا كردية وفينيقية وآشورية قبل ان تكون عربية , ولا فخر لها ان تتحول الى العربية البدوية ولا الى القومية العربية , التي لم يكن لها من وظيفة الا احتضان البعث الذي فشل في كل شيئ , فلا حرية , ولا وحدة , ولا اشتراكية ,البعث أصبح رحما لانجاب الديكتاتوريات والفساد ..كل ذلك تحت اشراف فكر وممارسات قومية كاذبة وعنصرية هدامة , بالرغممن تقبل الفكر القومي في مرحلة تاريخية معينة , لم ينتج هذا الفكر القومي العربي الا البربرية , في حين انتج الفكر القومي الأوروبي الحداثة الأوروبية الحالية .
التركماني والآشوري والفينيقي وغيرهم هم ابناء هذا الوطن , ومن يشكك بهم يشكك بنفسه أيضا .,