رؤية الشعوب وهي تحقق قدرا بسيطا من احلامها المترددة منذ أكثر من نصف قرن مفرح , مفرح أيضا رؤية الحكام الهووين وهم يتهاوون واحدا تلو الآخر , حكام أضحكوا علينا العالم بتهريجهم وانفصامهم وتوحشهم وبدائيتهم وديكتاتوريتهم , اضحكوا الناس علينا بتفاهاتهم وضعف عقلهم وخساستهم وتمثيلياتهم , ثم كلامم الأجوف الخشبي عن انتصاراتهم ومخططاتهم للمستقبل , وعن ضرورة الهدوء من حولهم لكي تسيرمسيرة التطور والتقدم (الأمن اولا) ثم بعد ذلك يأتي الخبز والمازوت !.
من الطبيعي أن تقف المسيرة الاصلاحية عند سماع اصوات القنابل في جزر الواق واق أو في العراق , ومن الطبيعي أن يتوقف الرئيس عن الابداع التطويري الاصلاحي عند مقتل الحريري , وعندما يحارب حزب الله في حنوب لبنان يجب أن تقف المسيرة أيضا , وأهم سبب لتوقف قافلة التحديث والانجاز الثوري (ثورة الثامن من آذار المباركة ) هي المؤامرة ..المؤامرة يا اخوة , وما ادراكم ماهي المؤامرة ؟ , غير محسوسة أو ملموسة أو مرئية , انها كونية , والفرق بينها وبين قميص عثمان , هو ان الأخير عبارة عن خرقة مضججة بالدم , أما وهم المؤامرة فهو السيبب في اغراق البلاد بدم المعارض ..سبب لمحاكمته وسجنه وتعذيبه ..هذه هي المؤامرة التي تنغص حياة الشراشيح من الحكام الهووين , انهم آلة حكم معطلة , الا أنهم مقتدرون دوما على اصدار الأحكام , التي تسمى عندئذ احكام هووية . السجن لمدة 22 عام بسبب اضعاف الشعور القومي !, لاوجود للمعارض في مملكة الحاكم الهووي , وأين هو هذا المعارض عندما يقول الشعب بأكثرية 99% على أنه يريد االهووي حاكما الى الأبد , المعارض هو تبعا لذلك اسم غربي لمخرب سوري , المعارض هو اسم غريب لعميل امريكي أو صهيوني , وبالنتيجة لايوجد في الدولة الا الهووي وقطيع العبيد وبعض الخونة والعملاء.
قد لايعرف البعض القصد من مفردة “الحاكم الهووي ” , انها مفردة جديدة على العربية , كمفردة الجملوكية أو الشبيح , فالحاكم الهووي لايكتفي بوظيفة الحكم المعروفة, بل يريد “تهويئ” المواطن حسب هوية جاهزة، , أنّها هوية لا تتجاوز شخصه المتأزم المتقزم , أو عائلته. كلّ ما في الحاكم الهووي هو شخصي بحت وناتج عن تصوّر هووي منفرد بنفسه لنفسه باعتباره النسخة الأصلية من كلّ محكوميه، التقليد ممنوع والعتب مرفوع, ولا يجوز لعبيد الدولة الهووية والحاكم الهووي أن يدعوا أي انتماء أو مرجعية الا الانتماء للحاكم الهووي والى شخصيته , باعتبار هذه الشخصية بكل عفنها هي البرنامج الأخلاقي الوحيد لكل فرد من أفراد العبيد في البلاد , والى الأبد ! وهل ظن الهووي العقيد بو منيار معمر بانه قد يصبح فائضا حيوانيا وبائدا ؟؟ ,لا وألف لا .. الهووي كأحكامه على المعارضين ..مؤبد ! والحاكم الهووي يفصل لنفسه اسما ينطبق على المسمى , انه القائد الضرورة , أو القائد الأوحد , أو القائد الى الأبد , انه الرئيس الاستثنائي , وصانع التغيير والثورة , أيضا الامام الأكبر أو الملهم او غير ذلك , القاب الهووي هي بالتالي ألقابا هووية.
الحاكم الهووي هو مخلوق غير مألوف على طرفين , وأشباهه ينطون ويقفذون على أربعة , ولهذه الخاصة قصة مع الثورة , فعندما يضج قطيع العبيد رافضا الهووي , أي أنه يثور , والعياذ بالله !, يجب عندها أن يكون لهذه الثورة خصوصية معينة تناسب خصوصية الهووي, الهووي يريد ثائرا يمشي على أربعة , وبعض أطياف الثوار المستوردة من قندهار تناسب الهووي قلبا وقالبا , عندها وعندها فقط يصبح لصراع الوحوش حصيلة من الأموات -الأحياء , ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله والأسد أمواتا , بل احياء عن اربابهم يسترزقون , ولهذا الحديث هناك تتمة باذنه تعالى , التتمة ستكون ,حسب المزاج , مثلا عن مستقبل الهووية وغير ذلك