من ميزات العصر الحديث عدم امكانية أي سلطة في العالم من تخبئة الحدث والتمويه عليه , , ولايمكن لسلطة في العالم أن تتحاشى التجسس عن طريق الأقمار الصناعية , فالكاميرات تظهر حتى الرتبة العسكرية للجندي , وبرميل الTNT يظهر باوضح شكل كذلك الصواريخ من نوع سكود , والتي يبلغ طولها 11 متر, والعالم يعرف الآن عدد الاصواريخ التي أطلقتها كتائب الأسد على الثوار وحصرا على قاعدة الشيخ سليمان الجوية شمال حلب , فمن مصلحة السلطة تدمير هذه القاعدة لكي لايقع كل شيئ فيها بيد الثوار , ولا أود هنا طرح السؤال الساذج , هل مكافحة الثوار تتطلب تدمير قواعد الجيش من قبل كتائب الأسد ؟سؤال تطرحه السلطة باتجاه معاكس , هل الثورة تعني تفجير رادرات السلطة وطائرات الجيش العربي السوري , التي هي ملك للشعب ؟؟الحرب تسمح بالكثير ,وأول ماتسمح به هو اغتيال الحقيقة بالكذب والدجل .
استعمال الصواريخ المعدلة في كوريا الشمالية ضد السوريين يمثل تصعيدا للحرب الاهلية , التي تنتظر تصعيدا كيماويا , لابل هناك من يقول على أن الكيماوي وجد استخداما له في بعض المناطق , أي أن السلطة بلغت درجة استخدام السموم ضد الثوار , والقول ان الثوار هم أجانب هو قول تافه وساذج ولا يصدقه أحد , فالمدن المدمرة عن بكرة أبيها ليست مدن أجنبية وساكنيها ليسوا من الأفغان , انهم سكان سوريا من أطفال ونساء ورجال وشيوخ , ومن قتل منهم لحد الآن يتجاوز الأربعين ألفا ومن نزح أو هاجر أو لجأ هم عدة ملاين , ومن جاع هم أيضا عدة ملاين .
هناك من يقول على أن الأوامر باستخدام الصواريخ أتت من الأسد مباشرة , وهنا على القضاء العالمي والمحلي فحص الموضوع والحكم على هذا التصعيد , هل يحق لرئيس جمهورية , مهما كانت الأسباب , ان يطلق الصوارخ على اماكن ضمن الجغرافية السورية , واذا لم ييكن له الحق بذلك فما هي العقوبة الضرورية للفاعل , الذي هو الرئيس , وفي هذه الحالة هل للرئيس مناعة ضد الملاحقة القضائية ؟؟ وهل لضمانات عدم الملاحقة القضائية أن تأتي من ايران وروسيا ؟ واذا صدق ماقيل , على أن رويسيا وايران اعطوا الرئيس ضمانات بعدم الملاحقة , هل يستقيم ذلك مع استقلال الدولة السورية ؟؟
|
اذا فشلت البراميل في انهاء الحرب الأهلية لصالح الرئيس , فهل ستنجح الصواريخ بذلك , اظن على التخريب والنتقام اصبحوا اهدافا بحد ذاتهم , ان كان النظام على حق او لم يكن على حق فاستعمال الصواريخ يحول المشكلة الى مشكلة اجرام وليس مشكلة حق او باطل أو مشكلة خطأ أو صواب ز هناك معيير مختلفة لكل من الحكومة والثوار , والحكومة التي تريد استمرار الاعتراف بشرعيتها هي الحكومة التي تتمسك بالشرعية والثوار لهم معايير اخرى لانهم ليسوا حكومة انهم يمارسون حرب العصابات وواجبات الحكومة الرسمية هي غير واجبات العصابات , وعندما تتصرف الحكومة كعصابة تفقد شرعيتها وتتساوى مع العصابة من حيث الحقوق والواجبات واظن على ان الجهات المحاربة في سوريا تمثل مجموعات مسلحة كما قال الصليب الأحمر الدولي لم تعد هناك سلطة حكومية وانما فقط مجموعات مسلحة تحارب بعضها البعض