فنون صناعة الاعداء

نجاحات السلطة السورية قليلة أو محدودة جدا , الا أن هناك  مجالات حققت السلطة بها نجاحا  مبهرا للعين  , مثلا نجاحها في صنع الأعداء , ولنأخذ امثلة بسيطة من واقع الأيام السابقة , ففي دمشق مثلا  يصطف المواطنين للحصول على ربطة خبز  , حيث ان شرائها من السوق السوداء يكلف أضعاف سعرها الرسمي  , الربطة تكلف الآن في السوق السوداء 50 ليرة سورية , وبينما ينتظر المواطن الجائع والمفلس  والمريض والنازح والمهجر والخائف  ليحصل على ربطة خبز بالسعر الرسمي  , تقتحم الشبيحة الفرن  وتخرج بالخبز  وتضعه في السيارات  المنتظرة , وعند السؤال عن موجبات هذا التصرف  يقال  ان الخبز مخصص للجهات المؤيدة ,وليس من الضروري للمؤيد ان ينتظر  في رتل المنتظرين , يصله الخبز الى البيت , والسؤال هنا  عن مشاعر  من انتظر ساعات من أجل الربطة , ثم يأتي الشبيح  ويأخذ كامل الخبز  للمؤيدين  , وهل للمواطن الا ألأن يكره ويمقت السلطة , وهل  توجد لاأخلاقية  أحط من هذه اللاأخلاقية  , وكيف يمكن للمواطن  أن يثق بسلطة من هذا النوع  ,؟ أليست السلطة هي التي  تدفع المواطن للانضمام الى حبهة النصرة ؟

السلطات الأمنية  اعتقلت  قبل لاأيام اربعة ناشطات  مارسوا الاحتجاج على الحرب  ودعوا لوقف اطلاق النار في سوق مدحت باشا , ولايمكن لعاقل فهم سبب اعتقالهم  , فما طلبوه  هو مطلب كل انسان  , لايريدون الحرب  ويعلنون  تجاوزا وقف اطلاق النار , الا يعني اعتقالهم  ان السلطة تريد الحرب ولا تريد وقف اطلاق النار .

لاعلاقة للاعتقال  الا بعامل واحد  , وهو عنجهية السلطة الغير محدودة , والسلطة تعتبر الشارع ملكها  , ومن يتحرك  في الشارع بأمرها , لذا  يجب على المواطن استشارة السلطة قبل استعمال الشارع , ومن رأى الناشطات واحتجاجهم على الحرب وهم بثياب الزفاف , وكيف انقضت الشبيحة عليهم كالوحوش  , لايملك الا أن  يكره السلطة  ويمقتها , وبالتالي الانضمام  الى جبهة الأنصار ..وهكذا تجبر السلطة المواطنين على اللجوء الى  حهة أو جبهة ما , انه فن صناعة الأعداء , والسلطة في هذا المجال فنان كبير

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *