أراد الأسد أن يعبر عن رفضه للهدنة بقبولها مع الاحتفاظ بحق الخرق عند الضرورة , أي أن الهدنة مخروقة قبل أن يسري مفعولها , والأسد لايستطيع , لأسباب معنوية , قبول الهدنة , ولأسباب سياسية دولية لايستطيع رفضها , قبلها ورفضها بآن واحد , وقتل في أول يوم هدنة كما قتل في اليوم الذي سبق الهدنة , وبعد ثلاثة أيام عادت الأمور الى طبيعيتها السورية , التي لاتتسم بأي شيئ طبيعي .
الأسد بحاجة الى برهان على أنه لايزال قوي , وهذا البرهان ضروري من أجل تماسك جبهة المنحبكجية والشبيحة , ذلك لأن الخبرة من العراق وغيرها من المستعمرات العربية -العربية تقول , عنما تشعر الزبانية بقرب أجل الفرعون تنقلب عليه فورا , وهكذا لم يبق في العراق من فيالق صدام الهاتفة ,بالروح والدم نفديك ياصدام أحد ..انفرطوا وذابوا كقرص الملح في الماء , وقد مارس العديد من الزبانية ذلك في سوريا , الأسدية ساخطة على المثقفين مثلا وعلى الفنانين , حيث تذكر بعضهم بأن الشريف لايبصق في الصحن الذي أكل منه ,ساخطة على المنشقين , وعلى التركمان وقريبا على المسيحيين الرافضين للتسلح , اذ تظن الزبانية على ان الأسدية غمرت القوم المسيحي بخيراتها , أليس دواوود راجحة الذي يعمل كوزير للدفاع تحت امرة آصف شوكت مسيحي ؟,وماذا تريد الطائفة المسيحية أكثر من وزير أجير , ومن لايرى في ذلك “انصاف ” طائفي فليذهب الى الغرب , وهذا مافعله نصف عدد الطائفة المسيحية , لقد تدنى عدد المسيحيين في سوريا منذ عام 1963 الى النصف , وذلك بالرغم من الانصاف الطائفي الأسدي !!, هكذا تحارب الأسدية الطائفية ..بمزيد منها .
حقيقة ان الأسد ليس بحاجة الى هدنة لعدة أيام , وانما بحاجة الى الاستسلام دون قيد أو شرط , وقد كان على القذافي الاستسلام دون قيد أو شرط , الا أنه لم يفعل ذلك ولا يمكن له أن يفعل ذلك , هؤلاء البشر يعانون من الانفصام والبعد عن الواقع , وكيف لهم أن يكونوا واقعيين عندما تتجاوز مدة حكمهم حتى امكانية التصور , ومن يتصور في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين حكما جمهوريا يدوم أنصاف القرون , فالأسد يحكم مطلقا منذ نصف قرن ولا يستطيع تصور حاكم سوري ليس أسدي ..اما ماهر , أو حافظ , وقد بشر الأب الفخور بشار بعضا من السلك الديبلوماسي على أن الطفل حافظ سيصبح رئيسا للجمهورية , وانطلاقا من غريزيته البدائية لم يترك أي مهمة للشعب السوري في البحث عن رئيس لجمهوريته , لأن حيز اللاشعور عنده مرتشح باليقين المرضي الذي يقول على أن سوريا هي مزرعة للتوريث والورثة من آل الأسد وليست جمهورية .
العلاقة ضعيفة بين عملية الحل السياسي وبين ممارسة الحل الأمني , العلاقة وثيقة بين الحل الأمني وبين سحق الشعب عسكريا , ولا علاقة للحل الأمني مع الخسائر ماديا أو أو بشريا , المهم هو السحق والانتقام من الذين خربوا لعبة الاستبداد والاستعباد , وقصة المركز الثقافي في معرة النعمان معبرة جدا , الأسد يحول دون أي رادع المركز الثقافي الى مركز اعتقال وتعذيب , وبعد ان تفنن السجانون في اساليب التعذيب , التي منها الاغتصاب بالعصا الخشبية (الخازوق الصغير) وغير ذلك , وضعوا المعتقلين في صف على الحائط وأمطروهم بالنار , حيث قضى معظمهم نحبه , وذلك دقائق قبل هروب حماة الوطن امام الثوار , والدليل الأعظم على عدم وجود أي علاقة بين الحل الأمني والخسائر المادية والبشرية هو عدم وجود أي ارتكاس من قبل السلطة حول هذه الحادثة وحول عشرات الألوف من الحوادث المشابهة , السلطة لاتعترف لحد الآن بأي قتيل مدني , ومن قتل قنلته العصابات المسلحة .
مسلكية الحل الأمني تجاوزت كل معنى عسكري للعمليات التي يجب أن يكون هدفها تحقيق نجاح علىى الأرض , الموضوع أصبح موضوع تصفيات , والتصفيات لاتهتم بالهدنات وغير ذلك , ستستمر الأسدية بالقاء مالديها من متفجرات وسموم حتى آخر برميل TNTوآخر قنينة غاز محشوة بالسموم وآخر قنبلة عنقودية .
بالرغم من تعرف الأسد على نهاية القذافي في مجرور الأوساخ , فان عدم التناسب بين العقل الصغير والعناد الكبير لايسمح له بأي ادراك منطقي , وليست حالة القذافي الا مثلا توضيحيا عن الحالة التي سيصل الأسد اليها , لقد كان بامكانه تحاشي كل الكوارث التي حلت بالوطن وبه شخصيا لو كان العقل كبير والعناد صغير, توفرت له فرصا عديدة وللقذافي توفرت الكثير من الفرص , أهملوها لأن العقل صغير والعناد كبير .
أظن على أن الثوار غير مصابين بمرض الأوهام , وأظن على أن توقعاتهم عملية , لقد قالوا على أن الأسد سوف لن يقبل بأي هدنة , وقالوا ذلك سابقا , الا أن قبولهم بالهدنة كان عبارة عن وقاية لهم من الانتقادات الدولية , المجتمع الدولي لايحتاج الى المزيد من البراهين للتأكد من أن الأسد يسير في طرق عدمي وشعاره هو اما قاتل أو مقتول , والأسد غير مهتم بأي خسائر حتى ولو وصل ذلك الى حرق البلد … قالوها صراحة ..الأسد أو نحرق البلد .
This is actually a really wonderful site content, im delighted I stumbled onto it. Ill be backpedal the track to view other content that.