من أراد الحرب , لايريد هدنة! الأسد أو نحرق البلد !

أراد  الأسد أن  يعبر عن رفضه للهدنة بقبولها  مع الاحتفاظ بحق الخرق عند الضرورة , أي أن الهدنة  مخروقة قبل أن  يسري مفعولها , والأسد لايستطيع , لأسباب معنوية , قبول الهدنة , ولأسباب سياسية دولية لايستطيع رفضها , قبلها ورفضها بآن واحد , وقتل في أول يوم هدنة  كما قتل  في اليوم الذي سبق الهدنة  , وبعد ثلاثة أيام  عادت الأمور الى  طبيعيتها السورية  , التي لاتتسم بأي شيئ طبيعي .

الأسد بحاجة الى برهان على أنه لايزال قوي , وهذا البرهان ضروري من أجل تماسك  جبهة المنحبكجية  والشبيحة  , ذلك لأن الخبرة  من  العراق وغيرها من المستعمرات العربية -العربية  تقول , عنما تشعر الزبانية  بقرب أجل  الفرعون  تنقلب عليه فورا  , وهكذا لم يبق في العراق  من  فيالق صدام الهاتفة ,بالروح والدم نفديك ياصدام   أحد ..انفرطوا  وذابوا كقرص الملح في الماء , وقد مارس العديد من الزبانية  ذلك في سوريا , الأسدية ساخطة على  المثقفين  مثلا  وعلى الفنانين , حيث تذكر بعضهم  بأن الشريف لايبصق في الصحن الذي أكل منه ,ساخطة على المنشقين , وعلى التركمان  وقريبا على المسيحيين  الرافضين  للتسلح , اذ تظن الزبانية على ان الأسدية غمرت القوم المسيحي بخيراتها , أليس دواوود راجحة  الذي يعمل كوزير للدفاع تحت امرة آصف شوكت مسيحي ؟,وماذا تريد الطائفة المسيحية  أكثر من وزير أجير , ومن لايرى في ذلك “انصاف ” طائفي  فليذهب الى الغرب , وهذا مافعله نصف عدد الطائفة المسيحية , لقد تدنى عدد المسيحيين في سوريا منذ عام 1963 الى النصف , وذلك بالرغم من الانصاف الطائفي الأسدي !!, هكذا تحارب الأسدية الطائفية ..بمزيد منها .

حقيقة ان الأسد ليس بحاجة الى هدنة   لعدة أيام , وانما بحاجة الى الاستسلام دون قيد أو شرط , وقد كان على القذافي الاستسلام دون قيد أو شرط , الا أنه لم يفعل ذلك  ولا يمكن له أن يفعل ذلك  , هؤلاء البشر  يعانون من الانفصام  والبعد عن الواقع  , وكيف لهم أن يكونوا واقعيين  عندما تتجاوز مدة حكمهم  حتى امكانية التصور , ومن يتصور في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين  حكما جمهوريا يدوم  أنصاف القرون , فالأسد يحكم مطلقا منذ نصف قرن ولا يستطيع تصور  حاكم سوري ليس أسدي ..اما ماهر  ,  أو حافظ , وقد بشر الأب   الفخور بشار بعضا من السلك الديبلوماسي  على أن الطفل حافظ   سيصبح  رئيسا للجمهورية , وانطلاقا من غريزيته البدائية  لم يترك  أي مهمة للشعب السوري  في البحث عن رئيس لجمهوريته  , لأن حيز  اللاشعور عنده مرتشح باليقين  المرضي  الذي يقول على أن سوريا هي مزرعة للتوريث والورثة  من آل الأسد وليست جمهورية .

العلاقة  ضعيفة بين  عملية  الحل السياسي  وبين  ممارسة الحل الأمني ,  العلاقة وثيقة بين  الحل الأمني وبين سحق الشعب عسكريا , ولا علاقة للحل الأمني  مع الخسائر  ماديا أو  أو بشريا , المهم هو السحق والانتقام من  الذين خربوا لعبة  الاستبداد والاستعباد  , وقصة   المركز الثقافي في معرة النعمان  معبرة جدا ,  الأسد يحول دون أي رادع المركز الثقافي الى مركز اعتقال وتعذيب , وبعد ان    تفنن السجانون في اساليب التعذيب  , التي منها  الاغتصاب بالعصا  الخشبية (الخازوق الصغير)  وغير ذلك  , وضعوا المعتقلين في صف  على الحائط  وأمطروهم بالنار  , حيث قضى معظمهم نحبه  , وذلك دقائق  قبل  هروب حماة الوطن امام الثوار , والدليل الأعظم  على عدم وجود أي علاقة بين الحل الأمني والخسائر المادية والبشرية  هو  عدم وجود أي ارتكاس من قبل السلطة حول هذه الحادثة  وحول عشرات الألوف من الحوادث المشابهة , السلطة لاتعترف لحد الآن بأي قتيل مدني , ومن قتل قنلته العصابات المسلحة .

مسلكية الحل الأمني تجاوزت كل معنى عسكري للعمليات  التي يجب أن يكون هدفها   تحقيق نجاح علىى الأرض , الموضوع أصبح موضوع تصفيات  , والتصفيات لاتهتم بالهدنات  وغير ذلك , ستستمر الأسدية بالقاء مالديها من متفجرات وسموم  حتى آخر  برميل TNTوآخر قنينة غاز  محشوة  بالسموم وآخر قنبلة عنقودية .

بالرغم من  تعرف الأسد على نهاية القذافي في مجرور الأوساخ   , فان عدم التناسب بين  العقل الصغير  والعناد الكبير لايسمح له  بأي ادراك منطقي , وليست حالة القذافي الا  مثلا توضيحيا عن الحالة التي سيصل الأسد اليها ,  لقد كان بامكانه تحاشي  كل الكوارث التي حلت بالوطن وبه شخصيا  لو كان العقل كبير والعناد صغير, توفرت له فرصا عديدة وللقذافي توفرت الكثير من الفرص  , أهملوها  لأن العقل صغير والعناد كبير .

أظن على أن الثوار غير مصابين بمرض الأوهام  , وأظن على أن توقعاتهم عملية  , لقد قالوا على أن الأسد سوف لن يقبل بأي هدنة  , وقالوا ذلك سابقا , الا أن قبولهم بالهدنة  كان عبارة عن وقاية لهم من  الانتقادات الدولية  , المجتمع الدولي لايحتاج الى المزيد من البراهين  للتأكد من أن الأسد  يسير في طرق عدمي  وشعاره هو اما قاتل أو مقتول , والأسد غير مهتم  بأي خسائر  حتى ولو وصل ذلك الى حرق البلد … قالوها صراحة ..الأسد أو نحرق البلد .

من أراد الحرب , لايريد هدنة! الأسد أو نحرق البلد !” comment for

Leave a Reply to longchamps france Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *