السلطة المنحطة , ولغة الخشب المحنطة !

تحت عنوان  “الأسد ..مابعد الأسد ..زفاف اردوغان  على مرسي  ..والمأذون خالد مشعل ” كتب نارام سرجون , الذي تعتبره السلطة وجهها الثقافي  مقالا  يتسم بالمألوف عند سرجون ..المط واللغط , وقد تحدث السيد سرجون  أولا  عن  جذور عبارة  “تحرير فلسطين ” المعجمية السياسية ,وما يمكن فهمه من كل ذلك هو  استهجانه  للموقف العربي من فلسطين  ,وكل عربي يستهجن معه , ولا لزوم للمط واللغط حول هذه النقطة التي لاتمثل معلومة جديدة  , وحتى من هو أغبى من سرجون  يعرف ذلك .

الا أن سرجون  لم يتكلم   عن الأعراب بشكل عام , وانما فقط عن  “ملوك” العرب ,مستثنيا ا بذلك الرؤساء العرب ,  وملقيا مسؤولية الفشل العربي كله على الملوك ,  فهل  غاب عن نباهة  السرجون على  انه يوجد أيضا رؤساء جمهوريات  !, طبعا لا يجرأ السرجون على التطاول على الرؤساء , فمنهم اثنين من السلالة الأسدية ,ومذهبيا لايجوز ذلك  ..ولو  تثنى  للشاعر حسن الخير   أن يبقى حيا لقال للسيد سرجون ..احذر  من السلالة , عقاب طول اللسان  قطعه , وهل تريد ياسرجون  ان تكون بدون لسان ..هذا اضافة الى كونك بدون عقل ؟؟

كيف يسمح نارام سرجون لنفسه  أن يبرئ “الرؤساء”  من مسؤوليتهم تجاه الفشل بمايخص قضية فلسطين ؟لاصعوبة بذلك عند من تعلم أو ورث أساليب صياغة لغة محنطة ومنحطة , اساليب تعتمد  على اقصاء القارئ من ممارسة  عملية التفكير والفهم  , انه يكتب  للموتى  وبالتالي فهو ميت مثلهم ..من يستحمر  الآخر  , هو  حمار    ياسيد سرجون ..!

لا أود الاطالة  حول هذه التفاهة , حيث اريد الانتقال مع السرجون الى الجزء الثاني  من مقالته , حيث يمارس هنا شكلا آخر من المحنط المنحط  اللغوي الخشبي , فهو يدعي متعاليا  على أن السيد بشار الأسد  لم يعد حديث البلد فقط , وانما حديث كل بلد  في هذا الكون ., ولما لا ؟, فهو يخوض حربا كونية ..أي ضد الكون , لا حديث في هذا العالم  الا عن  مرحلة مابعد الأسد  , حيث يطمئن نارام سرجون  بايماءات من بين السطور , على أنه سوف لن يوجد “مابعد الأسد”  انه للأبد , قالها القطيع المستزلم بصراحة , وما هي جدوى الحديث عن مرحلة مابعد الأسد , عندما  لاتوجد مرحلة مابعد الأسد ؟؟كل بشر المعمورة  من جواسيس ورؤساء  وصحفيين  وزعماء  منشغلون بالأسد  وما يسمى مرحلة مابعد الأسد , ونارام يمط ويشط سطرا وراء الآخر  , الا أنه في طرحه المتعالي والمنسجم مع  عظمة  الأسد!  نسي شيئا مهما  ويوازي نسيانه  للرؤساء في قضية فلسطين , لقد نسي أو تناسى أسباب  انشغال العالم بالأسد وما بعده , فهناك من  يذكر بالخير , مانديلا يذكر بالخير , كذلك غاندي , وبماذا يذكر الأسد  وهتلر ؟ هل بالخير أيضا كما يذكر مانديلا ؟؟؟الأسد يذكر بالشر ياسيد سرجون  , وشهرته ليس كشهرة صانع الخير  , وانما كشهرة  مجرم تافه , للقذافي ذات الشهرة ,ولصدام أيضا , ومن أوقح ماقاله السرجون  هو ادعائه بأن  رغبة الداخلون الى  عالم الشهرة  هي الالتحاف بموضوع الازمة السورية ثم  الحرص على الظهور الى جانب اسم الاسد توخيا للشهرة ..هل هناك حتى نصف عقل في رأس من  يدعي ذلك ..ألم أقل  تنويها على أن السرجون هو حمار  أحمق ..جل قدركم !

الانس والجن   ساهموا اضافة الى نارام بصياغة الجزء الثالث من مقالته  , حيث يقول النارام على أن  دهاة  الانس والجن لم يقتدروا على رجرجة هذا الرجل  ميليمتر واحد , وفاقد العقل ومعصوب العينين لايرى  الزلزال الذي أصاب سوريا  شرقا وغربا شمالا وجنوبا ,رجرجها ثم رجرجر الرئيس معها ..ثم يقول على أن الأسد لم يترجرج ميليمتر واحد , وهل يوجد ميليمتر واحد من الأرض السورية لم يترجرج و لم ينتفض ضد الأسد  ,حتى القرداحة تترجرج ,وقد يكون في قول النارام على أن الرئيس لم يترجرج ميليميتر واحد بعض الصواب ,  ولماذا يترجرج رئيس عند مقتل عشرات الألوف  من  مواطني الدولة التي يحكمها  , ولماذا يترجرج عند  تحويل عشرات المدن الى أنقاض  ,, عندما لايهتم الرئيس بكل ذلك  , فموارد شريكه رامي تزداد  , ومقتل ثلاثة آلاف طفل لايهمه   , وتجويع قرابة المليونين من المواطنين ثم تهجير  ونزوح أكثر من مليونين ونصف  لا أهمية له , ولجوء حوالي نصف مليون الى  دول الجوار  والى  مختلف انحاء العالم   هو أمر بدون أهمية ..ذهبوا  الى المخيمات لزيارة الأقرباء والأحباب !!..كل ذلك لايرجرج السيد الرئيس , وهل عدم “الرجرجة ” مدعاة للفخر؟   ,أو انها  الذل والعار بعينه ؟

أخيرا يفصح عبقري السلطة عن  توقعاته لتطور سوريا بعد رحيل الأسد , الذي يعتبره من سابع المستحيلات , فرحيلة  , سيقود الى تقسيم سوريا , ولم يقل للقارئ  عن  الجهة التي ستقسم سوريا في هذه الحالة , ,يقال على أن الأسد سوف لن يرحل مبدئيا الى روسيا , التي تقول على أنها سوف لن تستقبله  , لذا فانه  سيذهب الى القرداحة , وماذا  يفعل في القرداحة  ؟وهل هناك أي بادرة  تدل على أنه  سيتقاعد هناك  ويذهب يوميا للصلاة في جامع السيدة انسية , وهل ستسمح له مرحلة مابعد الأسد  أن ينعم بالهدوء  ويستهلك المليارات  التي جمعها بعرق جبينه  في القرداحة ؟؟ سوف لن يسمح له اطلاقا , اذ عليه المثول أملم القضاء , لذا  فسيعلن قيام الدولة العلوية  لحمايته اولا  ولاستمرار  تسلطه ثانيا  , أي أن الرحيل  عن دمشق سيقود فعلا الى محاولة   مشروع التقسيم ,أي أن من سيقسم هو الأسد  وليس الامبريالية العالمية !.

يقول  السرجون على أن  الرحيل سيقود الى  حل الجيش “الوطني ” السوري  , ولا نعرف على أن هناك جيشا” وطنيا “سوريا , فالمتواجد هم كتائب الأسد , وهذه الكتائب ستحل  وتندثر عن بكرة أبيها , والسرجون يقول على أن الرحيل  سيقود الى  تفكيك الصواريخ , التي كان لها تعليم اسرائيل درسا قاسيا , وليأخذ صواريخه  وخوازيقه معه الى القرداحة  ,حيث يستطيع تعليم اسرائيل الدروس من هناك ,والنارام يتحسر على المدرعات السورية  التي سيتم بيعها  , كما بيعت مدرعات صدام (التي كانت عزيزة جدا  على قلب صدام )  بعد صهرها , فالى جهنم مع المدرعات وبئس المصير , وماذا فعلت وتفعل المدرعات  العزيزة على قلب   بشار ..تقتل الناس !, وليأخذ معه كامل بضاعة التقتيل ويرحل .

السرجون يستخدم المفردات  العظام , حيث يقول على أن رحيل الأسد سيمثل مرحلة ” انكفاء الاستقلال الوطني” , وهل يوجد الآن استقلالا وطنيا ؟ لكي ينكفئ  ؟؟,  أليس الحديث عن استقلال وطني  في سياق حرب أهلية  انهت تقريبا وجود الدولة بالكامل  هو ثرثرة ,  , فلا استقلال وطني  تحت الديكتاتورية , التي تمثل امبريالية داخلية , الديكتاتورية هي بمثابة احتلال للوطن  من قبل جماعة  هي جماعة الأسود .

ولتوضيح  تسمية سلطة اللأسد على أنها “احتلال”  يجب  معرفة معالم “الاحتلال” , فمن معالمه  تنفيذ العقوبات الجماعية  عن طريق القصف العشوائي  وتدمير الأبنية  والبنية التحتية , ثم القيان بالأعمال الانتقامية مثل  ضرب  المخابز  ومخازن  الأغذية , وقطع الماء والكرباء  عن مناطق  بهدف تدميرها  , ثم  ممارسة سياسة التركيع  والتشنيع بالبشر , وسرقة ممتلكاتهم   وبراداتهم ونقلها على الدبابات  , ثم بيعها  بالأسوق  المعروفة الآن في سوريا ..اسمها  أسواق الحرامية ! , كل ذلك من معالم الاحتلال  , والاحتلال في سوريا يتميز بخاصة  واضحة , وهي أنه من  أحط الاحتلالات التي يعرفها العالم , خلال 25 سنة من الاحتلال الفرنسي لسوريا قتل  850 سوري , وهذه العدد  هو معدل  أقل من اسبوع   في سوريا الأسد , لم تهاجم فرنسا الكنائس والمساجد , ولم تقم باعدام الحمير  ثم اعدام الأبقار , ولم تحاول القيام بتغييرات ديموغرافية , بنت المدارس  , التي كان لها  الفضل  بتعليم حافظ الأسد في المرحلة الابتدائية في القرداحة , والتي هدمت مدفعية الأسد معظمها .

الاحتلال هو  غريب  بكل الأحوال ..أجنبي !, ومن تغرب في الداخل  وكون  دولة عصابات  تستبد الدولة الأم  شعبا  وتستغلها أرضا  , قد أصبح غريبا وأجنبيا ,  ومقارنة جيش الاحتلال الاسدي مع جيش الاحتلال الفرنسي ليس من صالح كتائب الأسدالأكثر  وحشية  وبدائية وانحطاطا من  أي جيش في العالم (هذا اذا كان  تسميتها بالجيش   دقيق , الصليب الأحمر الدولي يسميها مجموعات مسلحة )   ,كتائب الأسد هي  كتائب موت  وعصابات  تشبيح ..يهتفون  مفاخرين ..يا بشار  لاتهتم , عندك شبيحة بتشرب دم !!! يعترفون  بأنهم مصاصي دماء !.

لقد تحدث السرجون  عن “الكوارث” المنتظرة في مرحلة مابعد الأسد..تحدث عن الصواريخ والمدرعات التي كانت عزيزة على قلب صدام , وهي بالتأكيد عزيزة جدا على قلب بشار , ثم  عن انكفاءء الاستقلال الوطني  , الا أنه لم يتحدث اطلاقا عن  الحرية والديموقراطية والفساد والاستعباد والاستبداد وغياب  القانون ومعضلة القضاء  والعدالة الاجتماعية والحريات  السياسية والمعتقلين السياسييين والطائفية  التي تأسدت  ولا عن مسببات الحرب الاهلية , أليس للسرجون أن يفرح   بالرحيل و لأن الرحيل يعني نهاية الحرب الأهلية مبدئيا , أليس الرحيل  بداية  لتراث جديد  ينقض  التراث الأسدي بكامله , وكل ذلك  ليس  من أوليات  التافه نارام سرجون  وليس مهم لنارام سرجون ..فالمهم  هو المدرعات والدبابات  وبراميل ال TNT , التي تسقط  على الأحياء , المهم هو الاستمرار بالاعدامات الميدانية  والاستمرار بتطييف المجتمع.

هذه هي صورة عن الحضارة الاسدية  التي صورها  بكل وضوح   منحبكجي اسمه  الحركي نارام سرجون ..على فكرة  ! اعرف من هو نارام سرجون حقيقة , وسأكون أول من  سيطالب  بعدم التعرض له في المرحلة القادمة ,لقد ابدى رأيه , وسيكون له مستقبلا أن يبدي رأيه ,  المستقبل السوري سيكون حرا وديموقراطيا  وسيحترم الكلمة حتى ولو كانت من نارام سرجون.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *