الحرية هي الاساس , لماذا لانحارب من أجلها ؟

من الصعب جدا التعرف على موقف معين محدد لجماهير الربيع العربي , الا أنه من الممكن الشعور بميولات الربيع العربي واتجاهاته بشكل تقريبي , وبالرغم من تعدد وتنوع مشاكل المجنمعات العربية , الا أنه يمكن القول بحذر شديد , على أن المشاكل المحسوسة من قبل الشغوب , هي مشاكل تتعلق أولا وثانيا وثالثا بموضوع الحريات والديموقراطية , وذلك فبل اشكالية  لقمة العيش , حيث من الصعب رصد أي نململ شعبي عارم بسبب لقمة العيش ,كما كان الحال الفرنسي أيام الثورة الفرنسية ,  وبخصوص الممانعة والمقاومة  فانه من السهل الشعور بعدم  أولوية الممانعة والمقاومة عند الربيعيين العرب ,
,الربيع العربي  مهتم بفلسطين , الا أنه بدون أي شك غير مهتم بدجل من وضع على رأسه تاج المقاومة والممانعة بدون أن يقاوم أو يمانع , هناك مايشبه القرف أو عدم المبالات أو الملل من دجل وأكاذيب عمرهم أكثر من سبعين عاما.

من ينظر بتأمل  الى الطيف السياسي الحكومي العربي المقسم  الى دول ممانعة ودول معتدلة يصطدم بواقع مؤلم, حيث لايمكن اكنشاف فروق أساسية من حيث النتيجة بين المعتدل والممانع بما يخص فلسطين , لابل فد يمكن القول على أن انجازات الاعتدال أفضل من انجازات مايسمى ممانعة.خارجيا لم تكسب الممانعة شبئا بذكر , لم تسترد شبرا واحدا من الأرض المحتلة , والكارثة هي في الداخل  , اذ وظفت هذه الأنظمة الممانعة قضية فلسطين لتبرير ممارسة الديكنانورية والاستبداد والفساد الداخلي , وهذا لايعني على أن حكومات الاعتدال كانت ديموقراطية وليست فاسدة , مبارك كان فاسدا الا أنه منقدم على الأسد حضاريا  بخمسين عاما حسب مقولة فيصل القاسم؟ , والفرق الأساسي بين سوريا ومصر هو مدى قابلية كل منهما على التحول الديموقراطي , الذي كان في منتهى السهولة في مصر , وفي منتهى الصعوبة حتى الاستحالة في سوريا, وذلك بالرغم من الفروق التعليمية بين الشعب المصري والشعب السوري لصالح الشعب السوري , لم يخرب مبارك تماما البنى التحتية المصرية كالقضاء مثلا , بينما خرب نظيره السوري البنى التحتية بشكل تام وكامل , حالة مبارك نجدها   في تونس , وحنى في ليبيا واليمن نسبيا  أبضا .
من كل ذلك يمكن القول على أن الممانعة كانت في معظمها ممانعة لقابلية التحول الديموقراطي  الداخلي , والممانعة كانت خارجيا في نتائجها شبيهة بالاستسلام للعدو, الذي امتهن كرامة وكبرياء الشعب السوري في العديد من المناسبات , دون أن يملك الأسد امكانية اطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل في الجولان, والاسنعاضة بالمقاومة اللبنانية  عن السورية لايمثل مقاومة سورية , فالمقاومة السورية  يجب  ان تكون على الارض السورية المحتلة  ولبس قي لبنان .
التطورات الأخيرة في المنطقة  ألقت ضوءا اضافيا على دجل الممانعة , التي ملت الشعوب العربية من سماع التشدق بها , فقد ثبت على أنه لاعلاقة لنوعية تسليح الجيش السوري بأكثريته بمقاومة اسرائيل , وانما بمقاومة أي حراك داخلي ,والحيز الاكبر من السلاح السوري  حوالي 86% مهيأ للحروب الداخلية , وليس للحرب مع اسرائيل ,وفقاعة حزب الله  ووهم  انتصاراته لاتشذ  كثيرا عن اوهام الدجل السوري , ومن يريد التعرف على نتائج  جولات حزب الله الحربية  مع اسرائيل وخاصة جولته الأخيرة عام 2006  , عليه قراءة بنود الهدنة  التي وقع عليها حزب  الله  والحكومة اللبنانية واسرائيل, والهدنة مع اسرائبل تلزم حزب الله بالانسحاب الى شمال الليطاني, ونشر قوات لبنانية   في الجنوب حتى الحدودمع اسرائيل  ,وبالمقابل  تنسحب اسرائيل  من الجنوب , خذا عدا هن القرار  بسحب سلاح حزب الله  ومنع تدفق السلاح  اليه عبر البحر أو البر ,  كل  ذلك اعتبرة حزب الله نصرا مبينا  , وعلى هذا الأساس استثمره دعائيا  كنصر   ورسخ  أقدامه  داخليا  , ثم أسس دولة ضمن دولة كانت الحرب كارثية  بالتسبة لها , لقد تخرب جنوبها  وبلغت حسائرها  حوالي 50 مليار دولار  , ثم  أن نشوء حزب الله كحزب لطائفة الشيعة عطل امكانية تحول لبنان الى دولة غير طائفية ,  ولا أعرف أين هي المصلحة اللبنانية  في كل هذه التطورات, فما هي المصلحة اللبنانية  في المحور الشيعي  أو السني , وأين هي مصلحة لبنان   قي  ندخل حزب الله في سوريا  وارساله المقاتلين  ليحاربوا   الثورة  السورية,  وتعطيل  التحول الديموقراطي في سوريا.
نصر الله يحارب في سوريا الى جانب الأسد ا من أجل ترسيخ أقدام الديكنانورية والفساد , كذلك تقعل ايران , التي تهدد وتتوعد اسرائيل كل يوم تقريبا , دون أن تحرر بذلك شبرا واحدا من الأرض الفلسطينية أو السورية .. ايران تشن حربا صوتية فارغة على اسرائيل , بينما تحضر اسرائيل نفسها لجولة مع ايران , كالجولة التي قامت بها ضد العراق وضد  المفاعل  النووي  في دير الزور  ,وماذا  فعلت  سلطة الأسد ؟ وماذا فعلت سلطة صدام قبلها .؟ لاشيئ !  وهذا ماستقوم به ابران ..لاشسئ  الا الصراخ  ..

لطالما  تطورت الأمور بالشكل الذي  تطورت به  ,وأصبحت الممانعة  تعني أشياء أخرى ,  عمليا تعني  الممانعة   والمقاومة  منع المقاومة وحراسة   الحدود الاسرائيلية   وعدم الرد   على الاستفزاز الاسرائيلي , وكل ذلك لابتوافق مع خطاب  الشعوب  , التي تريد حلا  عمليا  وليس صوتيا  للمشكلة مع اسرائيل , والمشكلة لاتحل الا  بامتلاك القوة  , عن طريق  الحرية والديموقراطية  والشفافية والاستقانة  وعدم الفساد , أي التقوية الداخلية أولا ,  الممانعون لايحملون رسالة الشعوب وفسادهم عطل تحقيق أي أمنية من امنيات  هذه الشعوب بما  قي ذلك تقوية هذه الشعوب  لتمكينها من تحقيق ماتصبوا اليه من حرية وكرامة  وقوة  ومناعة  ضد التدخل  الخارجي …هناك ترتيب جديد للأولويات  ..الحرية  والديموقراطية   اولا ,  لااستبداد  واستعباد بعد اليوم , والذي  سيقاوم هذا المشروع  سيتم نزاله  بالشكل الذي يريده .حرب ! ولتكن  الحرب ! الشعوب الأخرى  حاربت من أجل حريتها   , ولماذا لانحارب  من أجل حريتنا ؟؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *