آل الأسد ,أو آل سعود , هل هناك خيار ثالث ؟

هل يجوز اختزال خيارات  الانسان السوري  بهذا الشكل ..؟ شئت أم  ابيت  ,عليك  في سوريا  أن تختار بين آل الأسد  وآل سعود, حيث يضعك  الفريق الأسدي  بين هذين  الخارين دون ثالث لهم , ومهماحاولت   التملص يعود الفريق الأسدي  ويشدد  ويشرح ويهدد ,اما الأسد واما سعود , بنظر السلطة  الوضع واضح تماما ,على كرسي السلطة يجلس الأسد  الواحد  الأوحد ,وصفوف المعارضة مكونة من  الواحد الوهابي  الأوحد , ولا وجود لشيئ آخر ولا لخيار آخر أو ثالث .

في هذه  الحالة  سيكون بدون أي شك الأسد خياري الأول , الا أن الحالة ليست كما يريد أن يراها  الفريق الأسدي , وتحديد  الخيارات بهذا  الشكل ليس الا اغتصاب لفهم وعقل المواطن  ,هناك خيارات كثيرة لايريد الفريق الأسدي أن يناقشها  أو يراها , لأنه سيكون للمواطن  في هذه  الحالة خيارا ثالثا , و سيرفض خيار الأسد وخيار سعود  رفضا قاطعا .

لامنطق في وضع سعود كخيار   , ولا يجوز طرحه “كخيار” , مالنا ومال سعود  !,  المواطن السوري مسؤول عن نظام حكمه وليس عن أنظمة حكم أخرى ,  وسوريا ليست مستعمرة سعودية  ,  وعلى السعودي  أن  يختار  نظام الحكم الذي يريده في السعودية , ولا يستقيم  وضع الملكية السعودية  في كفة الميزان مقابل  الجملوكية السورية في الكفة الأخرى  مع أي منطق , ان كان سياسي أو تاريخي أو عسكري , الا أن هناك نوع من اللعبة وراء  تحديد الخيارات بالشكل الذي تقوم به السلطة , المواطن السوري  سيقول  حتما  لا اريد سعود , وماذا يبقى له من خيارات  ؟ الأسد  لاغير !

مايقوم به النظام يشبه الى درجة ما  لعبة الاستفتاء  ونتائج المعادلة  السعودية -الأسدية  ستكون كنتائج الاستفتاء الذي نعرفه بشكل جيد , ذر للرماد في العيون  ومخاتلة لانظير لها , المفاضلة  يجب أن تكون بين  العديد من المواطنين السوريين  , وفي جو يتساوى المواطن مع الآخر , مثلا  انتخابات في  الجو الحالي  حيث يسيطر البعث الأسدي  تعسفيا  على كل مرافق السلطة التنفيذية  .. على المختار أن يكون بعثي ,  والضابط أيضا , ومدير المدرسة , ومدير الناحية ,والمحافظ ومدير المنطقة , وبالرغم من الغاء  أو بالأصح تجميد المادة الثامنة   لاتزال شعب  الحزب تسيطر  على كل المرافق  التنفيذية , حتى انها  تسوق الغاز والمازوت , وفي هذا الجو لايمكن  اجراء انتخابات , لأن الانتخاب  لايمكن أن يسمى انتخاب , الا بعد توفر شرط النزاهة , وهذا الجو الذي يسيطر عليه  البعث الأسدي لايستطيع توفير شرط النزاهة , لذا لا انتخابات في هذا الجو.

كيف يمكن تغيير الجو ليصبح محايدا وضامنا لشرط النزاهة  والمساواة بين المرشحين ؟

لايمكن ذلك الا عن طريق  سلطة محايدة كالأمم المتحدة , حيث أن النظام سوف لن يقبل يوما ما طوعا  أن يحدث له ماحدث للبعث في العراق , ولا يمكن استئصال البعث  تماما الا بالطريقة الأمريكية , ولايريد المواطن السوري  أن تحتل أمريكا بلاده , لذا فان المشكلة  عويصة جدا , حيث ان سقوط النظام  لايضمن  بسهولة  شرط النزاهة , فنظام سجن وعذب  وسرق  وتعسف وأفسد  سيخضع للملاحقة , التي  سيكون البريئ أيضا من ضحاياها ,النظام رفض كل  وسيلة  تمكنه من الرحيل بشرف وسلام , كأي سلطة في بلد  يحترم ادنى حد من الديموقراطية , لم  ولن يقبل النظام الا العنف , الذي سيكون هو ضحيته , من  أصر على الأخذ بالسيف , بالسيف سيؤخذ !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *