الحوار في السجون

في سياق تعامل المواقع التي أعمت الطائفية قلبها  وقلب من يشرف عليها  , نشر موقع المخبر أبي حسن  خبرا بخصوص اختفاء ثلاثة من أعضاء من  هيئة التنسيق(عبد العزيز الخير ,اياس عياش, وماهر الطحان)  على طريق مطار دمشق , وقد امتعض البوق أبي حسن من قيام الهيئة  بابلاغ سفارات بعض الدول  وابلاغ بعض الشخصيات الصديقة بالحدث , حيث وصف هيئة التنسيق الوطني على انها تمثل شريحة من المعارضة السورية “الزهيدة ” , وقد تعجبت من توصيف المعارضة السورية بمفردة “زهيدة” , وما هو الزهيد في  هذه المعارضة  ؟ هل عدد المساجين السياسيين المعارضين “زهيد” ؟هل عدد  المقتلوين برصاص السلطة  في سياق الثورة السورية ..وسيمتعض ابي حسن أكثر من استعمال  كلمة “ثورة” , هو عدد “زهيد” ,  هل حجم المعارك  وانتشارها في سوريا بين السلطة والثورة “زهيد” ؟ , هل عدد النازحين والمهجرين واللاجئين في سياق الحرب الأهلية السورية “زهيد” ؟ وهل   تحول أكثر من مليونين  من الشعب السوري الى جياع  تقدم لهم الأمم المتحدة  الماء والغذاء والدواء  أمر “زهيد” ؟؟. لقد افقدت الطائفية  أبي حسن العقل   ,وفعلت نفس الشيئ مع زميله نزار نيوف ..ومن يتتبع الأخبار سيكتشف نفس  الفقدان للبصيرة عند الجمل, بما حمل ,  نبيل صالح ..واعتذر من ذكر الأسماء ..الا أن عدم ذكر الأسماء قد يسمح بشيئ من التعميم والتعتيم  الأشد ضررا من ذكر الأسماء .
بحكم كون أبي حسن  مخبر مخابراتي من الدرجة الأولى  , فقد عرف  مسبقا  الكثير عن هوية  مختطفي اعضاء هيئة التنسيق  الثلاثة  , لذلك فانه  حاول وقائيا تبريرهذا الاختطاف  والتمويه عليه بقوله “يُذكر أن هيئة التنسيق تنسّق مع الارهابيين وهذا ما أقرّ به المحامي محمود مرعي لوسائل الاعلام مؤخراً, إذ قال: “نعم, لدينا علاقة مع المسلحين, ونتواصل معهم, وربما لهذا السبب لم يسبق أن أدانت الهيئة أي عمل ارهابي أو اختطاف قام به الارهابيون الذين يحقد بعضهم على الهيئة لاعتقاده أنها تمالئ النظام”, وبناء عليه  يجب محاكمة الثلاثة , والحكم سيكون حسب قانون مكافحة الارهاب هو الاعدام شنقا حتى الموت , وعن مؤتمر الانقاذ  والحوار الذي لايكف الأسد عن الترويج له  فالأمر واضح , الأسد يحاور نفسه , حيث أن الأموات لايستطيعون الحوار ..هذه هي السلطة  كما كانت وكما  أصبحت !
 الرئيس السوري قال مؤخرا «ومع ذلك باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار». واعتبر ان «الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الازمة» في سوريا، غير انه شدد على ان «التغيير لا يمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الانظمة او التدخل الاجنبي»، معتبرا أن الدول العربية التي شهدت «سقوطا لرؤوس الأنظمة» لم تسقط فيها الانظمة نفسها، وأن ما جلبه سقوط الرؤوس، هو «الفوضى» لا «الديموقراطية», عن الباب المفتوح ! أي باب هذا الذي يقصده  الرئيس ؟؟هل هو باب السجن ؟, وهل فتحت السلطة في نصف القرن السابق  ابوابا غير  أبواب السجون ؟؟
اما عن النظرة المثقفة حول التغيير الذي لايمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة , كيف يمكن للتغيير أن يبدأ تحت اشراف  رؤوس الأنظمة ؟ التغيير يبدأ بالرأس , وبعد ذلك يأتي تغيير النظام , والرئيس  على عجلة كبيرة بما يخص تغيير الأنظمة , ومن نقص العلم والفهم أن يظن مخلوق  على أن تغيير الأنظمة يتم بين ليلة وضحاها , والأمر يحتاج الى الكثير من الحهد والصبر والعمل .لايمكن اقتلاع انظمة تجذرت بالفساد خلال شهور أو حتى سنين , وما يحدث في ليبيا  وتونس واليمن  ومصر ليس “فوضة” وانما  مسيرة جادة  ومنتجة باتجاه التحول الديموقراطي , الذي انتج في فترة قصيرة  انتخابات حرة يحلم بها كل سوري .
تصورات المتحدث باسم وزارة الخارجية  جهاد مقدسي  عن العالم  وتشابكاته  شديد البدائية , حيث قال السيد المتحدث  في هذه المناسبة “أي حراك سياسي بناء يهدف لتوحيد صفوف السوريين مرحب به، طالما التدخل الخارجي مرفوض من قبلهم», وهنا  أعجب من السيد المقدسي ,  الذي  لايريد ان يتدخل أحد لصالح المعارضة ,لأنه يريد الاستفراد بها , هل تتدخل روسيا وايران  لصالح جهة معينة في سوريا ؟؟وجوابه سيكون بالنفي , حيث ان غبائه لايسمح له أن يكون واقعيا ,فالذكاء ليس من صفات  المتحدث , ولو كان في عقله  غرام من الذكاء , لما  أفصح عن  امتلاك السلطة السورية  للأسلحة الكيماوية , في حين  ان سوريا  وقعت على الاتفاقية الدولية , التي تمنع امتلاك واستعمال هذه الأسلحة .. هذه هي  بضاعة النظام ..كما قال فيصل  القاسم في يوم من الأيام !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *