اختفاء ثلاثة من هيئة التنسيق, بأمر من الرئيس !!

الأخبار  تحدثت هذا اليوم  عن اختفاء ثلاثة من قيادة “هيئة التنسيق” بينهم الدكتور عبد العزيز الخير وموقع الحقيقة  المرتبط بالمخابرات السورية  قال قبل ظهر هذا  اليوم  على ان أصابع الاتهام تشير الى  عصابات”الجيش الحر”!؟ أما بعد ظهر هذا اليوم  فقد تغير الأمر  حيث قيل من ذات الموقع  على أن معلومات العاصمة السورية تشير إلى أن عبد العزيز الخير “اختطف” بقرار من رأس السلطة شخصيا,والاختطاف تم ما بين حاجزين للمخابرات الجوية ، ونتيجة لذلك فقد رفض هيثم مناع ان  يذهب إلى دمشق بسبب عدم توفر ضمانات أمنية وعدم احترام النظام للتعهدات التي قدمها لموسكو, وهنا يسأل المواطن السوري المواقع التي تعمل للمخابرات بالوكالة عن ماهية الأصابع التي أشارت الى الجيش الحر , خاصة وان هذه المواقع اكتشفت الأصابع الموجهة الى الجيش الحر   بعد دقائق من اختفاء رجال هيئة التنسيق  الثلاثة , الأرجح  هو عدم وجود أصابع  اتهام , وانما نوع من  الاتهامات الجاهزة  والأكاذيب , ولما كان حبل الكذب قصير جدا فقد تبين بعد ظهر هذا اليوم  على أن المخابرات الجوية هي التي اعتقلت الثلاثة , والأمر باعتقالهم جاء , على ذمة الراوي , من رأس السلطة الأسدية .

المهزلة بدأت في المطار, حيث أوقفت المخابرات  الثلاثة  عبد العزيز الخير  وأياس عياش  وماهر الطحان , ذلك لوجود نوع من الاشتباه  بالاسم , وبعد ازالة الاشتباه  توجه الجميع الى خارج المطار  وانقسموا الى فريقين , الفريق الأول المؤلف من حسن عبدالعظيم  ومحمود مرعي  استقل سيارة  وسافر الى دمشق , والفريق الثاني المؤلف من  عبد العزيز الخير ورفاقه استقلوا سيارة أخرى , ايضا الى دمشق .

على الطريق توجد عدة حواجز منها مخابرات عسكرية  ومنها مخابرات جوية ..وسيارة عبد العزيز الخير عبرت حاجز المخابرات العسكرية , ولم تعبر حاجز المخابرات الجوية , وهذا يعني على أن المخابرات الجوية اعتقلت الثلاثة , بأمر من الرئيس !!!

لقد حاولت المعارضة لملمة بعضها البعض  للتوجه الى دمشق  بهدف  المشاركة في مؤتمر الانقاذ , والمعارضة حصلت على تعهدات  أمنية من قبل بوتين , والأسد لم يلتزم بهذه التعهدات , والآن يتواجد الثلاثةفي السجن , وبذلك تأكد  لهيئة التنسيق  , على انه لاجدوى من  انعقاد مؤتمر الانقاذ يوم الأحد القادم , وتأكد ايضا لهم ماقيل مرارا وتكرارا على ان السلطة لاتريد الانقاذ ولا تريد الحوار , وانما تريد فقط  املاء  الشروط والاستمرار في تخريب البلاد وتقتيل المواطنين .

بهذه المناسبة احب الاشارة الى موضوع عبد العزيز الخيروالبعض  من سيرته الشخصية ,فقد   درس الطب البشري ومارس المهنة كطبيب لمدة خمس سنوات ,الى ان تمت ملاحقته واعتقاله, وقد كان الخير  قياديا بارزا في حزب العمل الشيوعي  ورئيسا لتحرير  صحيفة النداء , وقد بقي الخير  متخفيا و ملاحقا من قبل المخابرات مدة 11 سنة وقد ألقي القبض عليه في الأول من شباط عام 1992من قبل دورية عسكرية مسلّحة تابعة لفرع فلسطين بقيادة المقدّم عبد الكريم الدّيري الذي كان .قد فُرّغ لملاحقة الدكتور عبد العزيز الخيّر لمدّة أكثر من عشر سنوات,.

بعد الاعتقال خضع  لتحقيق وتعذيب وحشي دام مدة شهرين ونصف قضاها في زنزانة انفرادية واشرف على تحقيقها وتعذيبه بشكل مباشر العماد علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية في ذلك الوقت.والعميد مصطفى التاجر والعقيد عبد المحسن هلال.بقي حتى عام 1995 بدون محاكمة ثم حكمته محكمة أمن الدولة بلسان القاضي الشهير فايز النّوري ب22 عاما بتهمة:

-الانتماء لجمعية سياسية محظورة ” (حزب العمل الشيوعي ) , و ” القيام بأنشطة مناهضة للنظام الاشتراكي للدولة ” و ” نشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام الاشتراكي ” و ” مناهضة أهداف الثورة “

وقضى مدة سجنه في سجن صيدنايا العسكري,وتعتبر هذه ال22 عاما هي العقوبة الأكثر طولاً التي يحكم بها سجين علماني غير متهم بأي تهمة لها علاقة بأي شكل من أشكال العنف المسلح في سوريا.

 بسبب عدم وجود أطباء في السجون السياسية السورية (إلا السجناء انفسهم) فقد عاين عبد العزيزالخيّر وأشرف على ما يزيد على مئة ألف حالة.وأقنع ادارة السجن بتحويل احدى الزنزانات لعيادة طبية تستقبل المرضى من السجناء,أفرجت السلطات عن عبد العزيز الخيّر بموجب عفو رئاسي في نهاية العام 2005, وذلك بعد فشل كل الجهود التي قامت بها النظمات العالمية مثل  لجنة كتاب في السجن ثم  منظمة العفو الدولية  وهيومن رايتس ووتش وةاللجنة العربية لحقوق الانسان لاطلاق سراحه , والتي استمرت عدة سنوات .

الآن يقبع عبد العزيز الخير مع  رفاقه مجددا  في السجون , وقصة عبد العزيز الخير ليست الا نموزجا لقصص عشرات  الألأوف من المواطنين السورين .. عبد العزيز الخير خرج حيا من السجن , غيره قضى نحبه في السجن وتحت التعذيب ..وهل تشير هذه القصة وغيرها على أن السلطة قابلة للاصلاح ؟؟