هل يمكن لأحد ان يقتنع بأن روسيا مستعدة لمواجهة الناتو من أجل البقاء في طرطوس ؟ وهل لطرطوس وقاعدة الروس بها أي أهمية بعد الماجهة مع الناتو , وهل روسيا التي ينخرها الفساد (ترتيبها في مؤشر الفساد يحمل الرقم 147 , وهو نفس الرقم الذي تحمله سوريا ) ستنتصر في مواجهة عسكرية مع الناتو ؟ , ذلبك لكي تتمتع بوجودها في طرطوس , وهي التي فقدت على الأقل اثنين من كبار ضباط مخابراتها في طرطوس , حيث تم قتلهم من جهة مجهولة , وهل يمكن لأهمية طرطوس أن تبرر خطوة قد تتحول الى كارثة وبالرغم من ذلك هناك من يقول على أن روسيا مستعدة لمواجهة الناتو من أجل البقاء في طرطوس , وللبرهان على ذلك يقول هؤلاء نقلا عن العديد من وسائل الاعلام مثلا عن صحيفة “أرغومنتي نيديلي” التي قالت على أن أن مجموعة ضخمة من السفن الحربية التابعة لثلاثة من الأساطيل الروسية تحركت قبل أيام باتجاه البحر الأبيض المتوسط، في رحلة تستمر ثلاثة أشهر، لتنفيذ مهمات تدريبية مقررة مسبقا. ومن الجدير بالذكر أن برنامج رحلة تلك السفن يتضمن الدخول إلى القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.وتلفت الصحيفة إلى أن مشهد تلك السفن مجتمعة بذلك العدد الضخم يثير الهيبة والانبهار. فمن بحر الشمال توجهت السفينة المضادة للغواصات ” “الأميرال تشابانينكو” وثلاث سفن إنزال بحري هي “الكسندر أوتراكوفسكي” و” القديس جاورجيوس” و “كوندوبوغا”، بالإضافة إلى عدد من سفن الإمداد والتموين، وفي الطريق ستلتقي هذه المجموعة بسفن أخرى من أسطول بحر البلطيق، وهي سفينة الحراسة “ياروسلاف الحكيم” وسفينة القطر والسحب “لينا”. ومن ميناء سيفاستوبول تحركت السفينة “سميتليفي” المضادة للغواصات التابعة لأسطول البحر الأسود باتجاه مضيق البوسفور، حيث من المقرر لها أن تلتقي في مياه البحر الأبيض المتوسط، مع سفن أسطولي بحر الشمال وبحر البلطيق، بالإضافة إلى سفينتي الإنزال “نيقولاي فيلتشينكوف” و “تسيزار كونيكوف” من أسطول البحر الأسود اللتين قد وصلتا الى البحر المتوسط في وقت سابق. وعند الضرورة سيتم استدعاء مجموعة إضافية من سفن مكافحة القرصنة، المرابطة في خليج عدن، قبالة سواحل الصومال, ثم يقال اضافة الى ذلك , علينا أن لا ننسى أن سفن الإنزال البحري تحمل على متنها وحدات من قوات مشاة البحرية. ومن المؤكد أن هذا الأسطول الموحد يضم أيضا عددا من الغواصات، لكن تحركات الغواصات عادة تبقى طي الكتمان.
وفي تفسير لهذه الخطوة،يقال على أن روسيا في حال فقدها لقاعدتها في سورية، فإن ذلك يعني حرمانها من التواجد في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى أمد غير محدد. وهذا الأمر تحديدا هو الذي يقلق روسيا، وليس مصير بشار الأسد.اضافة الى ذلك تأمل القيادة الروسية في كسب نقاط سياسية على الصعيد الداخلي من خلال تمسكها بموقف حازم وصلب في سياستها الخارجية. ويبدو في ظل الوضع الراهن أن هذه الوسيلة كفيلة برفع شعبية السلطة التي اهتزت بشدة في الأونة الاخيرة.
تخضع الحروب والنجاح بها الى معايير مادية ومعنوية من السهل التعرف عليها , عدد الجنود , الموارد المادية .العدة , الخ , ومن الصعب على الدارس أن يكتشف أي تفوق روسي على الغرب في الوقت الحاضر , وأظن على أن الجميع يدركون ذلك .
الجهة المهمة جدا في النزاع الحالي حول الأزمة السورية هي الحهة الأمريكية , حيث تتأثر هذه الجهة بعدة عوامل , ومنها عامل مبدئي لايرى أي ضرورة لتحمل الخسائر المادية والانسانية من أجل سوريا , اذ أنه لا أهمية لسوريا بالنسبة لأمريكا , التي تملك العديد من القواعد العسكرية حول سوريا ..الاردن ..السعودية ..الخليج ..تركيا ..قبرص . اليونان ..الخ , ثم ان سوريا دولة ممانعة للمواجهة مع اسرائيل …جبهة الجولان هادئة هدوء المقابر , وتخاف أمريكا من توسع ساحة الحروب الداخلية لتشمل لبنان بفضل حزب الله , ثم أن للتددخل دون قرار من مجلس الأمن تأثير على سمعة أمريكا , التي تريد تحسينها , وأخيرا موضوع الحريات والديموقراطية , فهذا أمر أقل أهمية من هدوء الجبهة مع اسرائيل , التي تضمنه السلطة السورية بشكل مثالي , ثم هناك عامل التدرج في السياسة الدولية , التي قاربت الآن من الوصول الى البند 41 من المادة السابعة , وبعد البند 41 يأتي البد 42 , وكلما توحشت الواقعة السورية وكلما ازداد عدد القتلى والخراب , ازداد دعم الرأي العام الأمريكي والرأيي العام العالمي لخطوة عسكرية امريكية -غريبة , ولا أظن على فيالق الجيش السوري ترعب أحد , ففي حرب كتائب الأسد ضد الجيش الحر , الذي يبلغ من العمر عدة أشهر , هناك صعوبات كبيرة , أجبرت كتائب الأسد على استخدام الطيران والقنابل العنقودية ضد الشعب السوري , وهل من الممكن تصور ذلك ؟؟الجيش السوري يقذف القنابل العنقودية عل مدن سورية ؟ وقذف القنابل العنقودية على البشر لايعني أقل من حكم الاعدام على هذا الجيش , الذي سوف لن تقوم له قائمة , جيش صدام قام بنفس الفعلة , ثم انتهى , جيش القذافي كذلك , والجيش الصربي ..وجيش عيدي أمين , والأمثلة في العالم كثيرة ..
لا أظن بأن الوقف الروسي نابع من الشعور بالحاجة الماسة لطرطوس , وليس نابعا من الشعور بالقوة العسكرية المفرطة , وانما نابع من الاعتقاد على أن الغرب متردد بخصوص موضوع التدخل العسكري الآن , والوضع قد يتغير بين ليلة وضحاها , وعند وجود العزم والارادة عند الغرب , سيتفرج الروس على المشهد مكا تفرجوا في واقعة يوغوسلافيا وكوزوفو والعراق وليبيا , وقد تعمدت عدم ذكر الصين وايران , اذ ليس لهؤلاء أي وجود جدي في الحسابات العسكرية العالمية ..أيضا متفرجون