المقايضة ..سوريا الى الأبد ! أو الأسد الى الأبد !

لايكف النظام عن شجب محاولات تقسيم سوريا والتنديد بها , على أنها مؤامرة خسيسة  , حيث يتصدى النظام لهذه المؤامرة  بكل ما أوتي من قوة  وعزم وتصميم , ولا يمكن للسوري  الا أن يفكر في هذا الأمر المصيري  , والتفكير  الجاد يقود الى  مفاجأة من النوع الثقيل , هناك شك  كبير  في مصداقية مايقال عن   بذل كل جهد في سبيل الحفاظ على وحدة الوطن , وهناك شك  في أن وحدة الوطن  ليست  لها أهمية تذكر , فالمهم هو  الحفاظ على السلطة  مهما كلف ذلك .

لا أريد الغوص في الماضي القريب , ثم التذكير باختفاء اللواء  من الخارطة السورية  بعد  الخطوبة السورية -التركية  في الأعوام 2004  و 2005 , انما اريد التنويه الى رفرفة العلم الكردي  في المناطق الكردية  في سياق  الأزمة الحالية , حيث  أعطت السلطة المناطق الكردية  نوعا من الاستقلال  أو حنى الاستقلال الكامل  بشرط وقوف الأكراد الى جانبها في  صراعها مع تركيا , انسحب عسكر السلطة من قامشلو   وما يجاورها  في  اطار صفقة دنيئة .. وقد يكون  في نيةالسلطة  توظيف  الأكراد مبئيا  ومرحليا في خدمتها , ثم ترتكب بحقهم المجازر بعد انتهائها من مجازر حلب  وغيرها !.

ان فكرت السلطة  بخديعة الأكراد  مرة أخرى  , فهي ساذجة حقا ,  وسوف لن يكون بمقدورها  لف  العلم الكردي ولفلفت القضية الكردية كما فعلت سابقا ,  العلم الذي ارتفع  سيظل مرتفعا , وسنرى أعلام أخرى في  المستقبل القريب  ترفرف  على مناطق مختلفة من الوطن السوري .

للأكراد كل الحق  في  استغلال الأزمة الحالية  لتحقيق  تحررهم من الاستعمار الداخلي , وأصلا لامصلحة  مبدئية للأكراد في الانفصال , الا أن وجوهم  داخل  الوطن  لم يقدم لهم  الا الاذلال  والقهر  والتهجير  واحاطتم بالأحزمة  ..العربية ..العلوية ..الأمنية  , ثم الغاء انتمائهم  للوطن عن طريق    نزع الهوية السورية عنهم . النظام هو الذي  اجبرهم  على  الاتجاه نحو الاستقلال , وهو الذي جعل من مشروعهم الاستقلالي  مشروعا شرعيا ,  النظام ينكلم عن الوحدة الوطنية , ولا هم له الا تدمير هذه الوحدة ,  وتدمير الوحدة مع الأكراد  ليس  أول تدمير أو آخر تدمير , وانما ندمير ضمن العديد من الدمار السوري , لقد حول النظام   الانتماء القومي الى انتماء  طائفي , وشكل  طائفة خاصة به   ليس من أجل وحدة الوطن , وانما من أجل  تسهيل توظيف هذه الطائفة في خدمته , وقد نجح  في ذلك  على مدى نصف قرن من الزمن , الا أن نجاحه  الى الأبد هو  أمر مشكوك به  ..الأسد سوف لن يكون الى الأبد , سوريا ستكون الى الأبد  بدون الأسد .

مشاكل الاعلام  المختلفة  الانفصالية   ,  ومنها العلم العلوي  الذي  يرفرف فوق بعض المناطق  ومنها الدريكيش مثلا  , ليست مشكلة   الرغبة المبدئية  في الانفصال , وانما مشكلة  انعدام المقدرة على العيش  تحت ظل  وهم الوحدة  , الوحدة وهم  في ظل تقسيم الجيش  وتحويله الى  كتائب الأسد ,  الوحدة  وهم في ظل   تحويل الوطن  الى مزرغة خاصة بالعائلة ,  وهل هم المواطن  الوحيد هو خدمة العائلة ؟  وما هي مكاسب هذا المواطن من خدمة عائلة  دمرت وجوده ووطنه ,  وحولته الى انسان  ممقوت  ومرفوض في كامل  أرجاء المعمورة ,  انسان متهم بالتوحش , لأن سلطة بلاده  تمارس  ما لايمكن تصوره من الوحشية والبربرية ,  لقد دمر النظام  الفخر السوري , ولم يعد  الحديث  عنها  الا ثرثرة مقرفة مقيتة …السوري هو الانسان  المطرود  من كافة المؤسسات الدولية  وآخرها المؤتمر الاسلامي .

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *