هل من العجب أن يبقى الخوف سيد الموقف في جمهورية الخوف , الخوف في بلادي وحش يلتهم يوما بعد يوم وكل يوم مئات من الجثث , وحش بري بحري يسبح في بحور الدماء والدموع , وحش افترس حتى بسمة الأطفال ..لم يعد الطفل في بلدي براءة , لقد أصبح مصنعا للدموع والجوع والهلع ..جيل المذابح والابادة ..جيل المستقبل ! كلام هراء !!, لامستقبل في بلاد تأخرت خلال خمسين سنة مئة وخمسين سنة الى الوراء , بلاد تبلقنت وتصوملت وتأفغنت تحت اشراف القيادة التقدمية الحكيمة , وكيف لو لم تكن القيادة تقدمية وحكيمة ؟؟ وكيف لو يكن الرئيس داهية سياسية ؟اطمئن يا انسان الحجر , سنصل الى عصر الحجر تحت رعاية القيادة والقائد المؤبد.
لافائدة من استحضار المزيد من التشاؤم , الموجود كاف وواف , نحن في مرحلة الشهادة والاستشهاد ..في مرحلة التكبير والتكفير, في جمهورية الخوف والتعتير …الانتحار ممارسة جماعية ..النظام انتحاري بامتياز ولا يمر يوم الا ويعلن الامام استشهاد العديد من الشبان , وفي المقابل يعلن المفتي شهادة العديد من المخلوقات السورية , ولأول مرة يتناقص عدد السوريات والسوريين ..الحرب المقدسة المفلسة من كل أخلاق تنظم كل شيئ ..الحرب في سوريا أصبحت نظام جتماعي .. ليس منذ ستة عشر شهرا , وانما منذ عقود تحارب سلطة عائلية مهترئة العقل والانسان ..الا أنها أصبحت أكثر شهرة في الشهور السابقة , قل لي أيها المواطن الأبله , في أي دولة في العالم تقصف المدفعية والطيران بيوت السكان , قل لي يا سيادة التاريخ من هدم بيوت ادلب وحلب على رؤوس سكانها ؟ هل كانت اسرائيل ؟؟معاذ الله , انه القائد , ويا للعار يابشار !!
قبشار يبشر بالحوار ليل نهار ,ومن سيتشرف بحوار بشار ؟ عندما يعتبر الأستاذ بشار الشعب السوري عصابة , عصابات من الحدود الأردنية الى التركية ومن البحر الى الصحراء , كلهم تكفيريين , منهم من يقبض الألفين ليشتم سيادة الرئيس , ومنهم من يقبض عشرات الألوف من أجل ممارسات الفرقعة ..فرقعة ومفرقعات ..خيانة وخيانات , وما من شريف الا المؤيد الى الأبد , وما من شريف الا من يحرق البلد في جمهورية الأسد !!.
دونية لامثيل لها , الأمة أصبحت كسيحة واذا تحركت , تتحرك الى الوراء , نبتعد عن الجوار الذي يتقدم في ظل الياسمين والقرنفل , كم أشتهي لو أصبحت تونسيا أو ليبيا أو مصريا او حتى يمنيا ..دونية لامثيل لها ..لقد حرق البلد حتى قبل أن يرحل …فكيف ستكون المحرقة لو رحل ؟
على هذا السؤال اريد اعطاء جواب لايتوقعه أي من المتشائمون , لو رحل سينتهي تاريخه المتمثل بما نراه اليوم , لو رحل سيعم الهدوء في البلاد وسينتهي القتل على الهوية , وسوف لن يذبح سني علوي أو علوي سني , حيث ليس للسني أو العلوي أي مصلحة بذلك , من له مصلحة بذلك هي العائلة التي سقطت وسترحل… شاءت أم ابت .
من ربط مصيره طوعا أو قسرا بمصير سلطة الأسد , سيرحل أيضا , والكلام هنا موجه خاصة الى بعض رجال الدين من الطائفة المسيحية , الى المطران لوقا الحوري والى البطرك اللحام , الذين يدعون التلمذة عل يد المسيح , في أي انجيل طلب منكم المسيح توزيع الروسيات على الرعية ؟ الرعية التي ضللتموها وخدعتوها ستبقى , أما انتم فبائدون , وعندما اتحدث عن رحيل السلطة , اعني أيضا رحليكم ,فكل منكم أسوء من ألف بشار , وأسوء من ألفي ماهر ورامي , انتم أساس الفساد , أنتم الشر في ثوب الناصري , ولا معنى للثورة الا بتطهير البلاد منكم , البلاء لايولد من رحم واحد وبشار ليس أول وآخر من أساء .
البطش أب الانتقام وأمه , وهل توقف البطش يوما واحدا خلال نصف قرن ؟ لم يتوقف , حيث بلغ مؤخرا أشكالا أسطورية , الا أن الوليد سوف لن يتثنى له طول العمر , رحيل الأسد يعني رحيل البطش , ورحيل البطش يعني رحيل الانتقام , وسوف لن يجدي التخويف , سوف لن ينتقم أحد من أحد , وتجارب الشعوب الأخرى تبرهن عن صحة ذلك , الا أن ذلك لن يحدث الا اذا رحلت قافلة الأسود بما فيهم المطران لوقا الخوري واللحام وكل من حول بيت المسيح الى مغارة لصوص , وقد يحاول التشاؤم هنا قتل التفاؤل بالقول ..وما هو شأن العراق ؟؟ أقول في العراق ذهب صدام , وبقي الألوف من نسحة صدام , لذا يجب أن يكون الاقتلاع في سوريا جذريا , كل الأسود الى الغابة والى مغائر اللصوص , احزم يالوقا الخوري الحقائب وخذ معك الدم والدميمة , لم تخلق لتعيش بين البشر , اذا تعود من حيث أتيت ..الى الغابة وبئس المصير .
لقد حولتم أيها السادة البلاد الى جمهورية الانحطاط , الى جمهورية الجنرالات , التي تفجر الجنازات وتمارس المنكرات , أمنتم الراحة لاسرائيل طوال اربعين عاما , وأمنتم لشعب هذه البلاد البلاء لنصف قرن من الزمن ..الاستبداد والسجن والفساد والتعسف والطائفية والسرقات , وكلكم أصبحتم بعون القرابة من الرئيس من أصحاب المليارات , الم يكفي ماسرقتوه لحد الآن ؟؟ خذوا ملياراتكم واذهبوا كما ذهب رفعت الأسد واياد غزال وغيرهم كعبد الحليم خدام وطلاس , هناك في الغربة ستكونوا أصدقاء وأحباب , فالمليارات لاتصاحب الا المليارات, سيعود الوئام بين الخدام وغزال ورامي والعائلة المالكة ..بالله عليكم اذهبوا ولاتنسوا شبيحنا لوقا الخوري واللحام … خذوه معكم الى مغارة اللصوص.
لقد دفنتم غريزة الكلام حية نرزق في مقبرة الصمت , دفنتم الحرية وهي حية في مقبرة الرغيف , احدى منجزاتكم كانت المقابر الشعبية الجماعية ,من لم يمت من القصف , سيموت من الجوع , ابتكرتم حضارة قطع الأطراف واللسان , وعلمتم الشعب ثقافة العنف والدجل والانبطاح , ولايجوز في هذه اللحظة الا القول على أننا جميعا كنا شركاء لكم في جريمة الصمت وفي أكذوبة جمهورية الدم والوهم ..أعتذر من كل طفل ومن كل قتيل , لولا صمتنا لما حدث مايحدث الآن !