تلفيقات سرجونية !

نارام سرجون  يريد الوضوء بالصهيل ,  ويريد لصوته ارتداء ثياب  المغاوير ( مقالة بعنوان  الوضوء بالصهيل   ..والصوت الذي  يلبس ثياب المغاوير)   وقد شجعني  قصر المقالة النسبي على القراءة , ذلك لأن الأستاذ سرجون  لايكل ولا يمل من اللغط والمط , يكتب مقالا من  صفحات وصفحات , وفي النهاية  يسأل  اللاهث لاصطياد  الأفكار , أي فكرة اراد الأستاذ سرجون  توضيحها  والتبشير بها   , وما هي الرسالة التي يريد الأستاذ الكريم ايصالها الى القارئ ؟ ,  نادرا مانجد فكرة , والأندر من ذلك رسالة ,وأسلوب الأستاذ الكريم  واحد  , حيث يبدأ الأستاذ  أحيانا  بتطعيم صفحته الأولى  بأسماء بعض الكبار  في الفكر ..هيجل ..  أسبينوزا   وغيرهم ,   والضليع بموضوع الكبار من أهل الفكر   ينتابه العجب  بسبب حشر السرجون لهذه الأسماء  في  صفحة العرض والاستعراض الأولى ,  والتعجب الأكبر يصيب  ذوي المعرفة لأن الاستاذ سرجون  لايعرف من هؤلاء الكبار الا أسمائهم  , التي يتاجر  بها  بصلافة  وانتهازية لامثيل لها . ومقاله الحالي  لايختلف عن غيره من حيث فراغه الفكري , المقال يبدأ    بنعوة  الاعلامي محمد حوراني  , ثم  يوظف القتيل الحوراني  , كما وظف  أسبينوزا , في  نشاطه الانتهازي ,وبالنهاية لايريد السرجون الا ممارسة الشتيمة  والتملق والتلفيق  ,كما هو حال غيره مثل جمالو أو محمد الأحمد ,  ومن الممكن أي  يكون أسم السرجون هو قبعة يختفي تحتها على جمالو أو محد الأحمد , وسيان   كان السرجون من كان , اني هنا  في سياق نقد  وتحليل مقالة  , ولست في سياق  دراسة الآخرين وتحليلهم نفسيا .

قبل القدح والشتم  يبدأ المدح ,  وهدف المدح هنا برنامج  من اذاعة دمشق   في الثمانينات  ,  كان المشرف عليه محمد حوراني ,  ولا أريد التطرق الى شخص الحوراني , انما أريد  التأكيد على  حقيقة مرة لمسناها  في مجمل المناسبات والحالات , والحقيقة تقول   ,على أن اذاعة دمشق  , واذاعة صوت العرب من القاهرة ثم أحمد سعيد   وغيرهم  من المذيعين والمذيعات والأصوات والمحطات  , لم يمثلوا ,من أكبرهم الى أصغرهم   ومنذ وجودهم وحتى الآن , الا أبواقا  تافهة  تنحصر فلعليتها في  مدح الفرعون   وسباب ثم قدح معارضي الفرعون  ,  وهذا المقال الذي بأيدينا  هو مقال فرعوني بامتياز ..السرجون   فهمان في كار الكولكة  , الذي  تقتصر وظائفه على القدح والمدح .

في سياق أحداث 1980 قتل محمد حوراني  على يد الاخوان المسلمين !, وقتل غيره أيضا  ومن الاخوان المسلمين قتل أيضا عشرات الألوف  , ولم يكن واضحا في كل حالة من مارس القتل ,  ففي  حالة الدكتور محمد الفاضل  يقال ان قاتله ليس الاخوان وانما رفعت الأسد .. الحقيقة هي من أول ضحايا العنف  , ولا أظن  على أن الاستاذ سرجون يعرفها  رغم ادعائه لملكيتها  بشكل مطلق .

لايكاد الأستاذ سرجون  ينتهي من البكاء والنحيب  على محمد حوراني ,حتى يبدأ   مقلدا  ومستحضرا أسلوب   صاحب الصوت المدوي أحمد سعيد   , الذي   أتحف الأمة العربية من المحيط الى الخليج  ببرنامجه ..أكاذيب وحقائق   , وقد بينت الأحداث بعد   انتقال  أحمد سعيد الى رحمته تعالى , على أن السيد المذكور لم يتعامل مع الحقائق كما كان كل منا يظن , وأحمد سعيد وغيره من الأعراب الفاعلين  في الحقل الاعلامي لم يكونوا الا الحثالة , وبهم تمثل الانحطاط المهني في أبشع صوره  , الا أن اهتمام الأستاذ سرجون لاينصب على الاعلام ومشاكله وقصوره وتدنيه  , انه يريد   توظيف شسئا ما   في مهمة حصان طروادة , وليكن محمد حوراني , وذلك لكي  يصل في النهاية الى غايته , التي هي أولا وأخيرا تملق  سلطة خاوية  فكريا وعقليا  وضميرا ,أما الشتيمة , فهي عنصر مساعد , وقد تصبح أساسية  وذلك حسب مزاج الفرعون , تارة يريد  الفرعون المدح  , وتارة أخرى شتم معارضيه فقط !, ومن يريد تعلم هذا الكار , عليه بالمعلم نارام !

الذئاب ..الذئاب ..يتحسر السرجون ..قتلو محمد حوراني  لأنه أزعجهم .. ثم يقول لقد كان صوتا يرى في الظلام ,صوت يطهر القلب  ..صوت غاضب  , لايشبه غيره من الأصوات  ,  لأنه كان صوتا  ارتدى ثياب المغاوير  وفعل فعلتهم ,  وهل يمكن اعتبار ماقاله  الأستاذ سرجون مديح  بالقتيل ؟ فالصوت  الذي يرى في الظلام ويطهر القلب   لايمكن ان ينتمي الى المغاوير  ,خاصة اعلاميا  , وكلمة مغاوير في الاعلام  هي كلمة تتضمن الكثير من التجريح   , الاعلامي  يجب أن لايكون من المغاوير   ,   ولباسه ليس  لباس المغاوير  , وبهذه العبارة ذات النكهة المقرفة    يتم  الاستهزاء من “مغاوير”  الصحافة اللبنانيين  .. من ابراهيم الأمين   ونقولا ناصيف  وجوزيف أبي فاضل , حيث ان عبارة المغاوير اعلاميا  تشير الى المرتزقة الاعلامية , وبهذه المناسبة   اريد  التنويه الى  انقلاب جزء من المغاوير اللبنانيين  على ولي نعمتهم ,الذي سارع الى فضح شبيحة  الاعلام من المغاوير  بقوله ..كلهم كانوا  موظفين في المخابرات السورية  , لعنهم الله …. لايعترفون بالجميل   ويبصقون في الصحن الذي يأكلون منه !.

وصل  الأستاذ سرجون الى مكة  التلفيق والدجل   وبدأ بالدوران حول الحجر الاسود  ,  والمكة التي بكى على حجارها , هي  الاخبارية السورية ..مكة الاعلام السوري أو مكة العهر الاعلامي السوري , تعرضت  الى هجوم من الذئاب أودى بحياتها ,  عوجلت في صباها  وذلك على الحان  العواء الثوري , كما تفضل البليغ بالقول  , وليس من البلاغة اطلاقا  صياغة تعبير  كتعبير  ” العواء الثوري”  حيث تناقض مكونات هذا التعبير نفسها ,كلمة “ثورة” تعني بشكل عام  انتفاضة ضد   السيئ, والعواء  ممارسة  من هو سيئ (مجازا الكلاب هم  السوء , مع أن معظم الكلاب  أفضل من الكثير من البشر ) , لايمكن القول  تقليديا  وعلى  سبيل المثال   “عاهرة  شريفة , أو وطني خائن لوطنه   ..الخ , وارتداء  ثياب الذئاب من قبل البعض الثائر لايعني  على أن الثورة  هي ثورة ذئاب تعوي  , ثم ان شرعية الثورة السورية , هي نتاج  لعدم شرعية السلطة , كما أن خصائص الثورة الايجابية (فرضيا) هي انعكاس لخصائص السلطة السلبية ( واقعيا)  , , وبشكل عام لايمكن اخضاع حركة الثورة   أو المعارضة  للنقد والتقييم  والتفكيك  قبل وصولها الى الحكم , واكثر مايمكن قوله عن المستقبل مع  الثوار  هو افتراضي  , بينما   تخضع السلطة الى  تقييم واقعي  , لأنها تحكم منذ العديد من العقود , ونتائج حكمها  أصبح أكثر من واضح .

هل  هناك من يقول , شعبا  وسلطة ,على أن الاعلام  السوري يتصف بشيئ ما الا الدجل والكذب والتزوير والقصور ؟ نعم انه  الأستاذ سرجون  , الذي يصف مغاوير  الاعلام السوري” بالأيائل ” ,يبكي   الأستاذ سرجون وينتحب على الاخبارية السورية  المقتدية  بقناة الدنيا , مهددا متوعدا .. انها (أي الاخبارية ) صوت لم يتوقف ولن يتوقف صوت  يرتدي  ثياب المغاوير   , صوت سيطفئ “العواء ” الثوري  مهما على واشتد , وسيبقى  فقط صوت “الأيائل ”  وصهيل الخيول …..لله درك  يا أستاذ   نارام سرجون , وكأنك تقول ..ابشروا  الفساد باق  الى نهاية الكون , ..مرة أخرى لله درك  أيها المنافق !!. ثم يتعجب   الأستاذ نارام   ويسأل  عن مصدر النصائح  للمعارضة ,  التي تقوم بالثورة المجنونة , ويحث على  عدم ترك البلاد  للذئاب التي تكتب بياناتها بالحبر الأحمر  المقطوف من  دم ضحايانا , هنا اراد العاجز  لغويا تجنب القول , انهم يكتبون بياناتهم بالدم .. يكتبون بالحبر الأحمر القاني المقطوف من دم ضحاياه ..  ركاكة   وانحطاط بلاغي ..صفر في  مادة  الانشاء والتعبير  وذلك في الاعدادية  ..فالحبر لايقتطف من الدم  ..دمامة غير مألوفة ..ثم  يتابع  كالثور الهائج ,  اذ يتهم الثوار بأهم جعلوا من العنف دستورا , وقد ظنيت على أنه يتكلم عن السلطة السورية  التي جعلت من  العنف  واللصوصية دستورا , ايضا التبس الأمر علي , عندما قال  جعلوا من الهمجية  دستور حياة ,وهل هذا مافعلته الثورة ؟ أو أن السلطة تقوم بذلك منذ أكثر من أربعين عاما , وبسبب ذلك  تتبوء السلطة  المرتبة قبل الأخيرة في مؤشر الفساد   دوليا , حيث لايفصلها  عن الصومال الا بعض المراتب القلية جدا , وبعون الأسد  ستطرق سوريا أبواب المرتبة الصومالية قريبا .

اما الالتباس الأعظم فقد بليت به عندما قال الكاتب  على انهم , أي الثوار , جعلوا من  الر صاص  صندوق انتخابات  وبطاقات تصويت ..ويا لك من  وغد   مخاتل ملفق   ياسرجون  , انك  تصور لنا صناديق الاقتراع السورية وبطاقات الانتخابات  السورية , وكأنها بطاقات انتخابات سويسرية  أو سويدية , والثوار هم الذين قضوا على الديموقراطية والحرية السورية! , لقد تناسيت السلطة  وثراثها الارهابي  وتجاهلت صناديق  الاقتراع السلطوية والرعاع  , الذي اعلن النتائج الأسطورية  100% لصالح الأب  ولعدة مرات على التوالي  , وفقط 99% لصالح الابن  ولمرتين لحد الآن !!  انه من الثرثرة التحدث عن اغتيال الديموراطية على يد  الثوار ان كانو مسالمين أو مسلحين , الكاتب ينصح بعدم الاسترخاء   في الحرب على هذه الثورة المجنونة ..هداك الله ورفع من عزيمتك ..فالى الحرب على الثورة  !, لأن انتصارك عليها  برفقة السلطة هو انتصار للحرية  والعدالة الاجتماعية والديموقراطية والشفافية والقضاء   والاشتراكية  والوحدة ..فكل ذلك كان  من انجازات  الثامن من آذار  ومن انتاج الحركة التصحيحية  , والاصلاح الذي يقوم به الرئيس  منذ أكثر من اثني عشر عاما  , والى أين  مع العائلة واصلاحها وصلاحها ؟؟؟ حيث الاصلاح يترافق مع مزيد من الخراب , الذي تقدمه العائلة الكرية للشعب  على صحن من الذهب.

تسأل  , كم هم خطررون على حضارتنا ! , وما هي معالم   حضارتك  أيها البدوي ؟,  وما هي علاقة حضارة ماقبل سبعة  آلاف سنة  مع الأعراب والقومية العربية  والبعث , , تقول كرههم اسرائيلي لبلدنا  , وكأنك تقول ان هذا البلد ليس بلدهم أيضا, ثم تقول على ان القضاء على الثورة سيؤلم اسرائيل ,  وتنسى على  أن  اسرائيل  تنعم بالهدوء  المطلق  على الجبهة السورية منذ حوالي أربعين عاما  , تقول ان  الثورة خسرت  شعار السلمية , ولماذا تطلب من الثورة أن تكون سلمية ؟ مع العلم على أن السلطة لم تكن سلمية في تداولها مع  الثورة ,فالحل الأمني لم يولد , كما يتصور غبائك يوم 15-3-2011, وانما ولد قبل حوالي  أربعين عاما , انك تطلب السلمية من الثورة ليس محبة بالسلم , وانما لتسهيل الانقضاض على  الثورة  واستفرادها من قبل الشبيحة ,  , ثم تسأل عن  الحجم الديموقراطي  الذي ستأتي به قطعان الذئاب , وأسألك عن الحجم الديموقراطي التي أتت به السلطة  خلال أربعين عاما , ولماذا  لاتصدق الثوار ثانية واحدة ؟ , في حين انك  تصدق السلطة الأسدية ليس لثانية واحدة  وانمالأكثر من نصف قرن  , تحذر  من خداع  الثورة ..ماذا لو حكم هؤلاء ؟  وكيف سيكون الحال مع حرية الكلمة  في البلاد؟ , وهل توجد  أصلا حرية للكلمة في سوريا الأسد منذ أربعين عاما ؟ , ثم تقول  , كيف سيعارضهم  شخص دون  أن يموت قتلا  , ومن أين يعرف ضارب الرمل وقارءئ الكف كل  ذلك ؟, وهل يموت المعارض قتلا في مصر وتونس؟ ,  وماذا فعلت السلطة بالمعارض السوري على مدى نصف قرن؟ , ألم يوت الألوف قتلا في سجون السلطة ؟   ثم تسأل عن مصير الحوار  بعد رحيل الأسد  وكيف  سيفهم هؤلاء الحوار والاقناع  بالحجة والبرهان والمنطق والاعلام ؟؟ أقول ساخرا منك ومن السلطة التي  تتملقها , لقد تعلم  هؤلاء الحوار  والاقناع بالحجة والبرهان من الأسد   ومن حكم  العائلة … ألا تخجل ؟.مصدر العنف الوحيد حسب النظرة السرجونية هي المعارضة , وعنف المعارضة  رفع من  الاحساس  بأنه من الخطر الشديد  التخلي عن الاجهاز الكامل  على هؤلاء المسلحين , أي أن السرجون يريد أن يجهز عليهم  جميعا , ولم يشك أحد في نية السرجون أو نية السلطة , السرجون يجب أن يسأل  عن امكانية القضاء عليهم , والسلطة  نعرف ذلك  وتحاول جاهدة  , الا أن الحظ لم يرافقها لحد الآن , وسوف لم يرافقها  , وسيأتي وقت  تجد به يا أستاذ سرجون  الكثير من انبياء البلاد وراء القضبان …الا تتذكر صدام ومبارك والقذافي وعلي عبد الله صالح وبن علي ؟ وكيف كان مصيرهم ..ذنبك على جنبك !!, واطمئن  انك تقوم  بواجبك من أجل المعلم  , وقد استنزفت  كل طاقتك ..انك حزين  لانك لست من  المغاوير, وبالتالي لاتحمل البندقية “المباركة ”  بارك الله من  قدرك .. انك تحمل البندقية المباركة , وهل سمعت  بمجرمي القلم ؟  انك أحدهم , ثم انك تتحدث بلغة الوحدات الخاصة بدون أي شك  فهنيئا لك بهذا الشرف الفائض .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *