سوريا منشقة ! هناك سلطة وزبانيتها , وهناك شعب بدون سلطة , أقول “زبانيتها ” ولا أريد الاعتذار من أحد على هذه الكلمة , حيث من الطبيعي القول “السلطة ومؤيديها” , لم يبق في سوريا ماهو “طبيعي” , لذا يمكن استخدام كلمات لاطبيعية ,ففي رأس من يؤيد السلطة موال شخصي نفعي ماديا ومعنويا وطائفيا ..الخ المواطن الذي يفكر “سوريا” لايستطيع تأييد سلطة خربت سوريا بمنهجية همجية , وأهم معالم تخريب سوريا على المدى المتوسط والبعيد هو انشقاقها وشطرها وبعزقتها وتشرزمها , ولما كان الأمر كذلك فلما العجب من انشقاق ضابط في الحرس الجمهوري ؟
ترنح نضال نعيسة وغيره من الأقلام التي أصبحت طائفية وفئوية دائخا تحت وقع ضربة انشقاق العميد مناف طلاس , وحاول فهم اسباب انشقاقه , وأول ماخطر على بال البلية التعيس نعيسة هي نظرية العودة الى الأصل , لأن العميد بانشقاقه عاد الى أصله !, ولم يفصح المنفصم نعيسة عن أصل العميد طلاس , ماهو هذا الأصل الذي عاد اليه العميد ؟؟أظن على المنفصم نعيسة لمح بذلك الى أصله السني , أي أنه عاد الى السنة , وخان ولي نعمه ونعمته العلوي , ولا أعرف لماذا ليس من المسموح للعميد طلاس أن يخون ولي نعمته ؟ , بينما يخون التعيس نعيسة ولي النعمة يوميا , ومن يقرأ مايكتبه نعيسة عن الحكم والحزب والنظام يصاب بالعجب , من ناحية يشهر المنفصم نعيسة بالسلطة والنظام والحكومة والدولة بأقسى الكلمات , من ناحية أخرى يريد لهذه السلطة البقاء , ويعتبر من يحاربها بشكل من الأشكال خائن للوطن , وليس بمقدور مخلوق ممارسة هذه البهلوانية, الا اذا كان مصاب بمرض الشيزوفرينيا أي الفصام
لم تكن نظرية العودة الى الأصول هي المحاولة الوحيدة لتفسير انشقاق العميد , اذ هناك في جعبته المنفصمة أيضا تفسيرات أخرى , تفسيرات اراد لها أن تكون ادانة للعميد , الا أنها بالحقيقة ادانة للسلة والنظام , وكل ذلك من حيث لايدري ولايريد , اذ يتأسف نعيسي ” لقيام بعض سياسات النظام التاريخية على محاباة وتقريب البعض، وتدليل وتغنيج وتفضيل وإبراز شخصيات بعينها دون غيرها، وإقحامها وفرضها على ذوق وضمير الشعب السوري دون مبرر معقول أو وجه حق أحياناً، وأغدقت عليها الكثير من الأعطيات والهبات والامتيازات التي لا تخطر للمرء حتى في المنام والأحلام، لكن الأكثر أسفاً وحزناً وإيلاماً، أن هذا الأمر انتقل من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، حتى اعتقد بعض من هؤلاء النفعيين والمنتفعين أن الأمر أصبح شبه حق شرعي وراثي مكتسب لهم، لكن الأكثر وجعاً ومضاضة على النفس، ألا يتم، ورغم كل ما حصل، التخلي عن تلك السياسات، واستمرار التعامل مع السوريين وفق هذه الرؤى والآليات من التمييز والإيثار والترجيح والمحاباة” فنعيسي يعتبر العميد ناكرا للجميل , الا لاأن نعيسي يدين السلطة من حيث لايريد ادانة عملاقة , سلطة تقوم بما تفضل نعيسة بتعداده لاتمت الى تنظيمات الدول بصلة , ان من يقوم بما تقوم به السلطة من اعطاء الامتيازات وممارسة الكرم الحاتمي وتفضيل شخص على آخر وفرضها للبعض على الشعب ليس رئيسا لجمهورية , وانما مالكا لمزرعة أو رجل عصابات , لذلك قال البعض على أن سوريا تحولت من الجمهورية السورية الى الجمهورية العربية السورية ثم الى سوريا الأسد وأخيرا الى مزرعة الأسود , وما قام به الأسود من انتهاك لمصلحة الوطن بتفضيلهم الزبانية آل طلاس على غيرهم هو أمر مخجل , وبأي قانون يغدق الأسد على آل طلاس بالأعطيات والهبات والامتيازات ومن له أن يهب مواطن ما شيئا ما , لقد كنت أظن على أنه رئيس للجمهورية , يعيش من راتبه الشهري وليس خليفة أو زعيم عصابة للتشليح او صاحب مزرعة , لا اشارك نعيسي في خيبة أمله من العميد طلاس , وانما خيبة أملي كبيرة من السلطة ورأسها, الذين دمروا الوطن بعقليتهم البدوية .
لم تكن نظرية العودة الى الأصول هي المحاولة الوحيدة لتفسير انشقاق العميد , اذ هناك في جعبته المنفصمة أيضا تفسيرات أخرى , تفسيرات اراد لها أن تكون ادانة للعميد , الا أنها بالحقيقة ادانة للسلة والنظام , وكل ذلك من حيث لايدري ولايريد , اذ يتأسف نعيسي ” لقيام بعض سياسات النظام التاريخية على محاباة وتقريب البعض، وتدليل وتغنيج وتفضيل وإبراز شخصيات بعينها دون غيرها، وإقحامها وفرضها على ذوق وضمير الشعب السوري دون مبرر معقول أو وجه حق أحياناً، وأغدقت عليها الكثير من الأعطيات والهبات والامتيازات التي لا تخطر للمرء حتى في المنام والأحلام، لكن الأكثر أسفاً وحزناً وإيلاماً، أن هذا الأمر انتقل من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، حتى اعتقد بعض من هؤلاء النفعيين والمنتفعين أن الأمر أصبح شبه حق شرعي وراثي مكتسب لهم، لكن الأكثر وجعاً ومضاضة على النفس، ألا يتم، ورغم كل ما حصل، التخلي عن تلك السياسات، واستمرار التعامل مع السوريين وفق هذه الرؤى والآليات من التمييز والإيثار والترجيح والمحاباة” فنعيسي يعتبر العميد ناكرا للجميل , الا لاأن نعيسي يدين السلطة من حيث لايريد ادانة عملاقة , سلطة تقوم بما تفضل نعيسة بتعداده لاتمت الى تنظيمات الدول بصلة , ان من يقوم بما تقوم به السلطة من اعطاء الامتيازات وممارسة الكرم الحاتمي وتفضيل شخص على آخر وفرضها للبعض على الشعب ليس رئيسا لجمهورية , وانما مالكا لمزرعة أو رجل عصابات , لذلك قال البعض على أن سوريا تحولت من الجمهورية السورية الى الجمهورية العربية السورية ثم الى سوريا الأسد وأخيرا الى مزرعة الأسود , وما قام به الأسود من انتهاك لمصلحة الوطن بتفضيلهم الزبانية آل طلاس على غيرهم هو أمر مخجل , وبأي قانون يغدق الأسد على آل طلاس بالأعطيات والهبات والامتيازات ومن له أن يهب مواطن ما شيئا ما , لقد كنت أظن على أنه رئيس للجمهورية , يعيش من راتبه الشهري وليس خليفة أو زعيم عصابة للتشليح او صاحب مزرعة , لا اشارك نعيسي في خيبة أمله من العميد طلاس , وانما خيبة أملي كبيرة من السلطة ورأسها, الذين دمروا الوطن بعقليتهم البدوية .
نعيسة لايتفهم أمر انتقال الامتيازات من الأب الى الابن قاصدا بذلك وزير الدفاع المزمن الطباخ وزير النساء والمغرم بجينا لولو بريجيدا مصطفى طلاس وولديه وابنته , وينتقد عند هؤلاء اعتقادهم بأن كل ذلك اصبح حق شرعي لهم , وقد نوه نعيسة الى خاصة التوريث , وهنا أصابني التقزز والتعجب من انتقاد نعيسة لمبدأ التوريث الذي لايرى به أي شائبة بخصوص الرئيس , وهل أتى الرئيس الأسد الى سدة الحكم الا على مطية جواد التوريث ؟ واذا ظن آل طلاس على أن بعض الأشياء كالامتيازات وغيرها حق مشروع لهم , فكيف الحال مع كل الأشياء , التي يعتقد آل الأسد انها من حقهم الشرعي .. كامل المزرعة , وليس بعض بساتينها , نعيسة متأم وحزين بسبب بعض البساتين , التي آلت الى آل طلاس , اما أن يمتلك آل الأسد كامل البسلتين ومن عليها , فلم يحزن نعيسة اطلاقا , لربما لظنه على أنه أحد الورثة ..تعيس أنت يانعيسة .
يقول نعيسة متابعا الكلام التعيس “أوليس من المستغرب، أيضاً، أن قائمة عريضة طويلة من “المنشقين الثوريين” الجدد، هم من فتيان النظام المدللين سابقاً، ممن كانت القروش والطمع والشهوانية المادية والانتهازية والنهم والعامل المالي والتزلف والتملق والتقية من أبرز مكوناتهم الشخصية الأصلية، (دون أن يثير ذلك “أعين” الجهات الرقابية والوصائية التي تتحكم بالشاردة والورادة في حياة السوريين وترفع وتذل، ويا سبحانها، من تشاء بدون حساب فيما تستثار وتستفز وتتحسس لأي حرف من رجل وطني شريف)، ممن شبعوا وأثروا وكوّنوا أرصدة خرافية وأسطورية، حرموا منها معظم سكان سوريا الفقراء والشرفاء. ومن المفارقات الغريبة أن قائمة الثوار المنشقين الجدد لا تضم إلا أولئك الذين حظوا بتكريم ورعاية خاصة جداً ومحاباة ودلال، وصمتوا دهراً وعمراً عما يقولونه أنه فساد واستبداد فجائي اكتشفوه مع فورة ربيع ابن برنار، في الوقت الذي كانوا هم أنفسهم، في الأيام الخوالي، أيام العز والجخ والرخ والفشحرة والاسترخاء الأمني والبذخ، يطاردون الشرفاء والأحرار من يقولون عنهم اليوم “ثواراً”، وأنتم أكبر قدر، ويلاحقونهم ويشون بهم حين يتكلمون عن الفساد والاستبداد ويتناولون الظواهر السلبية ويرمونهم بما لم ينزل الله به من سلطان، فما عدا وما بدا، وما هو سر الأسرار، ولغز الألغاز في انشقاق هؤلاء”
اذا كان وضع أغصان الفساد ماديا قد أصبح كما قال نعيسة …شبعوا , وأثروا وكونوا أرصدة خرافية وأسطورية , فكيف حال “جذع” شجرة الفساد , هل يعقل على أن الاغصان حملت بما وصفه نعيسة من سرقات , والجذع يمارس التقشف الصوفي , اذا سرق الغصن كمية ما , فان الجذع هو السارق لمئات الأضعاف من هذه الكمية , العجلة من الشيطان يانعيسة , لقد كان على نعيسة أن يفكر أكثر بما كتبه , الا أن الحدث دوخه ولم يعد يعرف كيف يكذب بذكاء , وأحد اكاذيب نعيسة الغبية كانت قضية ترفيع طلاس الى لواء , حيث يقول نعيسة , على أن العميد طلاس انشق بسبب عدم ترفيعه الى لواء , وقد هدد بالانشقاق اذا لم تم الترقية , أي أنه قال للسلطة سأنشق ان لم ترفعوني الى لواء , وهل مصارحة من هذا النوع ممكنة في سوريا ؟ ,وهل ينتظر من يريد الانشقاق الا حبل المشنقة ؟
الدويخة ماقبل الأخيرة كانت حول الرتب , يقول نعيسة “وما ادراكم أن يصل ضابط في الجيش الوطني النظامي لهذه الرتبة (عميد) العسكرية العالية والرفيعة “, ولاشك بأن الواسطة هي التي أوصلت طلاس الى رتبة عميد , أليس من المنطقي والضروري هنا أن نسأل عن كيفية توصل الطبيب بشار الأسد الى رتبة فريق ؟ , وكيف توصل آصف شوكت الى رتبة لواء وكيف تمت ترقيات ماهر الأسد والكثير غيرهم , والسطو على المراتب لم يقتصر على العسكري منها , وانما تعدى ذلك الى المراتب العلمية ..الدكتور جميل الأسد ..الدكتور رفعت الأسد ..الدكتور مصطفى طلاس ,الدكتور بهجت سليمان ..الدكتور رستم غزالة ..الخ وهل حيازة بشار الأسد على أعلى رتبة عسكرية سبب للفخر أو سبب للشعور بالعار ؟؟ بشار الأسد اعلى رتبة عسكرية من ثعلب الصحراء رومل ومن مونتغمري ومن ديغول ومن تيتو ومن ايزنهاور , وحتى الجنرال مود لايرقى الى كاحله , والجنرال دايان لايرقى الى خصره , ومن في مستواه بشكل عام والعسكري بشكل خاص هو البشير السوداني .
نعيسة يستغرب حدوث الانشقاقات على الأخص من صفوف الزبانية ناكرة الجميل , , وكيف يمكن تفسير ذلك ؟؟
توجد عدة طرق لتفسير هذه الظاهرة , هذا اذا كانت صحيحة , والأرجح انها ليست صحيحة , ولنفترض صحة ماقاله نعيسة عن مصدر الانشقاقات وعن نوعية المنشقين , فنعيسة يقول على أنهم خونة ومن أسوء ما انجبته النساء , هذا يعني على أن رجال السلطة هم خونة ومن أسوء ما أنجبته النساء , و بما انهم خونة فلماذا لايستحسن نعيسة رحيلهم ؟؟ انه الفصام الذي تحدثت عنه في البداية .