قال اعلان لوزارة الداخلية مايلي :ضمن خطتها لتأمين كوادر متخصصة للعمل في الجهات التابعة لها أعلنت وزارة الداخلية عن رغبتها في تطويع عدد من الشبان من مواطني الجمهورية العربية السورية بجهاز قوى الأمن الداخلي بصفة صف ضباط من حملة شهادة المعاهد المتوسطة بكل فروعها.
وبينت الوزارة في بلاغ لها أمس أن المقبولين سيخضعون لدورة تدريبية عسكرية مدتها ثمانية أشهر إضافة إلى أربعة أشهر مرانا في الوحدات الشرطية وبعد اجتيازهم فترة المران بنجاح يمنحون رتبة رقيب اول درجة أولى.
لماذا هذه الحاجة الى الجديد والاضافي من قوى الأمن , مع أن النظام يقول , على أن الجيش لم يوظف فيالحرب الأهلية أكثر من 10% من قوته الضاربة , هل توظيف الباقي أي 90% محفوف بالمخاطر ؟
نعم انه محفوف بالمخاطر ,وأول المخاطر هو الانشقاق , اذ ليس من السهل أن يمارس العسكري المجازر ضد أهله , وخاصة في الوضع الحالي , فالمجازر لم تعد محصورة في منطقة معينة , وانما شاملة لكامل الجغرافية السورية , لذا ينشق العسكري ويلتحق بالجيش الحر , ويقال على ان عدد أفراد هذا الجيش بلغ عشرات الألوف .
القوى الجديدة التي يريد وزير الداخلية الشعار توظيفها تتسم بما يكفي من الولاء الذي تحتضنه الطائفية والمذهبية , انها خطوة اضافية نتيجتها نعميق تطييف المجتمع السوري , وبالتالي خطوة باتجاه الخراب السوري .
هناك تقارير تقول على أن المصدر الأساسي لتسليح المعارضة هي مستودعات الجيش السوري , التقارير تقول على أن المعارضة تشتري اسلحتها بشكل رئيسي من ضباط في الجيش السوري , وقد نشر موقع “الحقيقة ” تقريا مفصلا عن هذه المبيعات وعن حجمها الذي بلغ حدا اسطوريا , وهناك الكثير من الدوافع لبيع الأسلحة , الا أن أهم هذه الدوافع هي حالة الفساد التي تجذرت الآن في نفسية المجتمع السوري , هناك نوع من الميوعة في ممارسة المواطنية , التي لم تعد هدف وممارسة كل انسان سوري , العلاقة بين الوطن والمواطن تزعزعت بشكل رهيب , وسبب ذلك واضح , الوطن الذي لايحترمني لا أحترمه , الوطن الذي يحتقرني أحتقره , ومن أدخل الوطن في هذا الخلل هو النظام السوري , الذي حول الوطن من مدافع عن المواطن الى قاتل للمواطن , حول السوري من مواطن الى مستوطن , ولا علاقة لذلك بالمؤامرة ولا بالامبريالية والمشاريع الصهيونية , فمن علم المواطن السرقة والاحتيال والكذب والدجل كانت السلطة التي تسرق وتكذب وتدجل , فكيف للمواطن ان يكون ملاكا أو نبيا بعد دورة تدريبية للفساد تستمر منذ مايقارب الخمسين سنة .
السلطة علمت المواطن على أن المواطنية هي مجرد ثرثرة , لقد علمته على أنللثرثرة وظيفة مهمة , ثرثر أيها المواطن بخصوص الممانعة والمقاومة و تصبح ممانعا ومقاوما , ومن يشك بممانعتك ومقاومتك يدك في السجن , انه ذاك العميل الذي يوهن الشعور القومي ويشكك بأهداف ثورة الثامن من آذار , ثورة المقاومة والممانعة , العميل الى السجن الى ماشاء الله ..سنين بل عشرات السنين !
هناك عوامل عديد تؤثر على امكانية انخراط الجيش في الحرب ضد الشعب , ولكي تستطيع السلطة القيام بهذه الحرب , جندت بشكل مؤقت وبأجر يومي الشبيحة , الآن يريد وزير الداخلية تنظيم ذلك , الشبيح سيصبح موظفا , وبذلك يصبح التشبيح رسميا السمة الأهم للسلطة السورية