المجازر مستمرة في الغابة

ينام الانسان السوري على أخبار القتل , ويصحو على أخبار القتل  ,ولم  تعد ارقام من القتلى حوالي 100 يوميا  تعتبر شيئا استثنائيا, المشهد يعيد نفسه  بضراوة  أصبحت اعتيادية  , نفرح لأن عدد القتلى رسميا  لم يتجاوز المئة والخمسين  ,ولا يحرك استنكارنا الا أعداد مافوق ذلك , وقد وصل العدد في بلدة التريمسة  الى 285 , لذا عقدنا العزم على ممارسة الاستنكار , في اطار اتهامات متبادلة  , السلطة  الى جانب سانا يقولون  ان القاتلة هم   القنوات الدموية والعصابات المسلحة , أما المعارضة فتقول مع مابقي من سكان البلدة ا الأحياء ومع شامل محطات العالم الاخبارية  على أن الفاعل هي السلطة مع الشبيحة .

موقع الحقيقة يقول  ان  سبب المجزرة  هو ولاء القرية للسلطة  , وما حدث هو عمل انتقامي من المؤيدين  , وهنا الكذبة العملاقة  , فأنا لا أعرف القرية اطلاقا  , لذا اردت التعرف  عليها  من خلال الشبكة العغنكوبوتية  والنت  , وما وجدته  يشير على أن السلطة هيالتي  ارتكبت  المجزرة  , والسبب البسيط هو التالي  :  عند البحث  في الجوجل تحت اسم قرية التريمسة   ,وجدت   معلومات وفيرة جدا عنها , وهذه المعلومات تتعلق  بوضع القرية بالنسبة للسلطة , فالقرية معارضة بشدة  , والأشرطة القديمة نسبيا  تظر التظاهرات في القرية  وتظهرالاضطرابات في القرية بين كتائب الأسد والشبيحة من جهة  وبين سكان القرية من جهة أخرى , فالقرية معارضة بشكل لايقبل الشك , لذلك فمن ارتكب العملية هي كتائب الأسد بالاشتراك مع الشبيحة .

القول على أن  ابناء القرية قتلوا 285  ممن اقربائهم وأهلهم  لكي  يتم التشويش على سمعة السلطة قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن  فهذا هراء ,  الجلسة كانت يوم أمس  وقبل يوم أمس  , وجلسات مجلس الأمن شبه مستمرة بما يخص سوريا .كما انه يجب ان يكون للاجماع العالمي قيمة , خاصة وان سانا غير معروفة بصدقها .

لو فرضنا جدلا على  أن أهل القرية المعارضة قتلوا أهلهم واطفالهم وأولاده  ونسائهم وشيوخهم من أجل تشويه سمعة السلطة , فما هو معنى وجود السلطة  عندئذ , ماهي وظيفة السلطة ؟ , أليست حماية حياة المواطن !,  لم تقوم السلطة بواجبها  اطلاقا , وهذا مايؤكده مقتل  المئات من ابناء البلدة البالغ عددهم 11000 نسمة .  وعن أحداث مشابهة من عام 1982 , هل قامت العصابات المسلحة  بقتل  عشرات الألوف من أبناء هماه , وحسب  تقديرات رفعت الأسد كان عدد القتلى 35000 حموي .

اذا لم يفلح القضاء الدولي في  القبض على الفاعل ومحاكمته , أين هو القضاء السوري ؟, الرئيس يقول على أن الاصلاح بلغ درجة متقدمة جدا , والقضاء مستقل تماما , كما هو حال الاعلام  , الذي وصفه  الوزير الجديد للاعلام على أنه مستقل حتى النخاع  , أليس من المنطقي مثول القتلة أمام القضاء ؟؟ ومن مثل أمام القضاء بعد مجازر مشابهة ..الحولة ..تدمر ..صيبدنايا .. ا القبير  ومؤخرا التريمسة ؟

لا أجوبة على أي سؤال من هذه  الاسئلة   في غابة الأسود والوحوش !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *